تقارير وتحقيقات | 8 10 2024

إيمان حمراوي

هدّدت "الإدارة الذاتية" في مدينة منبج شمال شرقي حلب الأهالي بحرمانهم من الخبز إذا استمروا في إضرابهم احتجاجاً على فرض مناهج بديلة لمناهج النظام السوري.

بدأ الإضراب قبل شهر مع بداية العام الدراسي، حيث فتحت المدارس أبوابها في الثامن من أيلول الفائت. وقد فوجئ الأهالي والمعلمون بفرض "لجنة التربية والتعليم" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" منهاجاً خاصاً يعتبرونه غير مؤهل للحصول على أي شهادة دراسية معترف بها خارج المنطقة.

وأكد المعلمون والأهالي في منبج رفضهم لهذه المناهج، مشيرين إلى أنها تفتقر للاعتماد الأكاديمي خارج مناطق "الإدارة الذاتية"، إضافةً إلى تضمينها محتوى يتعارض مع العادات والتقاليد السورية.

وشملت الاحتجاجات إضراباً شبه كلي للطلاب والمعلمين، حيث قدّم العديد من المعلمين استقالاتهم، كما شهدت المدينة مظاهرات واسعة وحرق وتمزيق للكتب الجديدة.

لا تعليم منذ شهر

أحمد، أحد المعلمين المشاركين في الإضراب، تحدث لروزنة قائلاً: "منذ شهر لم أذهب إلى المدرسة احتجاجاً على المناهج الجديدة، وسنستمر بالإضراب حتى تحقيق مطالبنا." وأوضح: "جميع طلاب منبج في المدارس الحكومية والخاصة يمتنعون عن الدوام، وكذلك معظم المعلمين."

وأضاف أحمد: "تحاول الإدارة الذاتية بكل قوتها فض الإضراب، لكننا مستمرون. لن ندمر مستقبل أطفالنا بتلك المناهج."

وأشار إلى أن "الكومينات"، وهي إدارات مصغرة تابعة لـ"الإدارة الذاتية" تشبه في وظيفتها وظيفة مختار المنطقة، قد اجتمعت مع الأهالي، وهدّدت بقطع الخبز والمحروقات في حال استمرار الاحتجاجات.

هاني، معلم آخر مشارك في الإضراب، تحدث لروزنة أيضاً عن التهديدات، قائلاً إنه وصلت إلى الأهالي رسائل هاتفية تهدّد بقطع الخبز عنهم، وجاء في إحدى الرسائل:" إلى جميع أهالي الكومين، بكرا كل عائلة ما رح ترسل أولادها للمدرسة مارح أعطيها خبز، تنبيه للجميع".

ويضيف:"يوم الجمعة الماضي تجرأ الأهالي على الخروج في مظاهرة رافضة للمنهاج الجديد، ضمن مدينة منبج فقط".

وعن رد "الإدارة الذاتية" على الاحتجاجات، يوضح هاني أن "لجنة التربية والتعليم تحاول الاجتماع بشكل دوري مع الأهالي في المدارس لإقناعهم بقبول المنهاج الجديد، إضافة إلى إجبار المدراء على فتح المدارس، رغم إضراب الطلاب عن الدوام، وتسجيل أسماء المعلمين المشاركين في الإضراب."

ويتابع: "في حال طبقت الإدارة الذاتية منهاجها الخاص، فإن هناك 3 آلاف معلم سيتقدمون باستقالاتهم."

اقرأ أيضاً: تمزيق للكتب واحتجاجات.. رفض في منبج لمناهج "الإدارة الذاتية"

وفي أواخرأيلول الماضي، طالبت "الحكومة السورية المؤقتة" الأمم المتحدة بالضغط على "قسد" لوقف عملية الفرض التعسفي للمناهج التعليمية في مناطق سيطرتها، واصفة إياها بأنها مناهج "عنصرية متطرفة تتنافى مع قيم وثقافة سكان المناطق التي تحتلها."

وجاء في البيان أن مناهج "قسد" تتضمن محتوى يدعو إلى التطرف ويحرض على العنف والإرهاب، مما يشكل تهديداً لمستقبل الأطفال والشباب. وأكد البيان أن "تلك المناهج العنصرية تعكس الأيديولوجية المتطرفة لتلك الميليشيا وتصوراتها، التي لا تمت إلى ثقافة وقيم وأعراف سكان تلك المنطقة، مما يشكل إبادة ثقافية."

قد يهمك: "هيومن رايتس": استمرار تجنيد الأطفال في شمال شرقي سوريا

رفض إدخال كتب قادمة من حلب

من جهتها، تقول وزارة التربية في مدينة حلب التابعة لحكومة النظام السوري إنها أرسلت أكثر من 33 ألف كتاب مدرسي للمرحلة الأساسية، لكن "قوات سوريا الديمقراطية" رفضت إدخالها.

مدير تربية حلب المكلّف، علي عثمان، صرّح لصحيفة "تشرين" المحلية، اليوم الثلاثاء، أنّ وزارة التربية أرسلت دفعة من الكتب المدرسية إلى مدينة منبج عبر معبر التايهة بريف حلب الشرقي، لكن "قسد" رفضت استلامها.

وأوضح عثمان أن "قسد" بررت رفضها بحجة أنهم وزعوا مناهج خاصة بهم، مشيراً إلى أن الكتب موجودة في مكان آمن وتنتظر الإدخال الرسمي إلى مدارس منبج.

ويبلغ عدد طلاب المدارس في منبج أكثر من 100 ألف طالب وطالبة في جميع المراحل التعليمية، بحسب عثمان.

وكانت مديرية التربية التابعة لحكومة النظام السوري في مدينة حلب قد أعلنت في الـ 23 من أيار الماضي، وصول نحو 3500 طالب وطالبة إلى مدينة حلب من مناطق تحت سيطرة "قسد" و"الجيش الوطني السوري" عبر معبر التايهة بريف حلب الشرقي، لتقديم امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية كدفعة أولى.

وتحاول "الإدارة الذاتية" فرض مناهجها في جميع مناطق سيطرتها، وقد اعتقلت قوات "الأسايش" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا عدداً من المعلمين في مدينة عامودا شمال الحسكة أثناء إعطائهم دروساً خاصة لطلاب الثانوية من منهاج وزارة التربية لدى حكومة السوري.