تقارير وتحقيقات | 28 02 2025

في ليلة باردة من ليالي ريف منبج شرقي حلب، وفي قرية الجاموسية، عاشت السيدة السورية رقية واحدة من أصعب لحظات حياتها، حين وجدت نفسها عالقة داخل بئر ارتوازي بعمق 10 أمتار.
كانت اللحظات تمر ثقيلة، والأنفاس تتباطأ بين جدران البئر المظلم، لكن الأمل لم ينقطع من قلبها، بينما بدأت فرق الدفاع المدني والمدنيون بعملية إنقاذها.
اللحظات الأولى
في عصر أمس الخميس، انتشر خبر سقوط رقية في البئر بسرعة بين أهالي قرية الجاموسية، لم يتردد أحد في إبلاغ فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء).
وسرعان ما تجمعت فرق الدفاع المدني مع مختصين في حفر الآبار من أبناء المنطقة، لتبدأ عملية إنقاذ معقدة تسابق الزمن من بئر يبلغ عمقه 70 متراً.
اقرأ أيضاً: إدلب: متابعة لحالة الطفل عسكر بعد إنقاذه من البئر.. وإشادات بـ"الخوذ البيضاء"
11 ساعة من الصراع مع الأرض الصخرية
كانت مهمة الإنقاذ أشبه بمهمة مستحيلة، حيث واجهت الفرق صعوبات، أبرزها طبيعة الأرض الصخرية القاسية التي جعلت عمليات الحفر تستغرق ساعات طويلة، إضافة إلى عمق الحفر والاعتماد على معدات يدوية.
بدأ المختصون في حفر بئر موازٍ إلى جانب البئر الذي سقطت فيه رقية، ليتمكنوا من الوصول إليها بطريقة آمنة. في الوقت ذاته، تم ضخ الأوكسجين إلى داخل البئر للحفاظ على حياتها.
رقية لم تكن وحدها في هذا الظلام، بل كانت تتلقى الدعم من المنقذين الذين ظلوا يتواصلون معها طوال الوقت، يطمئنونها ويخبرونها أن النجاة قادمة.
وعند الساعة 3:20 فجراً من يوم الجمعة، وبعد أكثر من 11 ساعة من العمل المتواصل، تم إخراج رقية سالمة، ونقلها إلى مستشفى منبج الوطني لإجراء الفحوصات الطبية.
وفق التقارير الطبية الأولية، كانت حالتها مستقرة، وعلاماتها الحيوية جيدة، ورغم الإرهاق الشديد الذي بدا عليها، كانت رقية في وعيها الكامل.
بعد انتهاء عملية الإنقاذ، عملت فرق الدفاع المدني على ردم الحفرة الجانبية وإغلاق فوهة البئر لتجنب أي حوادث مشابهة في المستقبل. كما وجهت نداء للأهالي بضرورة تأمين الآبار المكشوفة والإبلاغ عن أي بئر مهجور لتتم معالجته بشكل آمن.
وفي وقت سابق تمكنت فرق "الدفاع المدني السوري" من إنقاذ الطفل عسكر دياب، الذي سقط في بئر بقرية تل أعور غربي إدلب، بعد جهود استمرت أربع ساعات. حيث عملت الفرق على إيصال الأوكسجين للطفل وحفر نفق بجانب البئر للوصول إليه، بمشاركة 79 عنصراً من الدفاع المدني وآليات ثقيلة ومنقذين مختصين.
ولاقت جهود "الخوذ البيضاء" إشادة واسعة من السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين أثنوا على شجاعتهم وتضحياتهم في إنقاذ الأرواح.