تقارير وتحقيقات | 20 04 2024

بدموع الأم ومشاعرها لرؤية واحتضان أطفالها الذين فقدت أثرهم قبل ما يقارب عشر سنوات، أعلنت امرأة سورية من محافظة الرقة تقيم في مدينة إدلب عثورها على أبنائها، بعد أن ظنوا أنها متوفية وأقاموا لها العزاء، في حين اعتقدت هي الأخرى أن الأطفال قضوا نتيجة القصف.
وظهرت السيدة السورية، أمس الجمعة، في مقطع فيديو مع الإعلامي السوري جميل الحسن تؤكد فيه أنها عثرت على أبنائها الذين فقدت أثرهم أثناء إحدى حملات القصف التي نفذها التحالف الدولي على مدينة الرقة، وذلك إثر إجراء الحسن مقابلة سابقة معها نهاية آذار الماضي.
وقال الحسن في حديث لـ"روزنة" إن السيدة التي تنحدر من محافظة الرقة فقدت أثر أبنائها إثر عمليات قصف مكثفة للتحالف الدولي على المحافظة خلال الحرب على "تنظيم الدولة" (داعش)، بينما اعتبر الأبناء أن أمهم قتلت في غارة جوية.
وبحسب الإعلامي السوري فإن الأم التي بحثت عن أبنائها فقدت الأمل بالعثور عليهم، قبل أن تقيم في أحد المخيمات في مناطق شرقي سوريا، ثم توجهت لاحقاً للإقامة في مدينة إدلب، لتعيش وحيدة في مكان مهجور.
بمقطع فيديو بدأت القصة!
في 30 آذار الماضي، نشر الإعلامي السوري جميل الحسن مقطع فيديو على حساباته الشخصية، لامرأة سورية تقيم وحيدة في منزل مهجور بمدينة إدلب، تشكو فيه معاناتها وحيدة في ظل ظروف معيشية قاسية.
المرأة التي كانت تتحدث في مقطع الفيديو بحرقة شديدة، بنصف غطاء للوجه (نقاب)، ناشدت أن ينظر في حالها، وتؤمّن لها مستلزمات العيش الأساسية، كونها وحيدة بلا معيل.
مقطع الفيديو حقق انتشاراً واسعاً، وتفاعلاً كبيراً على حسابات الحسن، حيث حظي على فيسبوك بأكثر من 1,8 مليون مشاهدة، و80 ألف تفاعل، و4 آلاف تعليق.
من تعرف عليها؟
بعد الانتشار الواسع الذي حققه مقطع الفيديو للسيدة السورية، تعرّفت ابنة أختها عليها، من خلال صوتها وحركات يدها.
تواصلت ابنة أختها مع أبنائها الذين يقيمون في الرقة، وأخبرتهم أن هذه أمهم "وهي واثقة من ذلك"، ولتأكيد الأمر أرسلت شخصاً تعرفه في إدلب للتأكد من معلومات المرأة، والتي تطابقت مع معلومات خالتها الشخصية.
اقرأ أيضاً: "فَقَدَ الكلام والحركة": نداءات لمساعدة الطفل أحمد الذي تعرض لاعتداء بعينتاب
أجرت ابنة الأخت اتصالاً مع خالتها وعرّفتها بنفسها، وأضافت إلى الاتصال أبناء خالتها، عبر ميزة الاتصال الجماعي، وأخبرتها أنهم أبناؤها، لتشكل تلك اللحظة مفاجأة كبيرة للمرأة، على حد قولها في مقطع الفيديو الذي نشره الحسن يوم أمس الجمعة، خلال لقائه بها مجدداً.
وخلال حديثها أكدت المرأة أن أطفالها، الذين باتوا شباناً، جميعهم بخير وقد تزوج بعضهم، وأنها عازمة على لقائهم، اليوم السبت.
ووفق الإعلامي جميل الحسن لـروزنة" فإن الأم في طريقها الآن إلى الرقة (أثناء إعداد التقرير)، بانتظار وصولها ولقائها بأطفالها.
آثار الحرب على داعش
في ظل غياب إحصائيات رسمية ودقيقة لأعداد الضحايا المدنيين والمشردين نتيجة الحرب التي شنتها قوات التحالف الدولي على "تنظيم الدولة" منذ عام 2014، قالت "منظمة العفو الدولية" إن الحملة العسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أدت إلى سقوط الآلاف من المدنيين بين قتيل وجريح.
وأضافت المنظمة الدولية في تقرير سابق، أن القصف المستمر بلا هوادة طيلة أربعة أشهر خلّف دماراً واسعاً بالمدينة، وحوّل منازلها ومنشآتها ومرافقها الأساسية إلى أنقاض.
وأضاف التقرير: "وجد الأهالي أنفسهم بين شقي رحى القتال الدائر بين الطرفين في مدينة صارت أشبه بمصيدة الموت، إذ تعذر عليهم الفرار بسبب نيران قناصة تنظيم (الدولة الإسلامية) وألغامهم الأرضية، بينما راحت نيران القصف الجوي والمدفعي المتهور من جانب قوات التحالف تحصد أرواحهم في بيوتهم".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أطلقت مع عدة دول تحالفاً دولياً لمحاربة تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق، عام 2014، تحت اسم عملية "العزم الصلب"، والتي أدت إلى هزيمة التنظيم في سوريا عام 2017.