تقارير وتحقيقات | 28 02 2025
روزنة
تشييع ضحايا جريمة بانياس اليوم، وسط مطالبات عائلة الضحايا لضبط النفس والابتعاد عن الطائفية، والتخوّف من تداعيات الحادثة والحوادث المشابهة.
خرج موكب الجنازة من السيارات، اليوم الجمعة، انطلاقاً من مستشفى بانياس، لتشييع 4 قتلى، بينهم طفل، قضوا على يد مسلّحين مجهولين، بينما كانوا جالسين داخل محل في قرية خراب مرقية في بانياس بمحافظة طرطوس.
ومساء أمس الأربعاء، أطلق ملثّمون يستقلون سيارتين من نوع "فان وسنتافيه"، النار من أسلحة رشاشة على أربعة أشخاص، بينهم طفل ينحدر من إدلب، كانوا داخل كافتيريا في بانياس، ما أدى إلى مقتلهم، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
اكتفت قناة على "تلغرام" تعرف باسم "الإبلاغ عن انتهاكات سورية الحرة" عن بدء الجهات المختصة التحقيق في الحادثة دون ورود معلومات أخرى.
ونشرت صفحة "مرقية وما يجاورها" على فيسبوك مقطع فيديو، قيل إنه يصور لحظة ارتكاب الجريمة، ويظهر في الفيديو عناصر ملثمين ومسلحين، يرتدون لباساً أسوداً يطلقون النار على الأشخاص الأربعة، بينهم طفل وشخص من ذوي الإعاقة الحركية.
ونقلت منصة "تأكد" عن مصادر وصفتها بـ"الموثوقة" أنّ الجريمة وقعت حوالي السابعة من مساء أمس الخميس، عندما اقتحم المسلحون بقالة في قرية خراب مرقية، وأطلقوا النار داخل المحل على أربعة أشخاص ومن ثم لاذوا بالفرار باتجاه مدينة بانياس عبر الأوتوستراد الرئيسي، وأطلقوا النار في الهواء.
أحد الأشخاص الذين قتلوا، عسكري أجرى تسوية بعد سقوط النظام ويدعى "حبيب زاهر"، وآخر مدني متخلف عن الخدمة الاحتياطية يدعى "طارق علي"، وآخر يدعى عمر أبو دان، مدني من ريف إدلب يعمل لدى صاحب البقالة، وشخص رابع مقعد إثر إصابة جراء حادث سير، وفق "تأكد".
وأشار الموقع إلى أنّ السيارة التي رصدتها كاميرات المراقبة المثبتة خارج المحل، تجولت في المنطقة خلال اليومين الماضيين قبل وقوع الجريمة.
اقرأ أيضاً: انتهاكات جسيمة في غربي حمص.. "سرقات وتهديد بالسلاح وقتل"
لا للطائفية
وأثارت الجريمة غضب السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأهالي المنطقة، واعتبر كثيرون أنّ الجريمة نفذت بدافع انتقامي، في ظل توتر أمني يسود معظم المحافظات السورية.
أحد أقارب الضحايا، قال في تسجيل مصور تعليقاً على ما حدث: "فقدت عائلتنا ثلاثة أشخاص إلى جانب شاب يعمل لدينا، بالخراب والضيعة والساحل نعيش معاً كأهل وأخوة منذ الأزل، والناس تشهد على ذلك، فلماذا الطائفية؟ ولماذا هذا القتل الإجرامي؟"
ودعا الجميع إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتن "سنبقى نعيش معاً في منطقتنا كأهل وجيران وأخوة من جميع الطوائف، نأمل من الجميع نشر المحبة والسلام، فنحن لا نريد الطائفية، ولا نرغب في أن يجرّنا أحد إلى صراع لا نريده. بينما تواجه منطقتنا تحديات كبرى، يجب أن نبقى موحدين، لا أن ننقسم بهذه الطريقة."
جريمة أخرى!
وبالتزامن، أطلق ملثم النار على مزارعين في منطقة الشكاير في بانياس، ما أدى إلى إصابة مدني مسن نقل إلى المستشفى، وفق "المرصد السوري".
وروى أحد المزارعين ما حصل عبر تسجيل مصور، قائلاً إن شخصاً ملثماً اقترب من المزارعين وسأل عن أسمائهم، ومن ثم أطلق النار عليهم قائلاً: "خلي الهيئة تنفعكم"، ليلوذ بالفرار إلى القرى المحيطة، وفق روايته.
ويناشد الأهالي القوى الأمنية يسحب السلاح وإعادة الأمن إلى مناطقهم،، بسبب تكرار الجرائم بأشكال مختلفة خلال شهرين ونصف ولا سيما جرائم القتل. كما طالبوا بشكل متكرر بإزالة اللثام من على وجوه القوى الأمنية للتمييز بينهم وبين غيرهم ممن يرتكبون الجرائم.
وتأتي الجريمة بالتزامن مع حملات أمنية لجهاز الأمن الداخلي في عدد من المدن والمحافظات، مثل اللاذقية وحماة وحمص وريف دمشق.
ووفق "المرصد السوري" بلغ عدد السلوكيات الانتقامية والتصفية منذ مطلع العام الجاري في أماكن متفرقة 173 عملية، راح ضحيتها 314 شخصاً، بينهم 8 سيدات وطفل.
