تقارير وتحقيقات | 5 02 2025

توفي الأمير شاه كريم الحسيني، الآغا خان الرابع، والإمام التاسع والأربعون للمسلمين الإسماعيليين، أمس الثلاثاء، في لشبونة بالبرتغال، عن عمر ناهز 88 عاماً.
الحسيني أصبح الزعيم الروحي لملايين الإسماعيليين في العالم في سن العشرين أثناء دراسته في جامعة "هارفارد" الأميركية.
وأعلنت مؤسسة "آغا خان" عبر منصة "إكس"، أن كريم الحسيني، الإمام الوراثي التاسع والأربعين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، توفي أمس الثلاثاء في البرتغال محاطاً بعائلته.
وجرى تعيين الإمام الخمسين، وسيعلن عن ذلك بعد قراءة وصية الحسيني في الأيام المقبلة.
وأقيمت مراسم تأبين أمس الثلاثاء في المجتمعات الإسماعيلية في الولايات المتحدة، كما أُقيمت مراسم أخرى في أماكن مختلفة حول العالم اليوم الأربعاء، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
من هو كريم الحسيني؟
وفق "موقع المجتمع الإسماعيلي"، وُلد الآغا خان في 13 كانون الأول 1936 قرب جنيف في سويسرا.
أمضى جزءاً من طفولته في نيروبي، كينيا، حيث يوجد مستشفى يحمل اسمه اليوم.
كان مشهوراً كمربي خيول ومالك لها، كما مثل إيران في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1964 كمتزلج.
قاده شغفه بالبناء والتصميم إلى تأسيس جائزة للهندسة المعمارية، إضافة إلى برامج للهندسة المعمارية الإسلامية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة هارفارد.
كما قام بترميم هياكل إسلامية تاريخية في جميع أنحاء العالم.
عاش الآغا خان لفترات طويلة في فرنسا، وكان يقيم في البرتغال خلال السنوات الأخيرة من حياته.
وفق "ديوان الإمامة الإسماعيلية" إن الحسيني هو مؤسس ورئيس شبكة الآغا خان للتنمية في سويسرا.
ومُنح الآغا خان لقب "صاحب السمو" من قبل الملكة إليزابيث البريطانية في تموز 1957، بعد أسبوعين فقط من قيام جده، الآغا خان الثالث، بتسميته وريثاً لسلالة عائلية عمرها 1300 عام، ليصبح قائد الطائفة الإسماعيلية المسلمة.
ويعتبر الإسماعيليون كريم الحسيني من السلالة المباشرة للنبي محمد، عبر ابنته فاطمة وزوجها وابن عم النبي علي بن أبي طالب ، الخليفة الراشد الرابع وأول أئمة الشيعة، ويعاملونه كرئيس دولة.
الحسيني كان حفيداً وخليفة للإمام الراحل محمد شاه، الآغا خان الثالث.
وكان يؤكد على أنّ الإسلام دين فكري وروحاني يعلّم الرحمة والتسامح ويحفظ كرامة الإنسان. وكان مدافعاً عن الثقافة والقيم الإسلامية، وكان يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره صانع جسور بين المجتمعات الإسلامية والغرب.
وبحسب الديوان، كرس الحسيني حياته لتحسين ظروف معيشة مجتمعه وجميع الشعوب في البلدان التي يعيشون فيها، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الإثنية أو الدين.
وأسس وقاد واحدة من أكبر المنظمات التنموية الخاصة في العالم، التي تقدم خدماتها للمجتمعات في بعض أكثر المناطق هشاشة في العالم. وقد حظي باحترام عالمي كرجل سلام ومدافع عن التقدم البشري.
تتعامل شبكة "الآغا خان للتنمية" وهي منظمته الخيرية الرئيسية، مع قضايا الصحة والإسكان والتعليم والتنمية الاقتصادية الريفية.
وتقول الشبكة إنها تعمل في أكثر من 30 دولة وتخصّص ميزانية سنوية تبلغ حوالي مليار دولار لأنشطة التنمية غير الربحية.
وعلى مدار العقود الماضية، تحول الآغا خان الحسيني إلى رجل أعمال بارز ومحسن كبير.
وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه "رمز للسلام والتسامح والرحمة في عالمنا المضطرب"، ووصفه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأنه "صديق جيد جداً" و"قائد عالمي يتمتع بقدر استثنائي من التعاطف"، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
تمتلك شبكته مجموعة من المستشفيات التي تحمل اسمه في أماكن تفتقر إلى الرعاية الصحية، مثل بنغلاديش وطاجيكستان وأفغانستان، إذ أنفق عشرات الملايين من الدولارات على تطوير الاقتصادات المحلية.