هل تربح روسيا حرب الموانئ والمعابر السورية؟ 

هل تربح روسيا حرب الموانئ والمعابر السورية؟ 
سياسي | 12 أغسطس 2020 | مالك الحافظ

فتح انفجار مرفأ بيروت الكارثي الأسبوع الفائت، أعين الروس على أهمية سيطرتهم على البوابات البحرية والسورية لضمان تثبيت نفوذهم الاستراتيجي في المنطقة.


ولعل الرغبة الروسية الساعية للاستحواذ على محيط الطريق الدولي "M4" ومنطقة معبر "باب الهوى" التي كانت من أجل السيطرة على المساعدات الإنسانية الواردة إلى سوريا، فضلا عن إيجاد طريق آمنة لشبكة الحركة التجارية على امتداد الطرق الدولية "M5" و "M4"،  قد ازدادت الآن بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بمرفأ بيروت وهو الذي كان بوابة لاستقبال وصول المواد الأساسية والغذائية التي تزود بها دمشق، بالإضافة إلى اعتماد الأمم المتحدة عليه في المنطقة، وهو ما قد يدفع الأطراف المختلفة للبحث عن مرفأ آخر يكون هو الميناء الرئيسي في المنطقة، بخاصة وأن باقي مرفأ لبنان غير مجهزة لأن تكون بديلة عن مرفأ بيروت.


قد يهمك: انفجار بيروت… ما تأثيراته السياسية والاقتصادية على سوريا؟


سعت روسيا خلال الفترة الماضية للتلويح من جديد بورقة التصعيد العسكري في الشمال السوري بفعل تأزم الأوضاع مع شريكها التركي في ليبيا، وتعطل التفاهمات بينهما في شرق الفرات بسبب حركة واشنطن النشطة والمؤثرة سلبا على اتفاقات الطرفين السرية منها والعلنية، وهو ما حدا بالجانب الروسي على ما يبدو للتفكير في منحى تصعيدي بمناطق جبل الزاوية والوصول منها لهدفين رئيسيين، أولهما السيطرة على محيط الطريق الدولي "M4" والوصول إلى معبر "باب الهوى، وثانيهما يتعلق بربط الطرق الدولية ببعضها ووصل المحافظات السورية التي تسيطر عليهم دمشق لتعزيز خط النقل البري التجاري وتخديمه لمرفأ طرطوس الذي سيطرت عليه روسيا في وقت سابق. 

معوقات اقتصادية 

المستشار المالي و الخبير الاقتصادي، يونس الكريم، استبعد خلال حديث خاص لـ "روزنة" إمكانية استثمار روسيا للظرف الحالي بعد انفجار بيروت، وتحويل مرفأ طرطوس إلى مرفأ رئيسي للمنطقة، بفعل عدة أسباب، أولها عدم تنفيذ الروس للعقد الموقع مع النظام والقاضي بتحديث وتطوير الميناء. 

وأضاف حول ذلك "روسيا لم تقم بأي خطوات عملية في هذا الشأن، لذا فإن المرفأ ضمن صيغته الحالية هو أقل من متوسط، لذلك لا يمكن تخديم عمليات الشحن أو أن يكون بديلا عن م بيروت… ميناء طرطوس رغم بنيته التحتية من طرقات برية وسكك الحديد، لكن الطرق البرية لم يثبت عليها أي سيطرة روسية كاملة و آمنة". 


قد يهمك: بعد مرفأ بيروت… هل يعتمد النظام السوري على معبر البوكمال؟ 


وتابع مفنداً الأسباب التي قد تعيق المساعي الروسية بالقول "هناك أيضاً عقوبات مُركبّة على كل من روسيا و النظام… كذلك هناك خلاف روسي إيراني أيضا، ومرفأ بيروت والقرار السياسي في العاصمة اللبنانية هو بشكل أو بآخر للجانب الإيراني، وبالتالي سوف يعمدون إلى منع إبدال طرطوس ببيروت".

ورأى الكريم أن عدم وجود حل سياسي بسوريا هو ما يصعب انتقال الشحن البحري إلى "منطقة حربية" (مرفأ طرطوس) و أن يتم الاعتماد عليها. وزاد بالقول "شركات التأمين لن ترضى بدخول السفن إلى هذه المنطقة التي تعرضت للحرب الأهلية لمدة عشر سنوات خوفا على البضائع المؤمن عليها، وهذا الأمر يجعل التجار و شركات النقل تتحاشى الوصول إلى طرطوس". 

خيارات عسكرية؟ 

العقيد الركن، مصطفى الفرحات، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة"، أن ما يجري في الشمال السوري هو مؤشر لعمل عسكري. 

وتساءل "لكن إلى أي مدى سيصل هذا العمل العسكري و ما هو الهدف من هذه العملية التي يُحضّر لها؟، فاعتقد أن ذلك مرده تأمين الطريق الدولي إم 4، حيث لم يصل الروس إلى حد الآن لتأمين هذا الطريق، إذ أن هناك إشكالية لتأمين الطريق… الخلل الأمني يظهر بين الفينة و الأخرى وما يحدث لا يطمئن الجانب الروسي، وبالتالي فإن الروس يُعدون لهذه العملية لقضم ما تبقى من جبل الزاوية والمناطق التي تقع جنوب الاتستراد الدولي حلب-اللاذقية". 

بينما اعتبر العقيد عبد الرحمن الحلاق، خلال حديثه لـ "روزنة"، أن أي تصعيد يؤججه النظام وحليفه الروسي القصد منه الوصول إلى مناطق جبل الزاوية. 


قد يهمك: هذا مصير التعزيزات العسكرية التركية في إدلب 


وتابع بالقول "طموح روسيا الوصول إلى أريحا، والسيطرة على جنوب الطريق الدولي حلب اللاذقية؛ هذا من جهة، ومن جهة أخرى السيطرة الكاملة على الطريقين الدوليين حلب اللاذقية؛ وحلب دمشق، ولكن كل ذلك يتوقف عند إرادة تركيا". 

وأشار العقيد حلاق أنه فيما إذا أخذت تركيا "دور المتفرج" سيكون العمل العسكري صعباً جداً على الفصائل العسكرية المعارضة، غير أنه اعتبر بأنه فيما إذا أخذت تركيا "الدور الفعلي والمفروض عليها أخذه، فإنه لن يستطيع الروس أو النظام التقدم متر واحد، ويمكن أن يكون طاقة الفرج بالنسبة للمعارضة لتحرير المناطق التي سقطت سابقا، والوصول إلى آخر نقطة تركيا؛ والتي تتمركز بمورك". 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق