أخبار | 21 02 2025
روزنة
قالت الأمم المتحدة، أمس الخميس، إنّ واحداً من كل أربعة سوريين عاطل عن العمل، ويعيش 9 من كل 10 سوريين في فقر، داعية إلى استثمار طويل الأمد لدعم التعافي في سوريا، التي قد تحتاج إلى نصف قرن ليتعافى اقتصادها.
ووفق تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن 14 عاماً من الحرب في سوريا أدت إلى تدمير نحو أربعة عقود من التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبشري.
وشدد التقرير على أهمية تسريع التعافي الاقتصادي الذي يعتبر أمراً بالغ الأهمية لعكس تدهور سوريا واستعادة الاستقرار بعد 14 عاماً من الحرب التي تسببت في خسارة نحو 800 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي.
ولفت إلى أن الاقتصاد السوري لن يستعيد مستواه الذي كان عليها قبل الحرب، قبل عام 2080، أو بعد 55 عاماً، وفقاً لمعدلات النمو الحالية. إذ بلغ متوسط النمو على مدى السنوات الخمس الماضية 1.3 في المئة سنوياً.
وبلغ الناتج المحلي الإجمالي لسوريا 62 مليار دولار في عام 2010، لكنه انكمش لأكثر من النصف، خلال سنوات الحرب. ولكي يستغرق التعافي 10 سنوات، يتعين على النمو الاقتصادي السنوي أن يرتفع ستة أضعاف، وفق التقرير.
اقرأ أيضاً: أزمة سكن حادة في حمص: ارتفاع الإيجارات يفاقم معاناة السكان والعائدين
ارتفاع الفقر
وفق تقرير الأمم المتحدة، كان معدل الفقر في سوريا قبل الحرب 33 بالمئة، ليتضاعف إلى ثلاث مرات ويصل إلى 90 بالمئة اليوم بعد الحرب. أما معدلات الفقر المدقع قفزت من 11 بالمئة إلى 66 بالمئة، أي بزيادة ستة أضعاف.
وإضافة لذلك فقد 5.4 مليون شخص وظائفهم في سوريا، وهناك 5.7 مليون شخص يحتاجون إلى مأوى بعد تدمير ثلث وحدات الإسكان أو تضررها بشدة، أما الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدارس تتراوح نسبتهم ما بين 40 و50 بالمئة.
ومنذ مطلع العام الحالي فصلت حكومة تصريف الأعمال السورية مئات الموظفين من وظائفهم في القطاع العام، ما شكل عبئاً اقتصادياً عليهم. وتشهد مناطق عدة في سوريا احتجاجات من موظفين منحوا إجازات مأجورة لثلاثة أشهر، وآخرين فصلوا وسط اتهامات بقرارات "جائرة" غير مدروسة.
اقرأ أيضاً: "لا للتسريح التعسفي".. احتجاجات عمالية في عدة محافظات سورية
الحاجة إلى استثمارات طويلة الأجل
مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، قال في بيان صحفي: "بخلاف المساعدات الإنسانية الفورية، يتطلب تعافي سوريا استثماراً طويل الأجل في التنمية لبناء الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لشعبها".
وأضاف: "إن استعادة الإنتاجية من أجل الوظائف وتخفيف حدة الفقر، وتنشيط الزراعة من أجل الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنية الأساسية للخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والطاقة هي مفتاح لمستقبل مستدام ذاتياً، والازدهار، والسلام".
قد يهمك: أموال سورية تصل من روسيا إلى مطار دمشق.. ما التفاصيل؟
وأدت الحرب خلال 14 عاماً في سوريا إلى مقتل نحو 618 ألف شخص، واختفاء حوالي 113 ألف شخص قسراً ولا يزال مصيرهم مجهولاً، ماعدا تشريد 7.2 مليون شخص داخل سوريا، فيما يعيش 6 ملايين آخرون كلاجئين، وفق التقرير الأممي.
وبحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن الطريق إلى الأمام يتطلب استراتيجية شاملة تعالج إصلاح الحكم، والاستقرار الاقتصادي، وتنشيط القطاع، وإعادة بناء البنية الأساسية، وتعزيز الخدمات الاجتماعية.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال السورية، محمد البشير، قال في تصريحات أواخر العام الفائت، إن الوضع المالي للبلاد "بالغ السوء"، موضحاً أن خزائن مصرف سورية المركزي لا يحتوي إلا على أوراق نقدية بالليرة السورية، مع الافتقار إلى السيولة بالعملات الأجنبية، بعد سقوط النظام السابق.
ويعيش نصف سكان سوريا في فقر مدقع، في وقت لا تزال تشهد الليرة السورية تدهوراً مستمراً، وفق تقرير للأمم المتحدة قبل أسابيع، جاء فيه أنّ الليرة السورية فقدت عام 2023 حوالي ثلثي قيمتها، ما رفع معدل التضخم الاستهلاكي إلى 40 بالمئة خلال عام 2024.
