البرامج | 19 02 2025

قرار العودة إلى سوريا يراود الكثير من السوريين في مناطق النزوح داخل السوري وفي بلدان اللجوء والاغتراب، ولكن المشاعر متناقضة، والتوتر والقلق يغلب على الجميع، لنتعرف إلى نصائح للتعامل مع هذه الحالة، وكيف نمر بها مع الحفاظ على صحتنا النفسية.
لماذا نشعر بالقلق حين التفكير بالانتقال؟
فكرة الانتقال، تخلق توترا وقلقاً، وربما تشكل عامل ضغط كبير، لأنه نوع من التخلي عن الأشياء المعتادة.
بطبيعة الإنسان يشعر بحالة الاستقرار حين تسير حياته بنسق ونظام معين، وتكون الأمور الحياتية متوقعة، واضحة، غير غامضة، وكذلك منظمة.
تعرف إلى 10 نصائح للتعامل مع ذوي المفقودين
المتغير في الوضع السوري..
بعد سنوات من التهجير والنزوح إما لمناطق داخل سوريا، أو الخروج إلى بلاد أخرى، وغياب الأمل وحتى الحلم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية، فجأةً يفتح طريق جديد أمام السوريين للعودة.
الآن بات خيار العودة إلى سوريا وإلى المنطقة الأصلية ممكناً، بعد أن حاول جاهداً تأمين حالة من الاستقرار في المكان الذي لجأ إليه.
هذه الفرصة قليل ما تحدث، فكثير من السوريين فقد الأمل بالعودة واقتنع أنه ربما يستطيع الجيل الجديد العودة إلى وطنهم.
المشاعر التي يعيشها السوريون هذه الأيام، من قلق، توتر، تناقض الأفكار، التردد، كلها مشاعر طبيعية، وتتضح الرؤية تدريجياً.
اقرأ أيضاً: ذكرى مؤلمة بلا آثار نفسية سلبية .. نصائح ومحاذير
نوعا الأفكار والمشاعر التي يعيشها السوريون
النوع الأول: هو الشعور بالفرحة العارمة، العاطفة والاشتياق إلى الوطن والأهل في البلد، الشعور بالوطنية والمسؤولية تجاه الوطن السوري.
النوع الثاني: مستوى حيثيات الواقع والظروف المحيطة في بلد اللجوء وكذلك في سوريا، والمتطلبات والاحتياجات الحقيقية للشخص نفسه.
اقرأ أيضاً: 11 عادة صحية ثمينة ابدأ بها العام الجديد
ما المشاعر التي تؤثر على القرار بالعودة؟
لا يحرك الإنسان ويدفعه لاتخاذ القرار، فقط شعور الحب والاشتياق إلى البلد، فالإنسان كتلة من المشاعر والأفكار العاطفية والنفسية والمادية والوطنية.
ولسان حال كثير من السوريين: أعشق بلدي لكن بيتي مدمر هناك، لا يوجد أمن، لا قانون مستقر، أطفالي في المدارس هنا، لا عملي لي هناك، وكثير من الأفكار المشابهة.
اقرأ أيضاً: فوائد الوحدة ومتى تصبح مشكلة تحتاج حلاً؟
هل القرار المبني على المشاعر فقط صائب؟
القرار الذي يتخذه الإنسان بناءً على شعور بالذنب أو الشفقة أو الخوف أو العاطفة فقط، وبدون تفكير منطقي، ربما يكون قراراً خاطئاً وقد يندم عليه لاحقاً.
كيف أصل إلى قرار صائب في مسألة العودة إلى سوريا؟
دراسة الوقائع بحذر، أي وقائع البلد وكذلك واقع المنطقة التي تعيش فيها الآن.
تعرّف إلى المكاسب المتوقعة من العودة، وما السلبيات كذلك وتوازن بينها.
تواصل مع العائدين وتعرف منهم إلى رؤيتهم في قرار العودة الذي اتخذوه وما السلبيات والإيجابيات.
تواصل مع أهل البلد، وتعرف منهم إلى مدى تلبية الواقع في البلد لاحتياجاتك وأسرتك.
ابتعد عن التأثر بما ينشر عن العودة والمشاعر الوطنية وكذلك سلبيات الوضع في البلد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا.
اجمع معلومات كافية عن المنطقة التي ستعود إليها وحدد أولوياتك.
ضع أمامك كل الخيارات والاحتمالات المتاحة وفكر بعقلانية وقيّيم الخيارات.
لا تترك قرارك لغيرك أو للحظ.
ناقش أفراد أسرتك وجميع الأفراد المتأثرين بقرار العودة إلى سوريا بمن فيهم الأطفال، فمن حقهم معرفة خطط العائلة والخيارات المتاحة وأن يعبروا عن أفكارهم ومشاعرهم.
هذه الحلقة بالتعاون مع مركز عافيتي ADA للاستشارات والإرشاد النفسي والأسري والتدريب.
للمزيد من النصائح عن التوتر والقلق في مسألة العودة إلى سوريا، مع اختصاصي المعالجة النفسية صلاح الدين لكه، ضيف "معاينة حكيم".