15 ألف نازح سوري نحو شمال لبنان... ظروف إنسانية صعبة ومأساة

15 ألف نازح سوري نحو شمال لبنان... ظروف إنسانية صعبة ومأساة

واطنون سوريون يخوضون نهراً على طول الحدود السورية-اللبنانية لدخول منطقة عكار شمالي لبنان - شينخوا الصينية

تقارير وتحقيقات | 21 03 2025

باميلا صعب

برغم الهدوء النسبي الذي شهدته منطقة الساحل السوري في الأيام الأخيرة، إلا أن موجة النزوح نحو شمال لبنان لم تتوقف، فـ"المعارك قد تعود في أي لحظة"، كما أخبرتنا حسنة، وهي نازحة سورية من حمص.

وفيما يعاني لبنان الخارج تواً من حرب طاحنة، من أزمة اقتصادية ومعيشية، فإن النازحين الجدد الهاربين من أحداث الساحل السوري، يواجهون تحديات حقيقية. فالمساعدات التي تصل حتى الآن غير كافية، ومحدودة.

بحسب تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، اطلعت عليه "روزنة"، فقد وصل عدد الوافدين بعد أحداث الساحل إلى 15,798 نازحاً جديداً من سوريا (3,587 عائلة، بما فيهم 73 عائلة لبنانية).

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها "مقتل ما لا يقل عن 803 أشخاص، بينهم 39 طفلاً و49 سيدة (أنثى بالغة)، وذلك في الفترة الممتدة من 6 إلى 10 آذار/مارس 2025"، خلال أحداث الساحل التي بدأت بهجوم لمجموعات مرتبطة بالنظام السابق.

ووثق التقرير "مقتل ما لا يقل عن 420 شخصاً من المدنيين والمسلحين منزوعي السلاح، بينهم 39 طفلاً و49 سيدة و27 من الكوادر الطبية، على يد القوى المسلحة المشاركة في العمليات العسكرية (الفصائل والتنظيمات غير المنضبطة التي تتبع شكلياً وزارة الدفاع)".

ووثق أيضاً "مقتل 172 عنصراً على الأقل من قوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع على يد "المجموعات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة المرتبطة بنظام الأسد"، التي قتلت أيضاً ما لا يقل عن 211 مدنياً، بينهم أحد العاملين في المجال الإنساني، بإطلاق نار مباشر.

آلاف النازحين من الساحل السوري يصلون لبنان وسط غياب المساعدات

آلاف النازحين من الساحل السوري يصلون لبنان وسط غياب المساعدات

ويتوزّع اللاجئون الوافدون حديثاً إلى لبنان على 25 موقعاً مختلفاً، معظمهم في منطقة عكار، وتحديدًا في 22 قرية قرب الحدود السورية، كما تُشير الأرقام الرسمية الصادرة عن إدارة مخاطر الكوارث إلى وجود 12,798 شخصاً (2,792 عائلة) في عكار حتى 17 آذار.

وتتركز أعلى التجمعات في قُرى المسعودية (2,451 فردًا/470 عائلة)، وتل بيرة (1,208 أشخاص /280 عائلة)، حيصا (1,389 شخصاً /300 عائلة)، وحكر الضاهري (1,109 شخصاً /217 عائلة).

كما وصل الوافدون الجدد أيضًا إلى طرابلس والكورة وزغرتا في محافظة الشمال. وتقوم السلطات بمراجعة مصادر معلومات مختلفة للحصول على مجموعة بيانات متفق عليها حول الوافدين مما يُسهّل تقديم المزيد من المساعدات.

وبينما لا تزال البيانات الرسمية قيد الانتظار، أُدرج 3,000 شخصاً ضمن العدد الإجمالي للوافدين الجدد، وهي أرقام مرشحة للارتفاع، ما دام الوضع في الساحل السوري غير مستقر، وتحديداً في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص وحماة.

وفي ظل قلة مراكز النزوح، يستقبل بعض أهالي القرى نازحين في محاولة لتخفيف أعبائهم، فيما ينام الآلاف بالمساجد والساحات والمدارس. علماً أن معظم هؤلاء وصلوا إلى لبنان من المعابر غير الشرعية، قاطعين النهر والأراضي سيراً على الأقدام، بحثاً عن مكان لا موت فيه.

هذه المرة لم تحصل موجات النزوح عبر منطقة وادي خالد الحدودية، كما في السابق، النزوح الآن يتركز بقرى في سهل عكار وتحديداً ذات الأغلبية العلوية.

والنازحون بحسب جولة "روزنة" هم من مختلف الأعمار، أطفال، نساء، رجال وكبار سنّ.

وبحسب محمد، وهو أحد النازحين، فبعض العائلات لم تستطع الخروج من بلدات الساحل خلال الأحداث، بسبب التكلفة المرتفعة إذا أرادوا استقلال سيارة أجرة من جهة، ولأن بين أفراد هذه العائلات كبار سن أو أطفال، يعجزون عن تكبّد عناء الطريق سيراً.

يتابع محمد: "جيراني كانوا ثلاثة أخوة من كبار السن، لم يستطيعوا ترك بيوتهم، عسى أن يكونوا بخير الآن".

علماً، تكلفة سيارة الأجرة لا تقل عن 50 دولاراً وهو مبلغ كبير بالنسبة إلى معظم السوريين الذين يواجهون صعوبات اقتصادية كبيرة، ولا يستطيع الكثير منهم إيجاد فرص عمل لتأمين الحاجات الأولية.

اقرأ أيضاً: الحدود اللبنانية- السورية تشتعل… هل الحل بنشر قوات دولية؟

وبحسب معلومات "روزنة"، فمع بداية أحداث الساحل، انتقل عدد من العائلات بالسيارات، عبر جسر النهر الكبير الجنوبي، فيما استخدم آخرون دراجات نارية لأنها أقل كلفة، أما العدد الأكبر بحسب بعض النازحين، فقد ساروا على أقدامهم وعبروا النهر إلى الضفة اللبنانية.

وقد ساعدهم في ذلك بعض شبان البلدات العكارية العلوية بحيث فتحوا طرقات صغيرة تسمح بمرور الأشخاص والدراجات النارية.

وبحسب بعض الاتصالات التي أجريناها، فعلى رغم أن الأجواء في الساحل هدأت نسبياً، إلا أن السوريين الذين استطاعوا الوصول إلى لبنان، لا يرغبون بالعودة حالياً، خوفاً من أن تعود الاشتباكات عنيفة، ويخسروا حياتهم.

"الطائفة السورية لبعض".. تضامن أهلي ومبادرات محلية تحاول لملمة جراح الساحل السوري

"الطائفة السورية لبعض".. تضامن أهلي ومبادرات محلية تحاول لملمة جراح الساحل السوري

العائلات النازحة، مطالبها متشابهة في ظل الظروف المأساوية وعدم اكتراث أي جهة بظروف هؤلاء ومعاناتهم.

وطالبت العائلات بضرورة تأمين باحتياجات عاجلة، تشمل الحفاضات والحليب والمساعدة في التنقّل للانضمام إلى أقاربهم عند وصولهم عبر المعابر الحدودية غير الرسمية، إضافةً إلى الحاجة لفريق طبي متنقل عند المعبر لمساعدة الواصلين.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض