تقارير وتحقيقات | 27 09 2024
إيمان حمراوي
"تمزيق وحرق كتب وإضراب عن التعليم"، هي جزء من الاحتجاجات التي نفذّها طلاب ومعلمون في مدينة منبج شمال شرقي حلب، الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية"، خلال الأيام الفائتة رداً على فرض الأخيرة مناهجها هذا العام بدلاً من مناهج النظام السوري.
وبدأت إدارة التعليم التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في منبج هذا العام بفرض مناهجها، بعدما كانت المدارس سابقاً تعتمد مناهج النظام السوري، وبالتالي يستطيع الطلاب التقدم لامتحانات شهادات التعليم الأساسي والثانوي ضمن مناطق سيطرة النظام، المعترف بها خارج سوريا.
فرض مناهج "الإدارة الذاتية" يعني حرمان الطلاب من التقدم لامتحانات الشهادات الأساسية، والحصول على شهادات صادرة عن "الإدارة" غير معترف بها، وهو ما أثار استياء وغضب الأهالي والمعلمين منذ بدء العام الدراسي.
وانتشرت خلال اليومين الفائتين، تسجيلات مصورة لطلاب وهم يمزّقون الكتب أمام مدارسهم، احتجاجاً ورفضاً لمناهج "الإدارة الذاتية".
مناهج غير مناسبة!
معلمون وأهالٍ في مدينة منبج اتفقوا على رفض المناهج الجديدة بسبب عدم الاعتراف بها من أي دولة أو جهة سوى من قبل "الإدارة الذاتية".
يقول عدنان (اسم مستعار) أحد المعلمين في مدينة منبج، لروزنة: إن المناهج الجديدة لن تكون ذات فائدة للطلاب، لا تعلم سوى القراءة والكتابة، أما محتواها مخالف للأعراف والتقاليد".
ويوضح عدنان، في مادة "علم الجنولوجيا" للصف الخامس، هناك دروس تحت عنوان: "التحرر من التعصب الجنسي" و"الحياة والتعصب الجنسي" وهو ما لا يناسب بيئتنا.
وأشار عدنان إلى أنّ المناهج مفروضة سابقاً في مناطق أخرى تابعة لـ"الإدارة الذاتية" لكن هذا العام فرضتها في منبج أيضاً.
ويخطط المعلمون للقيام باحتجاجات واعتصامات خلال الأسبوع المقبل، يقول زهير (اسم مستعار) معلم في إحدى مدارس مدينة منبج، لروزنة، إنه جرى التخطيط لعصيان مدني ابتداء من يوم الأحد، وخروج احتجاجات أمام التربية، رفضاً لفرض المناهج الكردية، في ظل تقديم المعلمين استقالاتهم وتركوا المدارس بشكل نهائي.
ووفق زهير، قدم نحو 700 معلم استقالاتهم من التعليم رفضاً للمناهج الجديدة.
ويوضح زهير أنّ سبب الاحتجاجات هو أن تلك المناهج المفروضة "غير معترف بها في أي مكان سوى مناطق الإدارة الذاتية".
واشتكى العديد من الأهالي للتربية حول فرض المناهج الجديدة، دون أي فائدة، فيما المعلمين عندما اعترضوا على المناهج كان رد التربية: "قدموا الاستقالة إن لم يعجبكم"، وفق زهير.
اقرأ أيضاً: وصول طلاب من شمالي سوريا لتقديم امتحانات الشهادتين في حلب.. ما التفاصيل؟
وفي إحدى الدروس المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي للمنهاج الجديد، أحد الأسئلة يطلب معرفة سبب انضمام أحد الأشخاص إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، المكون الرئيسي في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وهي التي بسطت سيطرتها على منبج عام 2016 بعد معارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بدعم جوي من "التحالف الدولي".
صفحة "سما منبج" المحلية، تحدثت عن حوالي أكثر من 1800 طالب من منبج يجري قبولهم في الجامعات السورية ويحصلون على شهادات معترف بها في جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أنّ تطبيق المناهج الجديدة سيحرم هذا العدد سنوياً من دخول الجامعات وحرمانهم من مستقبلهم.
وكانت مديرية التربية التابعة لحكومة النظام السوري، في مدينة حلب، أعلنت في الـ 23 من أيار الماضي، وصول نحو 3500 طالب وطالبة إلى مدينة حلب من مناطق تحت سيطرة "قسد" و"الجيش الوطني السوري" إلى معبر التايهة بريف حلب الشرقي، لتقديم امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية، كدفعة أولى.
وتحاول "الإدارة الذاتية" فرض مناهجها في جميع مناطق سيطرتها، وسبق أن اعتقلت قوات "الأسايش" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، عدداً من المعلمين في مدينة عامودا شمالي الحسكة، أثناء إعطائهم دروساً خاصة لطلاب الثانوية من منهاج وزارة التربية لدى حكومة النظام السوري.
اقرأ أيضاً: بتهمة تدريس مناهج النظام.. اعتقال 4 معلمين شمالي الحسكة
وكانت "هيئة التربية والتعليم" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" اتخذت قراراً في حزيران عام 2020 بإغلاق صفوف الثالث الثانوي التابعة لحكومة النظام في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال شرقي سوريا، وقالت مديرية التربية التابعة للنظام في أيلول 2020، إن "الإدارة الذاتية" فرضت منهاجها على الصف الثالث الثانوي في 118 مدرسة بعد سيطرتها عليها.
