تقارير وتحقيقات | 24 10 2024

اليوم الأربعاء، بدأ العام الدراسي في مدينة منبج شمال شرقي حلب بشكل خجول، على عكس باقي المناطق السورية، وذلك بعد شهر ونصف على إضراب عن التعليم شمل المعلمين والطلاب، على خلفية رفض فرض "الإدارة الذاتية" مناهج دراسية جديدة.
هذا الإضراب دفع "الإدارة الذاتية" إلى التراجع عن قرارها بفرض تلك المناهج كبديل عن مناهج النظام السوري.
وبدأ الإضراب قبل شهر ونصف مع بداية العام الدراسي، حيث فتحت المدارس أبوابها في الثامن من أيلول الفائت. وقد فوجئ الأهالي والمعلمون بفرض "لجنة التربية والتعليم" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" منهاجاً خاصاً يعتبرونه غير مؤهل للحصول على أي شهادة دراسية معترف بها خارج المنطقة.
وأكد المعلمون والأهالي في منبج رفضهم لهذه المناهج، مشيرين إلى أنها تفتقر للاعتماد الأكاديمي خارج مناطق "الإدارة الذاتية"، إضافةً إلى تضمينها محتوى يتعارض مع العادات والتقاليد السورية.
اقرأ أيضاً: منبج: الإضراب عن المدارس مستمر و"الإدارة الذاتية" تهدّد بقطع الخبز
دوام خجول وقرار من "الإدارة الذاتية"
نزار، معلم في منبج، أكد لروزنة بدء الدوام المدرسي اليوم، قائلاً: "اليوم عاد الطلاب إلى المدارس بأعداد قليلة، وهو أمر معتاد مع بداية كل عام دراسي. إضرابنا لم يذهب سدى، إذ ألغت الإدارة الذاتية العمل بمناهجها الخاصة وقررت العودة للمناهج القديمة".
"هيئة التربية والتعليم" التابعة لـ "الإدارة الذاتية" في منبج أعلنت قبل أيام قراراً بالعودة إلى المناهج القديمة مع إضافة بعض المواد الجديدة، دون تحديد طبيعتها، فيما أشارت إلى أن العمل بمنهاج "الإدارة الذاتية" سيستمر في بعض المدارس مع التحضير لتطبيقه بالكامل في العام المقبل.
الإفراج عن المعتقلين شرط لبدء التعليم
محمد، أحد المعلمين في منبج أوضح لروزنة أن قرار إلغاء العمل بالمناهج الخاصة بـ"الإدارة الذاتية" صدر قبل أسبوع، لكن أهالي المدينة استمروا بإضرابهم حتى أمس الأربعاء، لحين إخراج المعتقلين الذين خرجوا بمظاهرات طالبت بإلغاء المناهج الجديدة.
وأشار محمد إلى أنّ "الإدارة الذاتية" أفرجت، أمس الأربعاء، عن أربعة معتقلين خرجوا في أول مظاهرة احتجاجاً على مناهجها، على حد علمه.
من جهته قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن قوى الأمن الداخلي لدى "الإدارة الذاتية" أفرجت، أمس الأربعاء، عن 30 شخصاً جرى توقيفهم خلال الاحتجاجات الرافضة للمنهاج الجديد البديل لمناهج النظام السوري.
وفي الـ 14 من الشهر الجاري خرج العشرات من أهالي مدينة منبج بمظاهرة أمام مركز لجنة التربية والتعليم احتجاجاً على فرض المناهج الجديدة، وأقدم البعض على رشق دوريات عسكرية بالحجارة لتقوم "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) باعتقال عدد من المتظاهرين، وفق "المرصد السوري".
قد يهمك: تمزيق للكتب واحتجاجات.. رفض في منبج لمناهج "الإدارة الذاتية"
تدريس منزلي بديل
خلال الإضراب ولمدة شهر ونصف، عملت نفن (31 عاماً) المقيمة في منبج على تدريس طفليها (في الصف السادس والثاني) مناهج النظام السوري في المنزل، كحل مؤقت.
"أمس الأربعاء حتى علمت من أحد المعلمين أن الدوام سيبدأ اليوم في مدارس منبج، لم أرسل طفلي بعد إلى المدرسة، لكنني سعيدة بهذا الخبر" تقول نفن لروزنة.
وأشارت السيدة إلى أنها كانت تخطّط لإرسال طفليها للدراسة في مدينة حمص عند والديها في حال استمرار رفض "الإدارة الذاتية" إعادة العمل بالمناهج القديمة: "مناهج الإدارة الذاتية لا قيمة لها ولا حتى شهادة معترف بها" تختم حديثها مع روزنة.
وشملت الاحتجاجات خلال شهر ونصف إضراباً شبه كلي للطلاب والمعلمين، حيث قدّم العديد من المعلمين استقالاتهم، كما شهدت المدينة مظاهرات واسعة وحرق وتمزيق للكتب الجديدة.
وخلال تلك الفترة هدّدت "الإدارة الذاتية" الأهالي بحرمانهم من الخبز إذا استمروا في إضرابهم احتجاجاً على فرض مناهج بديلة لمناهج النظام السوري.
وفي أواخر أيلول الماضي، طالبت "الحكومة السورية المؤقتة" الأمم المتحدة بالضغط على "قسد" لوقف عملية الفرض التعسفي للمناهج التعليمية في مناطق سيطرتها، واصفة إياها بأنها مناهج "عنصرية متطرفة تتنافى مع قيم وثقافة سكان المناطق التي تحتلها."
من جهتها، تقول وزارة التربية في مدينة حلب التابعة لحكومة النظام السوري إنها أرسلت أكثر من 33 ألف كتاب مدرسي للمرحلة الأساسية، لكن "قوات سوريا الديمقراطية" رفضت إدخالها.
ويبلغ عدد طلاب المدارس في منبج أكثر من 100 ألف طالب وطالبة في جميع المراحل التعليمية، بحسب ما صرح مدير تربية حلب المكلّف لدى حكومة النظام السوري، لصحيفة "تشرين" المحلية.