شبح "كورونا" يحوم حول حلب!

شبح "كورونا" يحوم حول حلب!
صحة | 23 يوليو 2020 | مالك الحافظ

"الأمر أكبر من عدم استيعاب المشافي لحالات الإصابة بكورونا، الخطورة تتضاعف في ظل عشوائية الناس وعدم شعورهم بصعوبة الوضع وسهولة تفشي الفيروس فيما بينهم بسبب استهتارهم"، هكذا وصف مواطن حلبي لـ "روزنة" خطورة تفشي الفيروس في المدينة. 


لؤي الأفندي (اسم لمستعار لمهندس خمسيني يقيم في مدينة حلب) يتحدث عن هول الحالة التي قد تصبح عليها المدينة فيما إذا استمر التعاطي السلبي إزاء إجراءات الوقاية من تفشي كورونا من قبل السكان، ويضيف "هناك حتى اليوم ازدحام شديد للطوابير المنتظرة أمام المخابز، وأما الازدحام داخل وسائل النقل العامة فحدث ولا حرج". 

ويتابع "الكمامات مهما زاد أو قلّ ثمنها لا تجد راغب لها، عندما استقل أي وسيلة مواصلات أرى السخرية في عيون أغلب الناس فهم على ما يبدو يعتبرون الكمامة تنتقص من قيمة من يرتديها… الأسبوع الفائت قال مدرس في معهد تعليمي لابنتي، ألا تجيدين نفسك غريبة عن زميلاتك وأنتِ تلبسين الكمامة، هل تعتبرين نفسك مميزة؛ هذه سخافة".

قبل عام 2011 كانت تعتبر محافظة حلب ثاني أكبر نسبة كثافة سكانية في سوريا بعد دمشق وريفها، غير أن الحال أيضاً لا يختلف في الترتيب بين المحافظات المذكورة، فبعد ارتفاع مؤشر خطر تفشي فيروس "كورونا" في دمشق وريفها، تؤكد مصادر محلية ما نشرته بعض الصفحات على موقع التواصل الإجتماعي عن وجود عشرات الإصابات بالفيروس في حلب، غير أن حكومة النظام لا تزال تتبع نفس النهج في إخفاء أعداد الإصابات وكأنها تنتظر انفجاراً غير مسبوق لحالات الإصابة لتستند عليها في دعايتها السياسية الرامية لإلغاء جملة العقوبات المفروضة عليها، كانت آخرها الحزمة الأولى من عقوبات "قانون قيصر" الأميركي؛ الشهر الفائت.

ومن بعد الحالات المتزايدة في دمشق والتي كشفت عنها حوادث عدة رغم استمرار إنكار النظام، يبدو أن حلب ستنضم إلى قائمة المدن الخطرة المحتضنة لفيروس "كورونا". 

قد يهمك: "عرس ديمقراطي" من أجل مجلس الشعب... أول المدعوين كورونا!

تقول هدى أحمد (اسم مستعار) لـ "روزنة": "لا نعرف أين يجب أن نجري التحليل من أجل كورونا، ولا توجد أي جهة متكفلة بمصاريف التحليل… الجميع يحذر من وصول كورونا إلى حلب لكن لا نرى أي إجراءات تدفع للاطمئنان، و الناس غير ملتزمين... سنبقى محجورين في المنازل، فالشارع لا يجلب لنا إلا الفقر والمرض والموت… ليس لدينا القدرة على تحمل ارتفاع الأسعار الكبير، والآن لن نستطيع مواجهة سم كورونا؛ لذلك البقاء المنازل أشرف لنا، يبدو أن الموت جوعاً هو الاحتمال الأقل كلفة وألماً". 

صفحة "شبكة أخبار حي الزهراء" قالت في منشور لها، بأن بعض المشافي أصبحت ممتلئة، "عند قدوم أشخاص إلى المستشفى ممن ظهرت عليهم أعراض فيروس كورونا لتلقي العناية الطبية، يأتي الرد عليه روح انحجر ببيتك، ولا يتم استقباله في المستشفى". 

 وأضافت "بعض الأشخاص المشكوك بإصابتهم لا يتم إجراء أي فحوصات أو تصوير طبقي محوري لهم، والبعض الآخر يتم إجراء كل شيء لهم (حسب الواسطة)، والأهم من ذلك يتم توقيع الناس على تعهدات خطية بأن أي شيء يحصل للمريض (الذي لم يقم المشفى باستقباله حتى) بأن الكادر التمريضي والطبي غير مسؤول عن ذلك الفيروس، وأن الشخص المصاب هو الذي خرج من المستشفى على مسؤوليته الشخصية، وبأنه تلقى العلاج وإجراءات العزل من تلقاء نفسه". 

 وطلبت الصفحة من سكان حلب "أخذ الحيطة والحذر، هذا ليس للتهويل أو لتخويف الناس، هذه الحقيقة التي يخفيها البعض في مدينة حلب".

قد يهمك.. سوريا: كورونا يفتك بشخصيات تخالط الآلاف يومياً 

وزارة الصحة في حكومة النظام أعلنت أمس الأربعاء، أن عدد الحالات المصابة بلغ حتى تاريخ 22 تموز الجاري 561 حالة، فيما بلغ عدد الحالات المتعافية من الفيروس 165، وبلغ عدد الوفيات 32 حالة.

و في الوقت الذي يزداد فيه عدد من الدول التي بات يصنف فيها الوضع الوبائي لفيروس "كورونا المستجد" (كوفيد -19) بمنخفض الخطورة، يرتفع مستوى الخطورة القادم من سوريا فيما يتعلق بالفيروس، في دليل يؤشر على أن سوريا قد تكون مصدر انتشار الوباء في المنطقة فيما لو تمت معاودة فتح الحدود مع دول الجوار. 

وبالتزامن مع ما أفادت به تقارير حكومية أردنية، يوم الثلاثاء الفائت، بوصول عشرات الأردنيين من سوريا مصابين بـ "كورونا"، أشارت مصادر طبية من دمشق لـ "روزنة" إلى أن تزايد أعداد الإصابات والوفيات بسبب "كورونا" بات أمراً طبيعياً في ظل ضعف الإمكانيات الطبية في مناطق سيطرة النظام وغياب الإجراءات الوقائية -بالأخص في دمشق-. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق