تقارير | 25 05 2020

تنتشر الطائفة المرشدية في سوريا في مناطق عديدة من الساحل السوري وريف حماه وحمص، وتشكّل جزءاً من الديانات والطوائف السرية الموجودة في سوريا، وهنالك الكثير من المعلومات حول المرشدية، لكن ثمة 5 معلومات رئيسية تعد الأهم عن هذه الطائفة.
ألوهية سليمان المرشد
يعتقد الكثير من أبناء الطوائف الإسلامية أن بداية المرشدية استندت إلى تأليه سليمان المرشد، وهو أول من بدأ بالدعوة إلى الفكر الجديد خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا عام 1923، إلا أن أنصار المرشدية ينفون هذه التهمة عنه.
ويرى الكاتب جمال باروت في كتابه "شعاع قبل الفجر، مذكرات أحمد السياف" أن اتهام سليمان المرشد بادعاء الألوهية كان سببه دوافع سياسية، حيث كانت قوة ونفوذ سليمان المرشد تتنامى ويزداد معها التأييد الشعبي له.
ويعتقد باروت أن ذلك كان السبب وراء إعدام سليمان المرشد عام 1946، أي نتيجة لاتفاق بين الحكومة الوطنية والانتداب الفرنسي.
البداية بعد سليمان
لم تكن قد انطلقت الدعوة بالشكل الحقيقي في عهد سليمان المرشد، وإنما في عهد ابنه مجيب المرشد عام 1951، وتم تسميته بالمؤسس الحقيقي للدعوة المرشدية أو كما يعتبره المرشديون "المخلّص"، وفقاً لكتاب "شعاع قبل الفجر".
لكنه لم يستمر سوى عاماً واحداً بدعوته، بعدها قتل في عهد الرئيس السوري آنذاك أديب الشيشكلي ليستلم بعده الدعوة أخوه ساجي المرشد الذي سمّي بـ"الإمام ومعلّم الدين" واستمر في "إمامته" حتى عام 1998، حيث توفي أو كما يقول أتباع الطائفة المرشدية "غاب"، ثم تم اختيار نور المضيء المرشد بعدها كـ"ملقّن" للطائفة، يعطي تعاليمها لكل من يبلغ الـ 14 من عمره ذكرا أم أنثى وذلك مرة واحدة في السنة.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن الطائفة المرشدية؟
دين أم طائفة؟
ورغم ادعاء الكثيرين بأن سليمان المرشد وأتباعه انشقّوا عن الطائفة العلوية بداية الأمر، إلا أن المرشدية لا تظهر كطائفة إسلامية جديدة منشقّة.
حيث يتبنّى أتباع الطائفة وزعمائها شكلاً مختلفاً للدين، ويعتقدون بأن الأخلاق عموماً هي من توصل إلى الله، ووفقاً للمرشدية فإن على الإنسان أن يصل إلى الأصالة الإنسانية عبر 5 خطوات هي (ضمير طاهر مستجلى من الايمان بالله والانسجام مع صفاتِهِ القدسية، فكر وامض من التماس الحقيقة، قلب نابض بالطموح إلى الكمال الروحي وإرادة الحياة، قدم ثابتة الصف مع قضايا الحق، ويد ممدودة بالخير للناس أجمعين) بحسب كتاب "لمحات حول المرشدية" لمؤلفه نور المضيء المرشد.
فيما تلغي المرشدية السلطة الدينية تماماً فلا يوجد كهنوت ولا مشايخ ولا تبشير ولا دعوة إلى الدين، إنما يعطى الدين بناء على طلب المريد. وطهارة الضميرِ وصدق النية هما الأساس لدى المرشدية، ووفقاً للكاتب والباحث السوري محمد علي عبد الجليل.
أين تنتشر المرشدية؟
في البداية كانت المرشدية تنتشر في مناطق محدودة بين محافظتي اللاذقية وحماة، وانطلاقاً من قرى ومناطق تلك المحافظات، انتشرت إلى محافظات أخرى كـ"حمص وإدلب ودمشق وطرطوس". وحتى إلى الجولان كما يقول الكاتب عبد الله حنّا في كتابه "المرشدية في محيطها العلوي".
وبلغ أتباع الطائفة المرشدية النصف مليون شخص، معظمهم يتواجدون في سوريا.
قد يهمك: هكذا يحتفل المرشديون بعيدهم الوحيد
للمرشدية عيد واحد
وللطائفة المرشدية عيد واحد يسمى عيد "الفرح بالله" ويبدأ في الخامس والعشرين من شهر آب كل عام ويستمر لثلاثة أيام، تقام السهرات خلال أيام الاحتفال في مكان يسمى "الساحة"، وهو صالة واسعة خاصة بتلك المناسبة، تجتمع العائلات جلوساً على الكراسي، وتعزفُ الآلات الموسيقية لغناء الأشعار الدينية، ويتمركز المحتفلون في حلقات راقصة على أنغامها.
ليس مكان الاحتفال سريّاً، كما تنتشر الأقاويل، ويمكن لأي عابر مشاهدة طقوسه من خلال نوافذ الساحة الكثيرة.