رغم كثرة الحديث عن ضرورة إنقاص الدهون في الغذاء من أجل صحة الجسم، إلا أن الجسم يحتاج إليها بالضرورة، مع الحذر من التناول المفرط منها، و الذي يعتبر عاملاً أساسياً للسمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والإصابة بالسرطان، فما هي أهمية الدهون، وما هي مصادرها؟
أهمية الدهون
اختصاصي التغذية، أحمد إسماعيل، قال لـ"روزنة": إنّ الدهون تعتبر مصدر مهم للطاقة طويلة الأمد تستمد من المواد الغذائية، على عكس الكربوهيدرات التي تمد الجسم بطاقة سكرية لا تدوم طويلاً.
وتعتبر الدهون مهمة لجسم الإنسان لكونها تدخل في تركيب خلايا الأغشية التي تحيط بالخلايا، كما تدخل في تركيب الحمض النووي، وفي تركيب الهرمونات ولا سيما الجنسية منها مثل "الاستروجين والتستوستيرون"، إضافة لوجود أنواع من الفيتامينات لا تذوب إلا مع الدهون ليمتصها الجسم.
وتساعد الدهون على ضبط عملية الجوع، كما تقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري، حيث أن المواد الغذائية التي تحتوي على كربوهيدرات ودهون، تسيطر الدهون فيها على كمية الكربوهيدرات، ما يحسن من مقاومة الأنسولين، وتحسين امتصاص الجسم للسكريات.
وبيّن إسماعيل أنّ "أسلافنا كانوا يتناولون مع الخبز أو الكربوهيدرات السمن العربي أو زيت الزيتون، وبالتالي كانوا يحصلون على كمية من الطاقة دون أن يرتفع السكري عندهم، وهو ما يفسر أهمية وجود الدهون مع الكربوهيدرات، لأن الدهون غير المشبعة الموجودة في تلك المكونات الغذائية الطبيعية سيطرت على عملية امتصاص السكر في الجسم، وحسّنت توزيع السكر على خلايا الجسم".

مصادر الدهون الطبيعية
توجد الدهون في المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك، ومنتجات البيض والحليب، إذ يوجد فيها الدهون المشبعة وغير المشبعة.
بينما توجد الدهون في المصادر النباتية في كل من زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات والصويا، وفستق العبيد أو الفول السوداني.
ويستهلك الإنسان من 30 إلى 40 في المئة من سعراته الحرارية من الدهون، لكونها أكثر عنصر غذائي غني بالسعرات الحرارية، وفق إسماعيل، حيث أنّ كل غرام من الدهون يحتوي على 9 سعرات حرارية.
اقرأ أيضاً: نصائح تخلّصك من الشخير وإزعاجه احذر إهمالها
أنواع الدهون
الدهون النافعة (HDL) وهي مفيدة جداً في عملية الحفاظ على صحة القلب والشرايين، لكونها تزيل كل الرواسب الدهنية الضارة، وتوصلها إلى الكبد عبر الدم من أجل تخليص الجسم منها عبر العصارة الصفراوية.
وتعتبر الدهون النافعة مهمة أيضاً من أجل صحة الدماغ، مثل "أوميغا 3" و"أوميغا 6" وهي أنواع غير مشبعة متعددة خالية من ذرات الهيدروجين (دهون صافية) تستخدمها الخلايا وبخاصة خلايا الدماغ والقلب والشرايين، عبر ناقلات روتينية دهنية لتكوين خلايا جديدة، وتكوين السيالة العصبية بالدماغ، والحفاظ على صحة الخلايا الدماغية عن طريق تطويق الخلية بغشاء دهني.
وأشار إسماعيل إلى أنّ الدهون جزء لا يتجزأ من النظام الغذائي يجب الحصول عليها بشكل يومي من المواد الغذائية، لأن الجسم لا يستطيع تصنيع الدهون.
الدهون غير المشبعة
هي الدهون غير المشبعة بذرات الهيدروجين، فوجود ذرات الهيدروجين في الزيوت والدهون هو ما يتسبب بمشاكل صحية لجسم الإنسان، حيث أن ذرات الهيدروجين تترسب على أغشية الشرايين الموجودة في القلب التي تغذيه، وبالتالي تؤدي إلى نوبات قلبية وتؤدي إلى انسداد الشرايين الموجودة في القلب وبالتالي إلى الوفاة.
وتوصف الدهون غير المشبعة بأنها الدهون الحميدة أو النافعة الموجود فيها ذرة هيدروجين واحدة، تكون نافعة جداً لجسم الإنسان، وفق إسماعيل الذي لفت إلى أنّ كل المواد الغذائية تحتوي على دهون مشبعة ودهون غير مشبعة.
وتكمن وظيفة الدهون غير المشبعة، الموجودة في المصادر النباتية والحيوانية، في عملية السيطرة على السكريات، وعملية مقاومة الأنسولين، وإنشاء غشاء الخلايا في أجسامنا.
ونصح اختصاصي التغذية بتقليل نسبة الدهون الموجودة في أجسامنا من خلال تناول الدهون الحميدة غير المشبعة التي تخلصنا من بقايا الدهون المشبعة وتزيل ضررها عن الجسم.
كما نصح أي أحد يريد شراء حليب أو جبن، ألا يكونان خاليان من الدسم، حيث يحتوي على اللاكتوز (نوع من السكريات) كما يسبب نقصه عسر هضم، ومشاكل مع الطاقة والأنسولين والقولون.
قد يهمك: 9 أشياء بديلة لمعجون الأسنان يمكنك استخدامها
الدهون الصناعية
و هي التي يتم تحويلها من الحالة السائلة إلى الصلبة عن طريق إشباعها بذرات الهيدروجين من خلال المصانع، وبالتالي تصبح صلبة ما يعطي شكل الطعام وقوامه، والنكهة اللذيذة، لذلك الوسط التجاري يستهلك هذا النوع من الدهون بشكل كبير مثل السمن النباتي أو الزبدة النباتية لكونها تحتوي على النكهة الطيبة.
وحذر إسماعيل من هذا النوع من الدهون لأضراره السلبية على صحة الإنسان، والتي تؤثر على القلب والشرايين، لكونها مشبعة بالهيدروجين بشكل مضاعف، مشيراً إلى أن بلدان عديدة منعت هذا النوع من الدهون.
كما أن هذا النوع من الدهون يؤذي الجهاز المناعي، ويرفع خطر الإصابة بمرض السرطان، بسبب إنتاجه ذرات الهيدروجين، ما يزيد من إنتاج الأجسام الحرة في الجسم، وبالتالي احتمالية الإصابة بالسرطان، محذراً من الابتعاد عنها لعدم وجود فائدة غذائية منها، إضافة إلى تخزين السعرات الحرارية في الجسم.
الكلمات المفتاحية