صحة | 17 01 2024

نعاني كسوريين في الداخل وكذلك في بلدان اللجوء والهجرة، قلقاً وخشيةً وربما رهاباً من القادم وتشكل لنا البدايات الجديدة والتجارب الجديدة وحتى العام الجديد مجهولاً نقف عاجزين أمامه.
الغموض والمجهول، قد يقف حائلاً أمام قدرتنا أو رغبتنا بالتغيير، حتى ولو كانت الظروف التي نعيشها قاسية أو مستنزفة لطاقتنا.
نهايات التجارب والمراحل ومواقيت هي مرحلة لإحصاء الدروس التي تعلمتها، فكل مرحلة تعلمنا ونحملها معنا إلى المرحلة الجديدة.
القادم مخيف لا شك ويسبب قلقاً صحياً قائماً على الوعي والتعلم من الأخطاء واستثمار الفرص، لكن المشكلة تبدأ حين التدهور إلى الرهاب والقلق المرضي.
اكتئاب الشتاء .. الأعراض وسبل الوقاية والعلاج
نقص المعلومات مرعب!
الخوف من البدايات الجديدة، كبداية عام جديد، يأتي نتيجة غموض ونقص المعلومات عن المرحلة المقبلة، ويخاطب الإنسان نفسه: "أنا لازم أعرف ماذا سيحدث حتى أتصرف على أساس ذلك".
وفي حال كان الماضي القريب سلبياً بالتالي، تتكون فكرة: "إذا كان الماضي سلبي فالقادم سلبي كذلك وربما أسوأ"، ويولد قناعة "ما في أمل"، وهنا تتعطل الحياة وتُفقد الرغبة في التغيير، وينتج اضطراب القلق.
الرهاب من المجهول أو المستقبل
رهاب المجهول أو الخوف من المجهول، هو القلق من أي شيء غير مألوف، أو لا نملك معلومات عنه، ويعبر عنه علمياً بمصطلح "رهاب الأجانب".
تفاقم حالة القلق والخوف، تؤدي إلى اضطراب قد يعطل حياة المصاب ويفقده القدرة على التكيف مع الجديد، وكذلك يفقده الرغبة في أي خطوة نحو التغيير.
تتوقف الحياة لدى المصاب برهاب المجهول، يرفض فرص عمل متاحة، ولا يستطيع القيام بأي خطوة، بحجة أنه لا يملك المعلومات الكافية ويحاول التخلص من حالة الغموض، ويصاب بأعراض جسدية منها:
- نوبات هلع وذعر من دون سابق إنذار.
- ارتفاع في ضغط الدم.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
- اضطراب في نشاط الدماغ.
- زيادة التعرق، الرجفة.
- ضيق في التنفس، صداع، تقيؤ.
- اكتئاب.
الأكثر عرضة للإصابة بـ "رهاب الأجانب"، هم من عانوا في طفولتهم من القلق، ويلعب العامل الوراثي دوراً في ذلك.
التجارب المؤلمة ليس بالضرورة أن ينتج عنها اضطراب مرضي، حيث يمكن أن تُغير تلك التجارب من النظرة إلى الحياة، وينتقل الشخص من مرحلة الصدمة إلى مرحلة النمو ما بعد الصدمة والتفاؤل بالمستقبل.
كن حذراً من الشتاء!.. الوقاية من التسمم جراء وسائل التدفئة
نحن بحاجة إلى القلق والخوف!
نعم الإنسان بحاجة إلى القلق، فمن دون القلق لا يُقدم الشخص على التخطيط للمستقبل، ويدفع القلق الشخص إلى حل المشكلات أو تخطيها.
القلق استجابة طبيعية للتعامل للتوتر والخوف من المجهول، ويحفز الشخص ويدفعه نحو المنافسة وتحقيق النجاح، ويكون طبيعياً وضرورياً عندما يحفزنا على إنجاز المهام بدقة.
ليس مطلوباً من الشخص القضاء على مشكلات وصعوبات الحياة، وإنما "المرونة النفسية" أي بذل جهد للتعامل مع المشكلات وتقليل الآثار السلبية الناتجة عن الصعوبات، وكذلك التكيف مع ظروف الحياة.
التوقعات السنوية (الطالع والأبراج)
خوفك من المستقبل ونقص المعلومات عنه، يدفعك إلى متابعة التوقعات التي يمليها المنجمون وغيرهم عن العام الجديد وماذا سيحدث فيه.
التوقعات مريحة للأشخاص الذين يعانون من رهاب المجهول، حتى ولو كانت سلبية، فيكفيهم أن يغطوا النقص في المعلومات عن العام المقبل، ويشبعوا فضولهم ويكسبوا "طمأنينة".
متابعة التوقعات تتدرج من حالة الترفيه والتسلية، وصولاً إلى عرض لاضطراب نفسي مرضي.
آلام الأذن في الشتاء .. نصائح للوقاية وتجنب آثار البرد
الخطة السنوية .. هل هي ضرورية؟
يقول شخص: "لم أنجز شيئاً هذا العام، بالتالي فالعام المقبل سيكون أسوأ ولن أنجز كذلك"، ويزيد هذا الشعور حين نرى أشخاصاً ينشرون ويتباهون بإنجازاتهم في العام المنصرم.
النصيحة أن تضع خطةً للمستقبل، لكن لا تحدد مواعيد الإنجاز بدقة وحرفية، وكن موقناً أن الظروف تتحكم في خططنا وحياتنا، وما قد يكون إنجازاً بالنسبة لغيرة فليس بالضرورة أن يشكل إنجازاً لك.
نصائح للتعامل مع المستقبل والمجهول
- اقتنع أن المجهول هو جزء من التجربة الإنسانية.
- لا تبنِ أي توقع سلبي عن المستقبل أو المجهول.
- تذكر دوماً الأشياء التي تشعر بالامتنان لوجودها في حياتك.
- حاول أن ترى الجانب الإيجابي من كل شيء، وتفاءل.
- تصور النجاح في تجاوز الصعوبات وحل المشكلات التي قد تظهر.
- مارس الرياضة واتبع تقنيات الاسترخاء، منها: التنفس العميق، اليوغا.
- توجه إلى المعالج الاختصاصي النفسي، إن كان الخوف يعيت حياتك، ويقف أمام تفكيرك بشكل منطقي.
للمزيد عن الخوف والقلق من البدايات والتجارب الجديدة، ونصائح للتعامل معه، وإجابات عن أسئلة متابعين، في "معاينة حكيم" مع أسما وضيفتها اختصاصية العلاج النفسي صهباء الخضر.
تابع اللقاء كاملاً…