تقارير وتحقيقات | 25 12 2024
إيمان حمراوي
"منذ أسبوعين لم تأتِ المياه إلى منطقتنا، الوضع أصبح لا يطاق. أستيقظ كل صباح وأنا أفكر في كيفية توفير المياه والحفاظ على المتبقي منها"، بهذه الكلمات عبّرت مروى، إحدى سكان بلدة جديدة عرطوز الفضل بريف دمشق، عن معاناتها اليومية بسبب أزمة المياه.
تضطر مروى وعائلتها إلى شراء المياه من الصهاريج لتلبية احتياجاتهم الأساسية. تقول مروى لروزنة: "أسعار المياه مرتفعة جداً، وتصل إلى 80 ألف ليرة سورية لكل ألف ليتر، إن وُجدت أصلاً. نحن بالكاد نغطي احتياجاتنا الأساسية".
وتضيف: "ولا يمكننا حتى غسل الأطباق أو الملابس بشكل منتظم. نحن نعاني من عدم توفر المياه، كل ما نريده هو حل لهذه المشكلة".
أسباب أزمة المياه
بدأت أزمة المياه في جديدة عرطوز قبل أسبوعين نتيجة تعرض مؤسسة المياه في المنطقة لعملية سرقة من قبل مجهولين، بالتزامن مع سقوط النظام السوري في الثامن من الشهر الجاري.
وتضمنت السرقة لوحات تشغيل وكابلات كهربائية ومضخات المياه، مما أدى إلى توقف ضخ المياه بالكامل.
رئيس المكتب الصحفي لمؤسسة المياه في القنيطرة، محمد مرعي، أوضح لروزنة أن المؤسسة تعمل حالياً على تجهيز الآبار وإعادة تشغيلها، متوقعاً عودة المياه إلى طبيعتها خلال الأيام المقبلة. وأشار إلى أن أزمة طالت أيضاً مدينة الكسوة بريف دمشق وظهرة عرطوز.
وتعتبر جديدة عرطوز الفضل، تابعة إدارياً لمحافظة القنيطرة، كونها تجمع لأهالي القنيطرة النازحين من حرب 1967.
وبيّن مرعي أنّ جديدة عرطوز على مر السنوات الماضية كانت تعاني من قلة المياه بسبب عدم الاهتمام فيها من قبل النظام السوري السابق.
اقرأ أيضاً: "حلب عطشى".. أهالي المدينة بين شح المياه واقتراب عودتها
تأثير الأزمة على الأهالي
لم تكن مروى الوحيدة التي تعاني من هذه الأزمة، فقد طالت تداعياتها مدينة الكسوة المجاورة.
يقول سامر، أحد سكان المدينة، لروزنة: "أصبحنا نحلم برؤية المياه بعد انقطاعها لمدة قاربت الأسبوعين".
وأضاف: "المشكلة ليست فقط في انقطاع المياه، بل أيضاً في ارتفاع أسعارها عبر الصهاريج، حيث تختلف الأسعار من بائع لآخر وقد تصل إلى 80 ألف ليرة سورية (ما يعادل 6 دولارات). لا قدرة لنا على شراء المياه بشكل مستمر، أوضاعنا المادية متردية جداً".
وقبل الأزمة الأخيرة، كانت المياه تصل إلى جديدة عرطوز مرتين في الأسبوع، ولكن بسبب ضعف ضخ المياه، لم تكن خزانات المنازل، خاصة في الطوابق العليا، تمتلئ بشكل كافٍ، وفق مروى.
ومع تفاقم الوضع الحالي، أصبح الأهالي يعتمدون بالكامل على شراء المياه بأسعار باهظة، مما يزيد من أعبائهم اليومية.
وطالبت مروى والمسؤولين في المنطقة بالتحرك العاجل لحل المشكلة وإعادة ضخ المياه. تقول: "حياتنا أصبحت أكثر صعوبة بسبب هذا الانقطاع، ونحن بحاجة إلى حل عاجل".
أزمة المياه في المنطقة ليست جديدة، حيث سبق وأن اشتكى أهالي جديدة عرطوز من شح المياه في فصل الصيف الفائت رغم كل الوعود والتصريحات التي تؤكد العمل على معالجتها، وفق صحيفة "الثورة".
وتعكس هذه الأزمة مدى التحديات التي يواجهها سكان المناطق المتضررة من السرقات والفوضى، حيث أصبح توفير المياه الأساسية معركة يومية في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والبنية التحتية المتضررة.
