"حلب عطشى".. أهالي المدينة بين شح المياه واقتراب عودتها

تقارير وتحقيقات | 17 12 2024

إيمان حمراوي

"إيمتى رح تجي المي؟" السؤال اليومي الذي يؤرّق أهالي مدينة حلب لأكثر من أسبوعين، إذ يعاني الأهالي من أزمة مياه خانقة، ما دفعهم للاعتماد في بعض الأحيان على شراء المياه، أو البحث مطولاً عن آبار المياه الجوفية، في ظل أوضاع معيشية متردية.

ويعود سبب قطع المياه للاشتباكات عند سد تشرين بين فصائل عملية "فجر الحرية" المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المسيطرة عليه، وسط اتهامات للأخيرة بقطع الكهرباء عن محطتي الخفسة والبابيري المغذية لمحطات المياه في مدينة حلب.

وتزامن انقطاع المياه عن نحو مليوني شخص من سكان مدينة حلب، مع سقوط النظام السوري وهروب بشار الأسد، إثر أيام من سيطرة فصائل "إدارة العمليات العسكرية" المعارضة على المدينة أواخر الشهر الماضي، ثم العاصمة دمشق.

ونشرت مؤسسة المياه عبر صفحتها في فايسبوك عن عودة ضخ المياه لأحياء عدة في المدينة اعتباراً من صباح يوم غد الأربعاء، لحلب الجديدة جنوبي و المهندسين والأكرمية و حلب الجديدة شمالي و الزهراء.

بدء الضخ لأحياء ومعاناة كبيرة

"منذ أسبوع لم تأتنا المياه، وقبل ذلك كانت تأتي بشكل شحيح، أما الطوابق العليا فكانت لا تصل إليهم بأي شكل كان"، تقول بانة لروزنة، وهي سيدة مقيمة في حي سيف الدولة.

وتضيف: "علمنا اليوم أنّ المياه بدأ ضخها إلى بعض الأحياء، وغداً سيجري ضخها إلينا".

خلال فترات انقطاع المياه، يلجأ سكان المدينة إلى شراء المياه الصحية، أو البحث عن أماكن تتواجد فيها آبار المياه الجوفية لاستخراج المياه للاستعمال اليومي، توضح بانة.

وفي وقت يعاني أكثر فيه من 90 بالمئة من السوريين من الفقر، لا يستطيع الكثيرون شراء المياه لقضاء حاجاتهم اليومية، وسط أزمة انقطاع الرواتب، بعد سقوط النظام السوري السابق.

"أصحاب أمراض الكلى أكثر من عانوا من تلك الأزمة، أصبحوا مضطرين لشراء مياه الصحة، رغم وضعهم المادي المتردي، حتى لو بالاستدانة"، تضيف بانة.

اقرأ أيضاً: حلب عطشى مجدداً.. المياه سلعة "نادرة" في أحياء المدينة

الخزان حل لا يتوفر للجميع!

تقول سيدرة المقيمة في حي حلب الجديدة، إنّ انقطاع المياه لمدة أسبوع في منطقتهم دفعهم مؤخراً لشراء "خزان من المياه" بسعة ألف ليتر، بسعر 500 ألف ليرة سورية، وبصعوبة بالغة بسبب عدم استجابة الباعة جراء الضغط الكبير على المياه.

و رغم أنها استلمت راتبها مؤخراً ولا الذي لا يتجاوز 400 ألف ليرة سورية، إلا أنه "تبخر" (صرف بشكل سريع) وفق قولها، واضطروا للاستدانة لشراء المياه.

وتشير سيدرة وهي خجلة خلال حديثها لروزنة: "حتى دخول التواليت أصبح محسوباً بسبب قلة المياه".

وختمت متهكّمة: "شعرنا بدأ بالتساقط بسبب قلة النظافة والزيوت المتراكمة على جلدنا".

ما أسباب انقطاع المياه؟

أزمة المياه في حلب ليست جديدة، لكنها تتفاقم مع كل تغير سياسي وعسكري.

وتعتمد مدينة حلب بشكل رئيسي على المياه المعالجة من محطتي الخفسة والبابيري على نهر الفرات بريف حلب والتي تصل إلى مقر مؤسسة المياه الرئيسي في منطقة سليمان الحلبي، إلى جانب الآبار الارتوازية المنتشرة.

"مؤسسة مياه حلب" ذكرت قبل أيام أنّ سبب انقطاع المياه عن مدينة حلب يعود لتضرر الشبكات الكهربائية الواردة لمحطات المعالجة في الخفسة و البابيري، اللتين تضخان المياه لمدينة حلب، جراء الاشتباكات الحاصلة في المنطقة.

وأشارت المؤسسة إلى أن ورشات الصيانة في شركة الكهرباء تعمل جاهدة لإصلاح الخلل بالسرعة القصوى "علماً أنه لايوجد أي مشكلة فنية في محطات المياه وهي جاهزة للعمل فور ورود التغذية الكهربائية".

وأمس الإثنين، أعلنت المؤسسة بدء تشغيل مضخات المياه بعد الانتهاء من عمليات الصيانة على الشبكات الكهربائية في محطتي الخفسة والبابيري، بالتعاون مع الصليب الأحمر، وأنه سيجري تزويد أحياء المدينة بالمياه وفقاً لجدول زمني.

وطالب أهالي المدينة بضخ المياه لجميع الأحياء في ذات الوقت، دون الاعتماد على جدول ضخ، تقول علياء، على فيسبوك: "لازم توصل لكل حلب بدون جدول ضخ، حلب كلها عطشى".

وأرجع عدد من سكان مدينة حلب تواصلت معهم "روزنة" قبل أيام، انقطاع المياه إلى نفاذ مخزون الخزانات الرئيسية التي كانت تغذي أحياء حلب.

إضافة إلى أعمال الصيانة التي كانت تجري في محطات التعقيم بمنطقة سليمان الحلبي والتي توقف ضخ المياه منها قبل دخول فصائل المعارضة للمدينة.

في ظل أزمة المياه المستمرة منذ سنوات في مدينة حلب، شهدت حلب في شهر حزيران الماضي أزمة مياه خانقة دفعت الأهالي لشراء المياه من الصهاريج المتنقلة، ما أدى لإصابات بأمراض في الجهاز الهضمي.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض