في الوقت الذي يزداد فيه عدد من الدول التي بات يصنف فيها الوضع الوبائي لفيروس "كورونا المستجد" (كوفيد -19) بمنخفض الخطورة، يرتفع مستوى الخطورة القادم من سوريا فيما يتعلق بالفيروس، في دليل يؤشر على أن سوريا قد تكون مصدر انتشار الوباء في المنطقة فيما لو تمت معاودة فتح الحدود مع دول الجوار.
وبالتزامن مع ما أفادت به تقارير حكومية أردنية، اليوم الثلاثاء، بوصول عشرات الأردنيين من سوريا مصابين بـ "كورونا"، أشارت مصادر طبية من دمشق لـ "روزنة" إلى أن تزايد أعداد الإصابات والوفيات بسبب "كورونا" بات أمراً طبيعياً في ظل ضعف الإمكانيات الطبية في مناطق سيطرة النظام وغياب الإجراءات الوقائية.
وكشف وزير الصحة الأردني، سعد جابر، اليوم الثلاثاء، عن تسجيل 46 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في الأردن، 44 منها قادمة من سوريا، مبيناً أن أعداد الإصابات بين القادمين من الخارج مرشحة للزيادة، ما يؤشر على أن سوريا قد تكون مصدر انتشار الوباء في المنطقة، ما يعني أنه وفي ظل التردي الصحي الحاصل في مناطق سيطرة النظام؛ فإنها قد تضم إصابات عديدة أعلى بكثير مما تشير إليه "الأرقام الرسمية" الصادرة عن حكومة دمشق.
وأعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، يوم السبت الفائت، أن نحو 175 أردنيا سيعودون إلى المملكة عبر معبر جابر – نصيب الحدودي، من سوريا بعد تأمين عودتهم.
في حين كان قد حذر وزير الصحة بدمشق، نزار يازجي، من تفشي فيروس كورونا، بعد تجاوز عدد المصابين حاجز الـ 500 شخص، مشيرا إلى أن توسع انتشار المرض أفقيا وعموديا قد ينذر بتفش أوسع في حال عدم الالتزام والتهاون بالإجراءات الوقائية الفردية والمجتمعية.
قد يهمك.. سوريا: كورونا يفتك بشخصيات تخالط الآلاف يومياً
وقال يازجي في مؤتمر صحفي عقد يوم أمس، في مبنى وزارة الصحة، إن "سوريا تمكنت في الأشهر الأولى من انتشار الجائحة من الحفاظ على الثبات الوبائي، عبر تطبيق إجراءات احترازية في مختلف القطاعات والوصول إلى صفر إصابات محلية، لكن مع رفع هذه الإجراءات تدريجيا والبدء بإعادة المواطنين العالقين في الخارج؛ عادت لتسجل حالات شهدت زيادة ملحوظة في الأسبوعين الماضيين".
وأضاف "لا يمكن الاستمرار بإيقاف الحركة الاقتصادية والخدمية لما قد يتركه من آثار مدمرة على الفرد والمجتمع، وبالتالي يكون الالتزام بإجراءات الوقاية الفردية والمجتمعية الأساس في كسر حلقة العدوى ومنع تفشي الوباء أو الوصول للذروة التي لا يمكن توقع توقيتها".
وكشف أن مجلس الوزراء قرر إغلاق صالات الافراح والعزاء وعملية التطبيق قد تأخذ يوم أو يومين، فيما توقعت مصادر "روزنة" أن تتخذ إجراءات أشد خلال الأسبوع الجاري بسبب "الوضع الخطير" لانتشار الفيروس.
ارتفاع شديد
وحتى يوم أمس الاثنين، وصلت أعداد الإصابات إلى 522 حالة، "339 حالات نشطة، 154 شفاء، 24 وفيات"، وذلك بحسب وزارة الصحة بدمشق.
هذا وقد توفي خلال الأسبوع الماضي 8 رجال دين مسلمين بدمشق، هم أئمة مساجد ويقدمون المحاضرة الدينية لأعداد كبيرة من الناس، حيث رجحت مصادر أن تكون وفاة جميعهم أو أغلبهم بسبب فيروس "كورونا"، ما يعني احتمالية أن يكون تفشي الموجة الثانية من كورونا في مناطق سيطرة النظام جراء المخالطة وكثرة الأعداد ضمن الدروس الدينية، ما أدى إلى وصول الفيروس لرجال الدين فكانوا المستقبلين للعدوى، وبنفس الوقت مصدر آخر مؤثر في سرعة انتشار الفيروس للأشخاص المخالطين لهم.
وعبر صفحات التواصل الاجتماعي في موقع "فيسبوك" تناقل سوريون نعوات رجال الدين الثمانية، وهم؛ الحافظ الجامع أحمد عباس، الدكتور عدنان السيروان، الدكتور حسان طحان، محمد النور الخطيب الحسيني، محمد توفيق برهان، محمد المبرور، مازن الدمشقي أبو بكر، نظمي الدسوقي.
وفي سياق مواز، فإن حالات الوفاة أو الإصابة بفيروس "كورونا" بين الأطباء لا تقل عن مثيلاتها بين رجال الدين، حيث نعت صفحات محلية، على "فيسبوك"، يوم السبت الفائت، الطبيب خلدون الصيرفي بمدينة دمشق، إثر إصابته بفيروس "كورونا".
الصيرفي وهو طبيب في مشفى الهلال الأحمر، توفي وهو على رأس عمله ما يعني احتمالية نقله العدوى للكوادر الطبية داخل المشفى وكذلك المرضى الذي كان يعالجهم، فضلا عن أنه أخصائي في الجراحة العامة وله عيادة خاصة في منطقة المزة القديمة.
قد يهمك: "عرس ديمقراطي" من أجل مجلس الشعب... أول المدعوين كورونا!
ولا تعتبر حالة الصيرفي الفريدة من نوعها، حيث كانت مصادر أكدت لـ "روزنة" في وقت سابق دخول إصابة عدد من الكادر الطبي والإداري لكل من مشفى المواساة والمجتهد، دون قدرة التحديد على أعداد الإصابات الكاملة داخل هذه المشافي.
وكان طبيب في مشفى "جراحة القلب" بدمشق، علي عبدالله، حذّر الأسبوع الماضي، السوريين من أن الوضع الصحي يذهب للأسوأ، لافتاً إلى أن أغلب أقسام العزل والصدرية ضمن المشافي أصبحت شبه ممتلئة ولمْ تعدْ تستطيع استقبال المرضى.
وقال مؤكداً عبر صفحته على "فيسبوك" بأنه و "خلال أقل من ساعتين قمت بمعاينة أكثر من 24 مريض - حالات شك إصابة بفيروس كورونا مع أعراض متوسطة لشديدة… أرجوكم اعتنوا بأنفسكم وحافظوا على صحتكم"، مذيلاً منشوره بصورة ملتقطة لملف أحد المراجعين للمشفى بسبب "كورونا" تم رفض دخوله بذريعة "المريض بحاجة قبول ولا يتوفر شاغر".
وكانت الأمم المتحدة، أعربت يوم الأربعاء الفائت، عن قلقها حيال ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات من جراء انتشار فيروس "كورونا"، في كافة أنحاء سوريا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لـ ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبر دائرة تليفزيونية مع الصحفيين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، و قال: "الخطر العام لا يزال مرتفعا جدا، خاصة في المناطق التي يوجد بها عدد كبير من النازحين".
الكلمات المفتاحية