تقارير وتحقيقات | 15 02 2025
روزنة
طالب "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، بإعادة النظر في تشكيل اللجنة التحضيرية لـ"مؤتمر الحوار الوطني"، متّهماً إياها باتباع سياسية "الإقصاء والتهميش" بعد استبعادهم من حضور المؤتمر المزمع عقده لاحقاً.
وجاء ذلك بعد أول مؤتمر صحفي للجنة التحضيرية، أكد خلاله حسن الدغيم، عضو اللجنة قبل يومين، أنّ "قوات سوريا الديمقراطية" لن تشارك في مؤتمر الحوار الوطني ما لم تسلّم سلاحها: "نحن نتكلم عن حوار وطني ولا نتكلم عن صراع عسكري".
"اللجنة من طيف واحد"
وقالت "مسد" في بيان، اليوم السبت، على موقعها الرسمي، إنّ اللجنة "لا تمثل السوريين بمختلف أطيافهم وتنوعهم" وإنما شكلت من طيف وتوجه سياسي واحد، ما يخل بمبدأ التمثيل العادل والشامل لكافة مكونات الشعب السوري.
وأضاف البيان: "هناك إقصاء واضح للقوى السياسية والمجتمعية والقومية، الذين يشكلون نسبة كبيرة ووازنة في تركيبة المجتمع السوري، و إقصاؤهم يعد انتهاكاً صارخاً لمبدأ الشراكة الوطنية".
واعتبرت "مسد" عدم تنوّع اللجنة "إهمال متعمّد وتغييب مقصود" لقوى سياسية وطنية عارضت النظام السوري لسنوات، وهو عمل لا يعكس نية حقيقية لمشاركة الجميع في بناء سوريا، ويعيد إنتاج سياسات الإقصاء والتهميش التي سادت في ظل النظام السابق مستقبلاً.
وأكدت "مسد" على ضرورة وجودهم إلى جانب القوى السياسية السورية والمجتمعية كشركاء حقيقيين فاعلين في بناء سوريا المستقبل.
اقرأ أيضاً: "المجلس الوطني الكردي": استبعاد الكرد يهدّد مبدأ التعددية والشراكة الوطنية
وطالبت بإعادة النظر في تشكيل اللجنة التحضيرية "بما يخدم مؤتمر الحوار الوطني، بحيث تكون شاملة لجميع المكونات السورية، بما يؤسس لحوار وطني حقيقي يسهم في بناء سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية تضمن حقوق جميع مواطنيها"، وفق بيانها.
وتأسّس "مجلس سوريا الديمقراطية" مطلع كانون الأول عام 2015، وضم 16 حزباً وتياراً سياسياً من مكونات المنطقة من العرب والكرد والسريان الآشوريين، ويعتبر الجناج السياسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرقي سوريا.
كذلك انتقد "المجلس الوطني الكردي في سوريا"، الخميس الماضي، استبعاد التمثيل الكردي من اللجنة التحضيرية المخصصة لإعداد "مؤتمر الحوار الوطني"، ودعا إلى تصحيح ما وصفه بـ"الخلل" من خلال إعادة النظر في تركيبة اللجنة. واعتبر أنّ "استبعاد التمثيل الكردي" من اللجنة يشكل إخلالاً بمبدأ التعددية السياسية والقومية.
وأيضاً اعتبر مؤسس حزب "الاتحاد الديمقراطي" (PYD) صالح مسلم، أحد أبرز مؤسسي "الإدارة الذاتية" أن اللجنة تمثل لوناً واحداً، وجرى تطعيمها لإرضاء بعض الأطراف الخارجية، وبأنها لا تمثل كل أطياف الشعب السوري، وذلك خلال حديثه مع "العربية نت".
قد يهمك: الإعلان عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.. من هم أعضاؤها؟
وعقدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، الخميس الفائت في العاصمة دمشق، المؤتمر الصحفي الأول للإعلان عن أجندة عمل اللجنة، وذلك بعد يوم من إعلان "رئاسة الجمهورية العربية السورية"، أسماء اللجنة التحضيرية للإعداد لمؤتمر الحوار الوطني، والتي تتكون من سبعة أشخاص بينهم امرأتان.
وبحسب القرار تم تكليف كل من هند قبوات وهدى أتاسي وحسن الدغيم وماهر علوش ومحمد مستت ومصطفى الموسى ويوسف الهجر، بعضوية اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.
وكان وفد من "مسد" برئاسة الرئيسة المشتركة، السيدة ليلى قره مان، شارك قبل يومين في الملتقى السوري الرابع بمدينة الرقة تحت عنوان "آفاق الحل السوري وتحدياته" بحضور 150 شخصية سياسية ومجتمعية.
تناول المجتمعون "أهمية إيجاد حل عادل للقضية الكردية في سوريا كجزء من القضايا الوطنية الملحة"، وفقاً للدستور والمواثيق الدولية، بما يحفظ سلامة التراب السوري، وفق موقع "مسد".
وتغيّر مجرى الأوضاع السياسية في سوريا بعد سقوط النظام السابق في الثامن من كانون الأول الفائت، بعد سيطرة "إدارة العمليات العسكرية" على دمشق ومن ثم أجزاء واسعة من الأراضي السورية، وتشكلت بعد أيام حكومة تصريف أعمال سورية برئاسة محمد البشير، وفي أواخر كانون الثاني الفائت، تعيّن أحمد الشرع رئيساً لسوريا في الفترة الانتقالية.
