إشارة جديدة على تحجيم نفوذ رامي مخلوف

إشارة جديدة على تحجيم نفوذ رامي مخلوف
اقتصادي | 10 أكتوبر 2020 | مالك الحافظ

لعل القرارات المتوالية التي أعلنت عنها حكومة النظام السوري خلال الفترة الماضية واستهدفت من خلالها أملاك رجل الأعمال رامي مخلوف (ابن خال بشار الأسد)، كانت تدلل مؤشراتها إلى رغبة متزايدة لدى التيار الاقتصادي لأسماء الأسد بتحجيم نفوذ مخلوف وفق ما أكدته مرارًا مصادر محلية لـ "روزنة". 


كان الهدف الأكبر لتيار زوجة الأسد هو السيطرة على شركة "سيريتل" من خلال تعيين حارس قضائي عليها ووضع اليد عليها بحجة مخالفات مالية ارتكبتها الشركة الأكبر لمخلوف، بمقابل مساعي لدخول سوق الاتصالات عبر تأسيس مشغل اتصالات جديد (ثالث) يعلن عن تأسيسه بعد ضمان السيطرة على المشغلين الرئيسيين (سيريتل و إم تي أن سوريا)، وهو الأمر الذي برزت معالمه تدريجيًا بعد عدة إجراءات استهدفت كل من الشركتين. 

من جديد عاد وزير الاتصالات في حكومة النظام، إياد الخطيب، للتأكيد على قرب الإعلان عن دخول مشغل اتصالات جديد "وطني"، يوم الخميس الفائت، حيث قال خلال مداخلته أمام مجلس الشعب "البرلمان"، كشف من خلالها عن عزم النظام إطلاق مشغل ثالث وصفه بأنه "وطني"، ما يجعله منافسًا لشركتي "سيريتل وأم تي أن"، العائدة ملكيتها إلى "رامي مخلوف".

وعن موعد إطلاق المشغل الثالث رجح أنّ يكون قبل نهاية العام الحالي، موضحًا في الوقت ذاته بأنّ الوزارة تقوم بدراسة لتقيم الترخيص الممنوح لشركتي الخليوي في إشارة لـ "سيريتل وإم تي إن".

اقرأ أيضاً: رامي مخلوف تخلى عنه الجميع… رفعت أسد جديد؟

كما أشار إلى استحواذ شركة "سيريتل" على 73 بالمئة من نسبة المشتركين في المشغلين الحاليين والمقدرة بـ 16 مليون ونصف مشترك، و27 بالمئة شركة "إم تي إن".

وكان الخطيب ذاته قال في منتصف أيلول من العام الماضي؛ أن المشغل الثالث للاتصالات الخلوية سيكون من نصيب شركة "وطنية سورية"، وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.

مصادر "روزنة" كانت أكدت منذ منتصف العام الفائت عزم أسماء الأسد دخول قطاع الإتصالات من خلال مشغل الاتصال الخليوي الثالث المعتزم طرح مناقصته خلال وقت قريب. 

وهو ما توافق أيضًا مع حديث الباحث في الشؤون الاقتصادية السورية يونس الكريم، الذي لفت في وقت إلى أن شركة "ايماتيل" العائدة ملكيتها لـ زوجة بشار الأسد ستدخل في منافسة مباشرة مع رامي مخلوف، معتبرًا أن المشغل الثالث المفترض الإعلان عن إتمام صفقته لصالح "إيما تيل" خلال الفترة المقبلة سيغير من خارطة التنافس في قطاع الاتصالات في سوريا. 

وتابع الكريم "إيماتيل هي إحدى شركات أسماء الأسد ستدخل في مناقصة مشغل الاتصالات الخلوية الثالث؛ سواء كان دخول الشركة باسم زوجة الأسد الصريح أو عن طريق أحد أذرعها الاقتصادية (مثل خضر طاهر)".

قد يهمك: مخطط بجذب المستثمرين السوريين من الخارج

ولفت إلى أن شركة "إيما تيل" التي باشرت أعمالها مؤخرًا وتختص في الوقت الحالي بخدمات الاتصالات الخليوية وما يتعلق بها من أجهزة اتصال ووكالاتها المتصلة بخدمات البيع والصيانة، لفت إلى أنها أخذت مكان  النشاط الاقتصادي لأحد أهم أذرعة النظام محمد حمشو عبر شركته "الأمير" في قطاع الاتصالات، حيث بات الآن يتركز نشاط حمشو بدلا عن قطاع الاتصالات في قطاع قريب منه وهو مجال الحواسيب والبرمجيات المتعلقة بها.

ومنذ مطلع العام الجاري كشفت تداعيات قرار الحجز الاحتياطي على أموال رامي مخلوف، عن شكل الصراع الذي بات تتضح صورته أكثر خلال الفترة الماضية، بين مخلوف والشخصية الجديدة التي ستسيطر على الاقتصاد السوري، والتي استطاعت أن تضع ابن خال الأسد ضمن فخ الحجز الاحتياطي و"مكافحة الفساد". 

هذا ولا يمكن أن تبتعد التوقعات عن أسماء الأخرس زوجة بشار الأسد، باعتبار أنها تلك الشخصية المتنفذة التي استطاعت تقييد نفوذ إمبراطورية مخلوف والتحضير لتفكيكها، إثر سلسلة من الإجراءات الاقتصادية لم تكن فقط ضمن حدود قرارات الحجز الاحتياطي سواء على أموال مخلوف أو رجالاته، بل وصلت إلى حدود إغلاق شركات الصرافة المحسوبة على الحرس القديم في اقتصاد النظام (جناح رامي مخلوف). 
  
كذلك وضع الحجز الاحتياطي على أموال محمد حمشو (الذراع الأيمن لمخلوف)، غير أن حمشو كما أفادت تقارير محلية في شهر كانون الأول الماضي، توصل إلى تسوية مالية بعد أن رفعت عليه وزارة التربية والتعليم قضايا بشأن مشاريع مشتركة بينهما، وانتهت بحكم يقضي بدفع حمشو أكثر من 90 مليارا و442 مليونا ليرة سورية.
 

اقرأ أيضاً: الخارجية الأميركية تكشف أسباب تركيز عقوبات "قيصر" على أسماء الأسد


يذكر أن مجموعة "إم تي إن" الجنوب أفريقية لاتصالات الهواتف المحمولة، بدأت بيع حصتها في سوريا، البالغة 75 في المئة، من أجل الخروج من الشرق الأوسط والتركيز على قارة إفريقيا فقط.

ونقلت وكالة "رويترز" عن روب شوتر، الرئيس التنفيذي للمجموعة  قوله خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، في شهر آب الماضي، أثناء إعلان نتائج الشركة للنصف الأول من العام الحالي، إن الشركة وصلت إلى مرحلة متقدمة من المباحثات الهادفة لبيع حصتها في "إم تي إن" سوريا إلى "تيلي إنفست"، التي تملك بدورها 25 في المئة من الشركة.

وذلك بعدما أفادت مصادر خاصة لـ "روزنة" في شهر أيارالماضي، أن رجل أعمال روسي مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين يقترب من وضعه يد بشكل كامل على شركة "إم تي إن" (MTN) والتي تعود ملكيتها لشركتي "انفستكوم موبايل" و "انفست تيليكوم"، فيما أسمته بشراكة غير معلنة بين الروس وأسماء الأسد.

المصادر أشارت إلى أن شركة "انفست" تعود ملكيتها لرجل الأعمال الروسي علي شير عثمانوف، وهو الذي سيشتري حصص رجال أعمال الموالين لرامي مخلوف في الشركة الثانية "انفستكوم"، والتي ستكون نطاق تجاري ينشط فيه رجال أعمال روس وسوريين باتوا ينتمون إلى التيار الاقتصادي لأسماء الأخرس (زوجة بشار الأسد).


قد يهمك: زيادة أجور تصريح الأجهزة الخلوية في سوريا بأكثر من الضعف


"انفست" كانت تقدمت مؤخراً بطلب استبدال ممثلها في "إم تي إن" حيث تم تعيين نسرين إبراهيم، المقربة من أسماء الأخرس، بدلاً من باسم التاجي، في الوقت الذي باتت فيه إبراهيم؛ الشخصية الأكثر احتمالية في تولي منصب رئاسة مجلس إدارة "إم تي إن-سوريا" بعد استقالة محمد بشير منجد (رئيس مجلس الإدارة السابق) دون تبيان الأسباب والاكتفاء بالإعلان أنها أسباب خاصة.

وكانت وزارة المالية بدمشق قد وضعت في تشرين الثاني الماضي الحجز الاحتياطي على أموال شركة "إم تي إن" في سوريا، على خلفية استيراد بضائع بطريقة غير مشروعة.

وصدرت عدة قرارات من وزارة المالية، تقضي بالحجز الاحتياطي على أموال الشركة نتيجة وجود مخالفات جمركية وقعت في أمانة جمارك المنطقة الحرة في عدرا.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق