تقارير وتحقيقات | 25 02 2025
إيمان حمراوي
"عملت لعشرة أشهر كطبيب في مشفى بمدينة سبها، طلب مني فجأة مغادرة البلاد"، يتحدّث الطبيب السوري حامد عن تعامل السلطات ضمن مناطق سيطرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر شرقي ليبيا، مع السوريين بعد سقوط النظام السوري السابق.
وهاجر آلاف السوريين خلال السنوات الماضية إلى ليبيا، إما بهدف العمل ضمن قطاعات مختلفة، بما في ذلك قطاع الصحة، أو في سبيل الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من السواحل الليبية إلى أوروبا.
وتسيطر قوات اللواء حفتر على أجزاء واسعة من شرقي البلاد، وسبق أن تناولت روزنة في تقارير أوضاع السوريين في ليبيا بشكل عام، إضافة لقصص بعض من تعرضوا لانتهاكات خلال عبورهم فيها برحلة هجرة غير شرعية إلى أوروبا وتجنيد روسيا لسوريين للقتال هناك.
اقرأ أيضاً: مصير مجهول… مقاتلون سوريون تجندهم روسيا للقتال في ليبيا
طلب بالمغادرة خلال يومين
سافر حامد إلى ليبيا منذ عشرة أشهر للعمل ضمن اختصاصه كطبيب وفق عقد مع أحد المستشفيات، لكنه لم يتوقّع أن يدفع ثمن مواقفه السياسية خارج سوريا.
يشرح حامد ما حدث معه بعد سقوط النظام بحوالي شهرين: "استدعتني السلطات وحققت معي لمدة ساعة، أخذت مني الجوال والحاسوب لمدة ثلاثة أيام".
"وبعد ذلك بأيام جاء ضابط إلى مكان عملي في المستشفى وطلب مني التوقيع على ورقة ضمن محضر، تفيد بمغادرة الأراضي الليبية خلال يومين"، يضيف حامد.
ونصّت ورقة المحضر التي أجبر حامد على التوقيع عليها بأنه: "متورّط بأعمال إرهابية في سوريا، وأنه معارض للنظام السوري السابق، إضافة إلى كونه فاعلاً على الانترنت"، كما نصت على ضرورة مغادرته ليبيا خلال 48 ساعة، وفق قوله لروزنة.
اقرأ أيضاً: بما فيها الاعتداء الجنسي.. ليبيا: تقرير يكشف انتهاكات بحق المهاجرين
ويرجّح "حامد" أن يكون قرار الترحيل بناء على موقفه المناهض للنظام السوري السابق، معتبراً: "كأنّ قرار الترحيل جاء انتقاماً لمواقفنا المعارضة (...) يوم سقوط النظام في 8 كانون الأول الماضي وزّعت حلوى على كادر المستشفى فرحاً بانتصار الثورة".
ويوجد في ليبيا حكومتان، الأولى وهي ما يعرف بـ"الحكومة المؤقتة" في بنغازي شرقي ليبيا، التي تحظى بدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، المعروف بعلاقاته مع النظام السوري السابق.
وغربي ليبيا، تسيطر "حكومة الوحدة الوطنية" برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، المعترف بها دولياً والتي اتخذت مواقف واضحة ضد النظام السوري السابق.
وبينما تعمل قوات حفتر على ترحيل سوريين، تعمل "حكومة الوطنية الوطنية" على تعزيز علاقاتها مع الحكومة السورية الجديدة بقيادة رئيس سوريا في الفترة الانتقالية أحمد الشرع، إذ أكدت أواخر العام الفائت دعمها للأخير ودعم الشعب السوري.
قد يهمك: عن "مخازن التهريب" الليبية.. رحلة سوري: عذاب وانتظار للموت!
غادر الطبيب السوري ليبيا قبل أسبوعين من مطار بنغازي إلى عمان في الأردن، ومن ثم إلى سوريا عبر معبر جابر - نصيب - على الحدود الأردنية السورية مع عدد من السوريين المرحّلين.
في مطار بنغازي كان هناك نحو 40 سورياً ممن صدر بحقهم قرار الترحيل، يوضح الطبيب: "تعرفت على عدد منهم كانوا شباباً في مقتبل العمر جاؤوا إلى ليبيا أملاً في الهجرة إلى أوروبا".
وخضع عشرات السوريين إلى التحقيق بعد الاعتقال جراء مواقفهم المعارضة، وفق ما نقل حامد عن بعض ممن كانوا في المطار.
اقرأ أيضاً: في البحر وسجون ليبيا.. جدة سورية: هذه نهاية رحلة عائلة ابني!
اعتقال 80 سورياً "فرحوا بسقوط النظام السوري"!
واعتقلت السلطات الليبية في كانون الأول الفائت، 80 سورياً خلال مشاركتهم في مسيرة احتفالية فرحاً بسقوط النظام السابق، في مدينة بنغازي، وكانت التهم تتعلق بـ"دعم الإرهاب"، وفق "تجمع أحرار حوران".
ووفق "أحرار حوران"، إنّ المحتجزين هم مدنيون من أبناء محافظة درعا يعملون في مهنتي البناء والنجارة، اعتقلوا من قبل عناصر يتبعون لـ"حفتر"، في إطار حملة للبحث عن معارضين للنظام السوري السابق.
ونقلت الشبكة الإخبارية المحلية، إن السلطات في بنغازي طالبت ذويهم بدفع مبالغ مالية لكل شخص بقيمة 4 آلاف دولار مقابل الإفراج عنهم.
وذكر تقرير لموقع "ليبيا اوبزرفر" في الـ 20 من كانون الأول الفائت، أنّ جهاز الأمن الداخلي في بنغازي، اعتقل عدداً من العمال السوريين الذين خرجوا للاحتفال بسقوط بشار الأسد، ولفق لهم تهمة "الإرهاب".
وقال الجهاز إن "المعتقلين هم خلية تتبع تنظيم إرهابي في سوريا تسللت كعمالة إلى بنغازي وهي مكلفة بتجنيد سوريين وجمع المعلومات والتحرك فور ورود الأمر"، حسب زعمه.
ولم يستن لروزنة التحقق من صحة الادعاءات والروايات المتداولة، من مصادر أخرى.
وناشدت سيدة من درعا، في كانون الأول الماضي، عبر تسجيل مصوّر الحكومة السورية الانتقالية والمنظمات الحقوقية، للمساهمة في إطلاق ابنها "خالد أحمد عيد الصلخدي" المعتقل بتهمة تتعلق بـ"الإرهاب.
وقالت السيدة إن ابنها اعتقل بعد مشاركته في مسيرة احتفالية فرحاً بسقوط النظام مع عدد من أقاربه، مؤكدة أنه سافر إلى ليبيا لتأمين قوت يومه فقط.
كذلك اشتكى سوريون أواخر العام الفائت، من اعتقال أبنائهم في ليبيا على خلفية تأييدهم للثورة السورية وفرحهم بنصرها، وفق قولهم.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين وطالبي اللجوء في ليبيا حتى مطلع شباط، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكثر من 8 آلاف شخص.
ويُقدر عدد العمال الأجانب في ليبيا بحوالي 2.1 مليون عامل حتى نهاية عام 2022، من جنسيات مختلفة، بما في ذلك السوريون.
