تقارير | 25 05 2020
تتشابه الطائفة العلوية مع بقية الطوائف الإسلامية في اعتماد النص الديني الإسلامي في تحريم بعض المأكولات، فيما يبتعد بعض أبناء الطائفة عن مأكولات أخرى يعتبرونها "مكروهة" دون وجود نص ديني وإنما فقط أعراف وتقاليد تابعة للطائفة.
وتستند الطائفة العلوية إلى الآية القرآنية في سورة المائدة "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب.
يفسّر الشيخ حسين محمد مظلوم وهو عضو المجلس الإسلامي العلوي في لبنان، الآية بأن "الميتة كل شيء أباح الله أكله فارقته الحياة من دون تزكية، أما الدم فهو الدم المصبوب حيث كانوا يشوونه ويأكلونه، وبالنسبة للحم الخنزير فهو معلوم، وما أهل لغير الله هي ذبائح من خالف الإسلام لأنهم يذكرون عليه اسم غير الله".
ويتابع "المنخنقة، التي يدخل رأسها بين شعبين من شجرة فتخنق وتموت، والموقوذة التي تضرب حتى تموت، والمتردية، التي تقع من مكان عال ولا يقدر على تذكيته، والنطيحة التي ينطحها غيرها فتموت، وأكل السبع هي فريسة يقتلها السبع، وبالنسبة لقول إلا ما ذكيتم أي إلا ما أدركتم تذكيته قبل الموت".
ويردف مظلوم في معرض إجابته على تساؤل أحد الأشخاص على موقع المكتبة الإسلامية العلوية "أما لحم الأنثى فلا نقول بحرمته بل كراهيته ولأن النفس تستقذره لأسباب معلومة".
اقرأ أيضاً: أعياد الطائفة العلوية... ماذا تعرف عنها
الإماميون يرفضون أكل الأرنب
ورغم عدم وجود نصوص واضحة عن الطائفة العلوية توضّح المحظور الخاص بهذه الطائفة خاصة، إلا أن عموم الطوائف التي تؤمن بالإمامة ترفض أكل الأرنب، بحسب كتاب جواهر الكلام للشيخ محمد حسن النجفي.
و"الإماميون" هم الشيعة الذين يعتقدون أن الأئمة وخلفاء الرسول الخاتم محمد هم 12 إماماً من أهل البيت، ويتسمون جميعاً بسمة العصمة، ومن هنا اكتسبوا اسم "الشيعة الاثنا عشرية"
لكن يميل الكثير من أبناء الطائفة العلوية إلى تجنب لحم الجمل إضافة إلى لحم الأرنب، رغم عدم تحريم لحم الجمل مثلاً بإجماع الطوائف الإمامية.
لكن وفقاً لمركز "العترة الطاهرة للدراسات والبحوث"، والمرجع الشيعي اللبناني محمد جميل حمود العاملي، فإنه لا يجوز أكل إلا ذبيحة الشيعي الإثنا عشري بالنسبة للطائفة الاثنا عشرية، وهي طائفة قريبة من العلوية، قد يكون لديها نفس التعاليم.
قد يهمك: هكذا يحتفل المرشديون بعيدهم الوحيد
هل الخمر حلال؟
يقسم الخمر عند العلويين إلى ثلاثة أقسام (خمر محمود ومذموم ومهمل) وبالتالي ليس كل شرب الخمر حرام كما في بقية الطوائف الإسلامية.
يقول الباحث الديني العلوي السوري الدكتور أحمد أديب أحمد في حديث لوكالة "مهر الإيرانية" حول هذا الموضوع "إن هذا التقسيم لا يخص العلويين فقط وإنما كل المؤمنين، فالخمرة إذا كان يقصد بها الخمرة المشروبة من ماء العنب أو التمر فهي مهملة لا محمودة ولا مذمومة لقوله تعالى: (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا)، فهذهِ الخمرةُ لا يقعُ عليها حمدٌ ولا ذَمٌّ".
فيما ذكر أديب أحمد عدّة مواضع قرآنية لحمد الخمر، منها (وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ)، وقوله تعالى: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ، بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ).
أما ما يعتقد الباحث أنه محرّم فهو الخمر الذي يؤدي إلى السكر، محذراً من تحريم شيء في الدنيا محلل في الآخرة.
اقرأ أيضاً: خمس معلومات مهمة عن الطائفة المرشدية
ويسمى العلويون نسبة إلى علي بن أبي طالب، لتوليهم إياه إماماً بعد وفاة الرسول محمد، وهم طائفة من الشيعة الجعفرية الاثني عشرية، تتميز عن بقية الاثني عشرية بإيمانهم بالأدلة العقلية، ويقدر عددهم حول العالم بنحو 14.7 مليون، يسكن معظمهم في سوريا، وفي الأقاليم السورية الشمالي ولواء الإسكندرون في تركيا، وعُرف "العلويون" بعدة أسماء منها "النصيريون" نسبة إلى محمد بن نصير النميري أحد أتباع الإمام علي الهادي عاشر أئمة الشيعة.