تصعيد عسكري محتمل شرق الفرات وتفاهمات روسية تركية جديدة!

مصدر الصورة: reuters - عناصر تابعة لقوات النظام في الشمال السوري
مصدر الصورة: reuters - عناصر تابعة لقوات النظام في الشمال السوري

سياسي | 22 أكتوبر 2020 | مالك الحافظ

توحي التطورات العسكرية الأخيرة في منطقة عين عيسى التابعة لمحافظة الرقة في الشمال الشرقي من سوريا، بأن هذه المنطقة قد تشهد معارك جديدة خلال الفترة المقبلة، لا سيما وأنها تحاذي منطقة "نبع السلام" التي أقامتها تركيا والمعارضة السورية المدعومة من قبلها، منذ أكثر من عام. 


وكانت منطقة عين عيسى الواقعة في ريف الرقة الشمالي، شهدت يوم أمس الأربعاء، اشتباكات عنيفة اندلعت بين فصائل "الجيش الوطني" المدعوم من أنقرة من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" من جهة أخرى، أدت إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

مصدر في "الجيش الوطني" فضّل عدم ذكر اسمه، قال لـ "روزنة" أن الاشتباكات تأتي في ظل مسعى تركي لتنفيذ "عملية عسكرية محدودة" تستهدف قوات قسد في المنطقة التي تقع جنوب مدينة تل أبيض التي تعتبر المركز الرئيسي لمنطقة نبع السلام.

 واعتبر المصدر أن هذه المنطقة تشكل نقطة إنطلاق لمفخخات استهدفت منطقة "نبع السلام" خلال الفترة الماضية.


قد يهمك: قتلى وجرحى بانفجار مفخّخة في مدينة الباب شرقي حلب


من جهته أوضح هشام اسكيف، نائب مسؤول المكتب السياسي في "لواء السلام" (التابع للجيش الوطني)، أن ما حصل في منطقة عين عيسى هو رد على "العمليات الإرهابية" التي ضربت منطقة "نبع السلام" وحمل مسؤوليتها الى "قسد". 

واعتبر اسكيف في حديثه الى "روزنة" أن العملية العسكرية -المحدودة حتى الآن- تأتي ضمن إجراءات الردع التي تقوم بها قوات "الجيش الوطني" المعارض. وأضاف "نحن لا نرضى أن نرد بطريقة قسد (بتفجير المفخخات)، لأننا نعتبر سكان هذه المناطق أهلنا وهم سوريون ومبادئ الثورة تلزمنا أن نكون حُماة لهم".

وكانت تركيا أطلقت عملية "نبع السلام" في تشرين الأول من العام الفائت، وسيطرت خلالها على مدينتي رأس العين و تل أبيض على الحدود التركية-السورية. وبررت تركيا الهجوم في حينه بأنه يأتي في سياق حماية أمنها القومي من خطر تواجد قوات "قسد" الكردية التي تتهمها أنقرة بالتبعية لـ "حزب العمال الكردستاني" المصنف على قوائم الإرهاب لديها. 

عرض روسي ومخاوف كردية 

إلى ذلك أفادت مصادر كردية لـ "روزنة" أن روسيا قدمت يوم أمس الأربعاء عبر قيادة قاعدتها العسكرية في مطار القامشلي (أقصى الشمال الشرقي) لقوات "قسد"، "عرضاً مريباً في توقيته"، يتمثل بانسحاب كافة القوى الأمنية والعسكرية التابعة للقوات الكردية من منطقة عين عيسى واستبدالها بقوات عسكرية تابعة للنظام السوري. 


قد يهمك: "مسد" تعلن استعدادها للحوار مع المعارضة السورية


وأضافت هذه المصادر أن روسيا بررت هذا العرض الى الجانب الكردي بالقول، أن الهدف منه هو احتواء التصعيد الحاصل في منطقة عين عيسى، بحيث يسحب الروس الذريعة من الجانب التركي لتبرير توسيع نطاق عملياته العسكرية مع "الجيش الوطني". ولم تعط "قسد" بعد ردها للروس. 

نحو تفاهمات روسية-تركية جديدة؟

ويأتي التصعيد العسكري في منطقة عين عيسى والعرض الروسي الى "قسد"، متزامنا مع  عودة القصف الروسي على مناطق جبل الزاوية (شمال غرب سوريا) بالقرب من الطريق الدولي "إم 4" الذي تريد موسكو السيطرة على محيطه، ومع إنسحاب القوات التركية من نقطة المراقبة بمدينة مورك (ريف حماة الشمالي) مطلع الأسبوع الجاري. 

واعتبر طه عودة أوغلو، الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، أن هذه التطورات ما هي إلا إشارات واضحة على تفعيل بنود التفاهمات التركية الروسية الأخيرة "تدريجيًا". 

وأوضح الباحث التركي أن هذه التفاهمات تنص على ضرورة انسحاب القوات التركية من نقاطها المحاصرة في الشمال الغربي من سوريا وفتح الطريق الدولية، مقابل انسحاب قوات النظام السوري و قوات "قسد" من مدينتي تل رفعت ومنبج ، فضلاً عن تشكيل أرضية مناسبة لمحادثات تركية روسية جديدة (خلال الأيام أو الأسابيع القادمة) من أجل تفاهمات جديدة تشمل تمديد وقف إطلاق النار لـ 6 أشهر إضافية. 


قد يهمك: تصعيد تكتيكي في الشمال السوري و المعركة مؤجلة!


وتابع حديثه لـ "روزنة" بالقول "بعد عزم تركيا سحب بعض نقاط المراقبة، وطلب روسيا من قوات قسد الإنسحاب من المناطق الحدودية مع تركيا (مثل عين عيسى)، يبدو واضحا بأننا مقبلون على ترتيبات جديدة، خاصة بشأن محافظة إدلب شمال غرب سوريا". 

وأضاف أن "الرؤية التركية لما جرى مؤخرا من عملية انسحاب تركية من نقاط مراقبة عسكرية في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، تركز على وجود قناعة تركية بتخفيف الضغوط عليها في حال قيام جيش النظام السوري بعملية عسكرية".

وختم حديثه لافتاً إلى قرب تبلور واقع جديد في إدلب، سيكون عنوانه العريض "صفقة تركية روسية جديدة سيتم الحديث فيها أيضا عن مدينتي تل رفعت ومنبج".

يُذكر أن الشرطة العسكرية الروسية وقوات النظام السوري، دخلت إلى عين عيسى أواخر العام الماضي، إثر اتفاق مع قوات "قسد" وانسحاب القوات الأميركية منها.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق