ارميه بالماء وسيتعلم السباحة لوحده!، استرخي بتعوم لحالك، وبيغرق بشبر مي.. مقولات عن السباحة والعوم، ما مدى صحتها؟ ومعلومات أكثر عن رياضة السباحة ونصائح للاستمتاع بها وتفادي الغرق.. 

السباحة أو العوم والطفو على سطح الماء.. آليات دفاعية رافقت الإنسان في مسيرته للحفاظ على وجوده وحياته.. وتحولت السباحة فيما بعد إلى نشاط ترفيهي رياضي تنافسي، إضافة إلى فوائدها الصحية الكثيرة.

السباحة نشاط رياضي تشترك به معظم عضلات الجسم، وتمتاز السباحة عن باقي الرياضات بسمات منها:
ممارسة الرياضة بأمان في الصيف بلا جفاف ومخاطر صحية 
- من يعانون من آلام والتهابات المفاصل، أو تكلس في العظام تصعب عليهم رياضات كثير منها المشي أو الركض.. السباحة هي الحل الأنسب والمثالي لأن الماء يحمل وزن الجسم بدلاً عن العظام والمفاصل.

- توفر السباحة في وقت واحد تحريك وتمرين معظم عضلات الجسم، وبخاصة عضلات الأيدي والأرجل وكذلك جانبي العمود الفقري والجذع، وتساعد في علاج آلام أسفل الظهر والرقبة.

- السباحة نشاط ترفيهي فيه متعة كبيرة، إلى جانب بعث الراحة النفسية وتعزيز الشعور بالاسترخاء وتحسين المزاج وجودة النوم، وكذلك التخلص من الضغوط النفسية وضخ هرمون الإندروفين المسؤول عن السعادة وخفض التوتر والإجهاد والألم.

- للسباحة أثر إيجابي ملحوظ في تنظيم التنفس وتعزيز صحة الرئتين عبر زيادة سعتها ما ينعكس إيجاباً على مرضى الجهاز التنفسي (ربو، التهاب جيوب أنفية)، كما أن لها دوراً في استقرار ضغط الدم، وتنظيم عمليات ضخ الدم وصحة القلب عامةً.

- السباحة تساعد في تخفيف الوزن وتسهم بالحفاظ على رشاقة وليونة الجسم، إذ أنها تحرك معظم العضلات بطريقة مرنة ومن دون تحمل أوزان على الجسم، فقط مقاومة الماء.

هل هناك عمر معين لتعلم السباحة؟

لا عمر معين لبدء تعلم السباحة والعوم في الماء، لكن يفضل التعلم منذ الصغر أي بعد سن الرابعة، مع اعتبار استعداد وقدرات الطفل.

الطفل ليس لديه مخاوف ومسؤوليات كما لدى الكبار، بالتالي يسهل عليه التعامل مع وسط الماء.

مزج تعلم السباحة بجو اللعب يعزز تعلم الأطفال، مع مراعاة كسب المدرب ثقة الطفل، والتعامل بجدية مع الفروق الفردية والتعامل الصحيح مع تخوف بعض الأطفال من الاقتراب من الماء، عبر الترغيب والإغراء بعيداً عن الإجبار.

تعليم السباحة يبدأ بتعويد المتدرب على الماء، كوسط مغاير لليابسة (المكان الطبيعي لحياة الإنسان)، ومن ثم تعلم حركات اليدين والرجلين التي تساعد على العوم دفع الجسم بانسيابية في الماء. 

تعلم الكبار السباحة يرتبط عادةً، بما يحملونه من ذكريات وتجارب قد تكون مؤلمة (مثل غرق أحد أقربائهم)، فضلاً عن تخوفهم من دخول وسط جديد يشكل خطراً على حياتهم، ويستذكرون دوماً (مسؤولياتهم وعوائلهم).



ارميه بالماء بيتعلم لحاله!.. واسترخي بتعوم لوحدك!

هاتان المقولتان خاطئتان تماماً، إذ أن رياضة السباحة تحتاج إلى تدريب وتعليمات مسبقة قبل النزول إلى الماء.

يملك الإنسان بفطرته إرادة النجاة، التي تدفعه إلى محاولة العوم في الماء وتجنب الغرق، لكن تلك الفطرة غير كافية لتعلم تقنيات السباحة.

ربما يتعلم الشخص العوم أو السباحة من دون مدرب وتعليمات، لكن في الغالب ينقصه مهارات وأدوات تسهل عليه السباحة والتعامل مع أخطارها، وتمنحه كذلك كل المتعة في ممارسة السباحة بلا تعب أو إرهاق، أو تأثير مرَضي على الجسم.

لا شك أن استرخاء الجسم يساعد على العوم والطفو على سطح الماء، وأن كثيراً من حالات الغرق كانت نتيجة التشنج العضلي، لكن السباحة لا تقوم فقط على الاسترخاء، إذ يرافق ذلك حركات محددة باليدين والرجلين.

الغرق.. كيف نتجنبه؟ وهل تصح مقوله "بيغرق بشبر ماء"؟
 
الغرق هو عملية المعاناة من إعاقة تنفسية من الغمر/ الإغراق في السائل، والاختناق مع تعطل الجهاز التنفسي.

الغرق أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال والشباب في العالم ممن تتراوح أعمارهم بين عام واحد و24 عاماً وثالث سبب رئيسي للوفيات الناجمة عن الإصابات بشكل عام، إذ يحصد سنوياً أرواح أكثر من 000 236 شخص، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وتحدث نسبة أكثر من 90٪ من الوفيات الناجمة عن الغرق في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويتعرض الأطفال دون سن الخامسة لأشد مخاطر الغرق، وكثيراً ما ترتبط هذه الوفيات بالأنشطة اليومية الروتينية، مثل الاستحمام، وجلب المياه للاستعمال المنزلي، والسفر عبر المياه على متن القوارب أو العبّارات، وصيد الأسماك، وفق المنظمة.
التسمم الغذائي يكثر في الصيف .. تعرف إلى الوقاية والعلاج ​​​​​​​
نصائح لتجنب غرق الأطفال 

مياه بعمق 10 سم كافية لإغراق طفل، فرأس الطفل وبخاصة الرضيع ثقيل مقارنة بوزن جسمه، ما يسهل انقلابة في وعاء الماء، أو حوض الاستحمام.

ولا يأخذ غرق الطفل إلى ثوانٍ معدودة، إذ يفقد الإنسان الوعي بعد دقيقتين من الغرق.. إليك هذه النصائح: 

- مراقبة الأهل عن كثب لأطفالهم حين التعامل مع الترفيه بالماء وأثناء الاستحمام وبخاصة الرضع، والمراقبة لا تنتهي حين تعلم الطفل السباحة، بل تصبح أقل تشدداً.

-  تعليم الطفل السباحة.

- ارتداء ستر النجاة (ما يساعد على العوم).

- تفريغ الأوعية وأحواض الاستحمام في المنزل من الماء، والحرص على منع دخول الأطفال إلى الحمام لوحدهم.

- في أماكن السباحة العامة، يفضل اتباع التعليمات من القائمين والتأكد من وجود منقذ.

مقولة "بيغرق بشبر ماء" صحيحة بالمعنى الواقعي، إذ أن الشخص الذي تغمره المياه مع فقدان إمكانية السيطرة على نفسه، ولا يعرف ماذا يتصرف، ولا يدرك حالته، هو معرض للغرق تماماً.

ماذا أفعل إن لاحظت حالة غرق؟ 

- التصرف الأولي الصحيح حين رؤية شخص يغرق، هو تنبيه المنقد المختص في المكان إن وجد.

- عدم التوجه إلى مساعدة الغريق، إلا في حال كنت مجيداً للسباحة وتعرف أساسيات الإنقاذ.

- محاولة مساعدة الغريق بأدوات يتمسك بها من العصي أو الحبال أو أطواق النجاة.

المزيد من النصائح لسباحة آمنة وممتعة، والفرق بين السباحة في الأنهار وبرك الماء وفي البحر، مع مدرب السباحة الوطني الكابتن ميسر محمود، ضيف أسما في "معاينة حكيم".

تابع اللقاء كاملاً…