البرامج | 19 12 2024
أحمد نذيرتوتر وخوف وفرح.. مشاعر مختلطة يعيشها السوريون هذه الأيام، كيف نتعامل معها، ومع المعتقلين المفرج عنهم وكذلك أقاربهم لنحافظ على التوازن النفسي.
بعد الشعور بالفرح والنشوة، انتاب العديد من السوريين، مشاعر مختلطة من الخوف والتوتر من القادم، وربما سألت نفسك: هل أنا ضعيف أو أصابني اضطراب مرضي؟
ما شعرت وما تزال تشعر به طبيعيٌ جداً ودليل على صحتك وتوازنك النفسي، طالما تستطيع:
1- التعبير عن مشاعرك وتفريغها إن كان عبر (الضحك، البكاء، الخوف، التوتر، وغيرها.. )، وعليك أن تدرك أن الخوف والحزن لا يتعارض مع الفرح والنشوة.
2- القدرة على مشاركة المشاعر مع الآخرين والتفاعل معهم.
قد يهمك: فوائد الوحدة ومتى تصبح مشكلة تحتاج حلاً؟
ومن الأعراض النفسية التي تنتاب معظم السوريين هذه الأيام، أي بعد سقوط النظام السوري:
- اختلاط مشاعر الفرح بسقوط النظام مع مشاعر حزن على معاناة السوريين وبخاصة المعتقلين الناجين من السجون، والذين لا يزالون مفقودين، وكذلك الأنباء عن اكتشاف مقابر جماعية.
- الخوف من أن ما حصل ربما يكون حلماً وأنه ربما يعود النظام السوري مجدداً بأي لحظة ويعود الحال على ما كان عليه سابقاً.
- توقع التغيير السريع في سوريا، وأن ما تأمله لسوريا سيحصل حالاً، على الصعيد الفردي والمجتمعي.
- مشكلات نفسية تظهر إلى السطح، كان السوري لا يلقي لمسبباتها بالاً، مثل القهر والظلم الذي عائه لسنوات، ولم يعبر عنه.
- الشعور بأن المستقبل سيكون مخيفاً، وننصحك بأن تعمل على تبديد المخاوف، والعمل على ألا تصبح حقيقة، ولو على المستوى الشخصي فقط، أي حاول العمل لتحقيق حلمك، وتبديد مخاوفك الشخصية.
ما العمل مع الشخص الذي لم يعبر عن مشاعره؟
هنا تكمن الخطورة على الصحة النفسية، أي لدى الشخص الذي لم يعبر عن مشاعره ولم يشاركها وأصابه حالة من التبلد.
حاول سؤاله عن إحساسه، وحثه على التعبير عن مشاعره بالطريقة التي يراها مناسبة.
قد يهمك: نصائح عملية لنوم صحي بعيداً عن الأرق
ما أكثر الأعراض النفسية شيوعاً التي قد تظهر على المعتقلين الناجين؟
قد يعاني المعتقل الناجي حديثاً من طيف واسع من الاضطرابات والأعراض النفسية، منها اضطراب ما بعد الصدمة.
وقد يعاني من أعراض قاسية لـ الحزن، الرعب، أو المعاناة وكأن المعتقل لا يزال في السجن ويعيش مشاهد التعذيب والتحقيق ويتجاوب معها وكأنها حاضرة.
نوبات هلع، تسرع في القلب، ضيق تنفس، أعراض الاكتئاب (منها قلة النشاط)
أعراض فصامية، أي يعيش إهلاسات بصرية أو سمعية، أوهام ويقول مثلا: (انتوا بدكن تضربوني تسمموني).
يتجاوز عدد من المعتقلين الناجين الأعراض وتتحسن صحتهم النفسية تدريجياً، ولا مانع من استشارة المختص النفسي سريعاً، ولكن تصبح زيارة المختص النفسي واجبة إذا تواصلت الأعراض أو تفاقمت وأثرت على الحياة اليومية.
اقرأ أيضاً: أسباب نوبات الذعر خلال النوم وطرق التعامل معها
ما التعامل الصحيح لدعم المعتقلين الناجين؟
بدايةً.. اعلم أن المعتقل الناجي لم يأت من رحلة سياحية للحديث عنها، وإنما هو قادم من تجربة مؤلمة.
أخبره أنك بجانبه دوماً، وأنك تتفهم مشاعره وطريقته بالتعبير عنها وردود فعله مهما كانت.
أخبره أنك تقدر عالياً صبره وتحمله آلام وعذابات الاعتقال، وأنك واثق من قدرته على تجاوزها.
* أخبره أنك مستعد للاستماع له، وتحترم كذلك قراره في الحديث عن الاعتقال أو لا.
* لأهله في المنزل، احترموا رغبة المعتقل الناجي في استقبال الضيوف أو لا.
* لا تنقل أي معلومة عن المعتقل إلى الآخرين قبل الحصول على موافقته.
* ادعم المعتقل الناجي وساعده على العودة إلى الحياة والقيام بمهام يومية والاختلاط مع الآخرين.
* ساعد المعتقل الناجي وشجعه على طلب الدعم النفسي من مختصين.
صور من سجن صيدنايا وخروج المعتقلين
هل تنصح المعتقلين الناجين حديثاً اللقاء مع معتقلين آخرين؟
قد لا يفضل المعتقل الناجي التعبير عن مشاعره والحديث عن تجربة الاعتقال خوفاً من أن ينقل مشاعر سلبية إلى ذويه، أو لقناعته بانه مهما تحدث فلن تصل الصورة لأن الآخرين لم يعيشوا تجربته.
ولدى عدد من المعتقلين شعور بالذل والخوف لا يريد للأخرين أن يعرفوا عنها.
وهنا ينصح بتشكيل مجموعات دعم ذاتي من المعتقلين الناجين، إما فيزيائية، أو عبر تطبيق تواصل مثل واتساب، وتكون مساحة للتعبير عن مشاعرهم والحديث عن تجربة الاعتقال.
من الممكن أن تتشكل مجموعات الدعم الذاتي من المعتقلين فقط، وممكن أن يرافقهم مختص نفسي، عليه المراقبة فقط وعدم التدخل إلا في الحالات التي يرى أنها تضر بالمعتقلين.
المزيد من النصائح للتعامل مع المعتقلين الناجين، وإجابات عن أسئلة متابعين مع الطبيب النفسي عامر المصري، ضيف وداد في "معاينة حكيم".
شاهد الحلقة كاملةً..