كشف مصدر في الدفاع المدني لـ"روزنة" عن متابعة الحالة الصحية للطفل عسكر بعد إنقاذه من البئر التي سقط فيها مساء أمس بقرية تل أعور غربي إدلب، وسط إشادات بجهود الدفاع المدني في عملية الإنقاذ.
وقال لـ"روزنة" عبد الكافي كيال قائد العمليات في الاستجابة لحادثة الطفل عسكر دياب إن المسح الطبقي لجسم الطفل أظهر وجود عدة كسور على مستوى الجمجمة ونزف "فوق جافية"، وتكدم في الرئتين، وكسر متبدل مفتوح على مستوى الساق الأيمن، وأذية هرسية على مستوى الأطراف.
وتحدث الطبيب مالك برد المقيم في قسم الجراحة العامة في مشفى الرحمة"، مؤكداً أن الطفل عانى من كسور عدة في الجمجمة ونزيف دماغي وتكدم بالرئتين بالإضافة لكسر متبدل في الساق الأيمن مفتوح.
اقرأ أيضاً: رحلة الموت الأخيرة.. حافلة دركوش التي تحولت إلى مأتم جماعي
إنقاذ عسكر
أنهت فرق الدفاع المدني عملها في إنقاذ الطفل عسكر دياب قبل حلول الساعة الواحدة من بعد منتصف الليلة الماضية، حيث تمكن المنقذون من انتشاله بعد جهود استمرت أربع ساعات.
وبحسب مراسلي روزنة في إدلب، فقد بدأت فرق الدفاع المدني عملية الإنقاذ في الساعة التاسعة مساء، عبر إيصال الأوكسجين للطفل العالق على مسافة قريبة من البئر الارتوازي التي يقدر عمقها بـ180 متراً.
وقال أسامة ابن عم الطفل عسكر دياب، البالغ من العمر 7 سنوات، إنه سقط في البئر في أثناء حفره بعد أن علقت قدمه بكبل كان يحمل "الغطاس" واستقر على عمق مترين ونصف، "لم أره حينما اقتربت من البئر"، مضيفاً، "كان بعيداً ولكن حينما انقطع الحبل فجأة سحبه سريعاً".
وما إن انتبهت العائلة لسقوط عسكر أبلغت فرق الدفاع المدني، قرابة الساعة التاسعة ليلاً، ليتجه إلى مكان الحادثة أكثر من 70 متطوعاً من كافة الاختصاصات الطبية والبحث والإنقاذ، حسبما قال المتطوع محمد صباح لراديو "روزنة".
وقال صباح إن فرق الدفاع المدني، عملت على إيصال الأوكسجين للطفل، وحفرت بجانب قميص البئر نفقاً للوصول للطفل وإخراجه وتقديم الإسعافات الأولية له في أثناء نقله بسيارة إسعاف مجهزة إلى المشفى لتلقي العلاج.
ووفق المراسلين استخدمت فرق الدفاع المدني الآليات الثقيلة بحضور منقذين مختصين وطواقم طبية.
استمرت عملية الإنقاذ أربع ساعات، شارك فيها 79 عنصراً من الدفاع المدني، واستخدم خلالها عدد من الآليات الثقيلة، شاكراً كل من ساهم في عملية الإنقاذ.
إشادات بـ"الخوذ البيضاء"
أشاد سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي بعمل فرق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في عملية إنقاذ الطفل عسكر والتي استمرت أربع ساعات، انتهت بعد منتصف ليل أمس.
وعبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن شكرهم وامتنانهم لـ"الخوذ البيضاء" في إنقاذ الأرواح ومساعدة المدنيين في الكوارث والأزمات.
وكتبت الصحافية والكاتبة السورية ريما فليحان على حسابها في فيسبوك: "كل التقدير لجهودكم وحرفيتكم في أداء العمل (...) تثبت الخوذ البيضاء كل يوم إنسانيتها العالية وعطائها العظيم للسوريين في أوقات المحن".
ووصف أحمد حزوري فرق الدفاع المدني بـ"النور"، في منشور على فيسبوك قال فيه: "رجال الخوذ البيضاء، أنتم نور في عتمة الدمار، وأمل في قلوب المحاصرين، أنتم فخر لكل السوريين وثمرة ثورتنا التي لم ولن تسقط، شكراً على شجاعتكم وتضحياتكم التي لا تقدر بثمن".
ووجهت شادية هلال شكرها لفرق الدفاع المدني لما بذلوه من جهد تكلل بإنقاذ الطفل العالق في بئر، قائلة بمنشور على فيسبوك: "كل الشكر وكل الحب للدفاع المدني الله يحميكن ويكتب أجركن وثوابكن، عنجد عملكن إنساني بكل معنى الكلمة بكل طفل عم تنقذوه بكل شغلة عم تعملوها الله يحميكن".
ويوم الجمعة الماضي، عملت فرق الدفاع المدني على إنقاذ وانتشال عدد من الأطفال ومعلماتهم بعد تدهور حافلة كانت تقلهم برحلة مدرسية في أحد الجروف الصخرية بمنطقة دركوش، والتي تسببت بمقتل 7 أشخاص وإصابة 20 آخرين.
