تقارير | 4 01 2022

محمد أمين ميرة

ردود غاضبة واتهاماتٌ لموسكو بعرقلة مسار العملية السياسية، وجهت بعد تصريحات مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف (حول أعمال اللجنة الدستورية)، آخرها ما جاء ضمن بيانٌ من حزب سوري معارض مقره في دمشق.

في 27 كانون الأول/ديسمبر 2021، وبعد أيام من مشاركته في الجولة الـ 17 من أستانا، هاجم لافرنتييف وفد المعارضة إلى اللجنة الدستورية، مطالباً بألا يكون هدف المعارضة الوحيد من وضع دستور جديد إبعاد بشار الأسد عن السلطة، وفق وكالة "تاس" الروسية.

وفق بيان لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سوريا الذي يصنف من "معارضة الداخل" لكون مقره في دمشق، تتعارض تلك التصريحات مع القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن في الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر 2015، ومع الموقف الرسمي الروسي الذي وافق على نص القرار.

ينص القرار الذي أشار إليه حزب الاتحاد الاشتراكي على: "ما من حل دائم للأزمة الراهنة في سورية إلا من خلال عملية سياسية جامعة بقيادة سورية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، بهدف التنفيذ الكامل لبيان جنيف المؤرخ 30 حزيران/يونيه 2012، الذي أيده القرار 2118 (2013)، وذلك بسبل منها إنشاء هيئة حكم انتقالية جامعة تخوَّل سلطات تنفيذية كاملة".

تعكس التصريحات التي أدلى بها المبعوث الروسي، وفق رؤية الباحث السوري سعد الشارع في حديث لِروزنة حقيقة الموقف الروسي تجاه الملف السوري، وتشير إلى أن ما تطلق عليه روسيا حالياً بالمفاوضات سواء في مسار أستانا أو في مسار اللجنة الدستورية من حيث النتيجة مضيعة للوقت.

لجنة دستورية بلا أجندة 

رؤية الباحث السوري السابقة توافق في جزئيتها ما جاء في بيان حزب "الاتحاد الاشتراكي" الذي اعتبر أن تصريحات لافرنتييف تأتي ضمن مساع موسكو لتحويل مسار جنيف وقرارات الأمم المتحدة، إلى لجنة دستورية بلا أجندة، وبلا سقف، لتصل إلى القبول بالنظام السوري دون المسّ بأيِّ صلاحيات للرئاسة، مع إجراء تعديلات شكلية على الدستور.

ويكون ذلك "مع إشراك بعض المعارضين في الحكومة بوزارات شكلية، لتضيع تضحيات السوريين سدى"، وفق تعبير الحزب، وهو بيان يقول عنه الباحث سعد الشارع لِروزنة، إنه محاولة للفت الانتباه والأنظار وربما تثبيت موقف.

قد يهمك: "السماء تبكي عليها".. سوريون استقبلوا عامهم الجديد بدماء أطفالهم

وأوضح الشارع أن "الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، يسعى كذلك للفت الانتباه للمعارضة، بأنه يوجد كيانات مُعارِضة موجودة داخل النظام السوري، وبجميع الأحوال وصف الحزب القبول بالسقف الروسي بعقد الإذعان والعبودية تمس جوهر ثورة الشعب السوري".

اقرأ أيضاً: بعد تعيين البحرين سفيرها بدمشق.. واشنطن: نرفض التطبيع مع الأسد

العميد السوري المنشق إبراهيم الجباوي كان قد أعلن في أواخر العام الماضي، استقالته عن وفد المعارضة من اللجنة الدستورية التي تفاوض النظام السوري برعاية الأمم المتحدة، بعد تصريحات لافرنتييف.

وكانت وكالة تاس قد نقلت عن لافرنتييف، قوله في مؤتمر صحفي في مدينة نور سلطان في 21 كانون الأول/ديسمبر 2021، إن الاجتماع التالي للجنة الدستورية السورية قد يعقد في كانون الثاني/يناير 2022.

فكرة اللجنة الدستورية لصياغة دستور جديد لسوريا، برزت في مؤتمر سوتشي بروسيا والذي عقد في كانون الثاني/يناير 2018 برعاية الدول الثلاثة الضامنة روسيا وتركيا وإيران.

وعقدت الجولة السادسة من محادثات اللجنة في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2021 بعد تعطيل دام أكثر من 9 أشهر، ولكنها كسابق الجولات لم تسفر عن أي تقدم يذكر.