يشي القصف الجوي الإسرائيلي الذي طال يوم أمس مناطق لتمركز النفوذ الإيراني في جنوبي دمشق، أن زخماً متصاعداً قد تشهده مناطق النفوذ الإيراني في سوريا وذلك في تتويج لاتفاق السلام/التطبيع المسمى باتفاق "ابراهام"، والذي سيعني بأي حال من الأحوال بدعم التحركات الإسرائيلية بموافقة روسية أميركية وحتى دعم إماراتي قد يتوسع ليمتد إلى دول خليجية أخرى بمقابل تشديد الخناق أكثر على الوجود الإيراني في سوريا.
وقُتل وأصيب عدد من العناصر العسكرية، جراء قصف يوم أمس، حيث ذكرت وكالة "سانا"، ليلة الإثنين - الثلاثاء، أن قصفاً إسرائيلياً بالصواريخ من اتجاه الجولان المحتل استهدف قبيل منتصف الليل جنوب دمشق، ما أسفر عن مقتل عنصرين لقوات النظام وإصابة 7 آخرين، فيما أسقطت وسائط الدفاع الجوي معظم الصواريخ.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن القصف استهدف مواقع عسكرية للنظام السوري، وأخرى لـ"حزب الله" اللبناني، ومجموعات موالية له في ريف درعا الشمالي، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل، بينهم جنديان للنظام.
أبعاد "اتفاق إبراهام" على مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا
الباحث السوري، منير الفقير، رأى خلال حديثه لـ "روزنة" بأن التصعيد العسكري الإسرائيلي أو الضغط الأميركي على الوجود الإيراني في سوريا لا يخرج عن إطار إدارة الوجود الإيراني وليس القضاء عليه.
وتابع "القضاء على الوجود الإيراني يحتاج لجهود فوق عسكرية تصل لجميع المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فالتغول الإيراني في سوريا تجاوز الحدود العسكري بأبعاد عميقة… أي عمليات عسكرية مهما بلغت ذروتها تصب في خانة إدارة الوجود الإيراني العسكري".
قد يهمك: هل ضعُفَ النفوذ الإيراني في سوريا بسبب "كورونا" وسليماني؟
واعتبر الفقير في سياق متصل أن دولة الإمارات تلعب أدواراً في جنوب سوريا بالتنسيق مع إسرائيل و أطراف اقليمية أخرى؛ من أجل ضبط الوجود الإيراني في سوريا.
وأضاف "وجود الإمارات لا يخرج عن إطار التنسيق و التعاون مع إسرائيل من أجل منع التمدد الإيراني هناك وتقييد الوجود و ضبطه… الضربات على النفوذ الإيراني هي لضبط الوجود وليس لإنهائه، و الإمارات تتعاون في هذه الاستراتيجية الاسرائيلية سعياً في إنهاء كل النفوذ الإيراني في سوريا".
أخطاء إيرانية
المحلل السياسي المختص في الشؤون الإيرانية، وجدان عبد الرحمن، قال من جانبه خلال حديث لـ "روزنة" أن إيران أخطأت خطأ كبيراً بسبب عدم تبنيها لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، وذلك ما أدى وفق تقديره إلى "دخول اسرائيل على هذا الخط من أجل استثمار فرصة بناء العلاقات مع الدول العربية؛ والتي من حقها أن تحافظ على أمنها بوجه التهديد الإيراني".
ورأى عبد الرحمن أن قصف يوم أمس يعود لسببين، أولهما يأتي كرد "حزب الله" اللبناني؛ التي سبق وأن هدد فيها بقتل جنود إسرائيليين، "هذه التهديدات من المعروف أنها تأتي بشكل مباشر من إيران، لذلك فإن إسرائيل تقول من خلال القصف بأنها تستبق أي تصرف ممكن أن يقوم به الحزب ضدها".
وأردف بأن الأمر الثاني يتعلق بما صرح به مستشار ترامب، جاريد كوشنير، حينما قال أن "إيران خطر على المنطقة وهذا يؤكد بأن الرد الاسرائيلي ردا كبيرا ويؤكد على توحد الرؤى ضد إيران".
قد يهمك: حلف دولي لمواجهة النفوذ الإيراني بسوريا... متى و كيف؟
هذا ويعتبر القصف الإسرائيلي يوم أمس هو الثاني من نوعه خلال شهر، إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مطلع شهر آب الفائت قصفه أهداف تابعة لقوات النظام السوري، رداً على محاولة مجموعة مجهولة زرع عبوة ناسفة في هضبة الجولان المحتل، وفق قوله.
وفي أواخر تموز الماضي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه خاض قتالاً على الحدود اللبنانية، وذلك بعد إحباط محاولة تسلل ما أسماه "خلية إرهابية" عبر الحدود، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "حزب الله" يلعب بالنار، فيما نفى الأخير خوضه أي اشتباك مع إسرائيل.
الكلمات المفتاحية