تقارير وتحقيقات | 3 10 2024
إيمان حمراوي
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إنّ "حركة الشبيبة الثورية السورية" المنضوية تحت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لا تزال تجنّد الأطفال ليلتحقوا بعد ذلك بمجموعات مسلحة، ولم تتخذ "قسد" أي إجراءات ضد الحركة حول ذلك.
"تجنيد الأطفال يحرمهم من طفولتهم ويعرّضهم للعنف الشديد وقد يؤدي إلى صدمات جسدية ونفسية طويلة الأمد" تضيف المنظمة، في تقريرها ، أمس الأربعاء.
وأوضحت المنظمة أنّ "حركة الشبيبة" جنّدت فتيات وفيتاناً في سن الـ 12، مقتلعة إياهم من مدارسهم وعائلاتهم، ومنعت ذويهم من التواصل معهم، كما منعت محاولات إيجادهم، رغم أنّ "قسد" التزمت بإنهاء هذه الممارسات.
ووقعت "قسد" عام 2019 على خطة عمل لتسريح الفتيان والفتيات المجندين وفصلهم عن القوات، ومنع وإنهاء تجنيد الأطفال ممن هم دون 18 عاماً.
"المركز السوري للعدالة والمساءلة" وثّق في تقرير شهر نيسان الماضي، 23 حالة تجنيد للأطفال ما بين 2020 و2023 وتشمل تجنيد 15 فتاة و8 صبياً، وعشرة على الأقل (9 فتيات وصبي واحد) كانوا تحت سن الـ 15 وقت تجنيدهم.
اقرأ أيضاً: "لا تزال طفلة".. تحقيق: هكذا تجنّد "الشبيبة الثورية" الأطفال شرقي سوريا
آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في "هيومن رايتس ووتش" قال:"مع أن قوات (قسد) التزمت بإنهاء جميع أشكال تجنيد الأطفال، فإن الانخراط الصارخ لمجموعات مثل حركة الشبيبة الثورية والعدد المستمر لحالات تجنيد الأطفال كل سنة يُبيّنان تقاعساً خطيراً".
وأضاف: "يتعين على قسد أن تتخذ إجراءات فورية وحازمة لضمان التزام جميع المجموعات العاملة في مناطق سيطرتها بسياسات صارمة لعدم تجنيد الأطفال، وحماية جميع الأطفال من الاستغلال".
وأشارت "هيومن رايتس" إلى أنّ "حركة الشبيبة الثورية" ليست مجموعة مسلحة، إلا أنها منخرطة بشدة في الهياكل السياسية والعسكرية لـ"الإدارة الذاتية" وجناحها العسكري "قسد".
وشددت المنظمة أنّ "تجنيد الأطفال" في القوات المسلحة ينتهك القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر تجنيد الأطفال دون سن الـ 15 واستخدامهم في النزاعات.
كذلك لفتت إلى أن تجنيد أو استخدام الأطفال على هذا النحو، يُعتبر جريمة حرب بموجب "نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".
قد يهمك: القامشلي.. والد فتاة مريضة يروي قصة اختطافها ويناشد لإعادتها (صوت)
ووفق تقارير للأمم المتحدة، فإن "قسد" جنّدت ما بين 130 و285 طفلاً بين 2019 و2023 تم التحقق منها، وفي عام 2020 سرّحت "قسد" 150 طفلاً من صفوفها في تطبيق خطة عمل 2019، وارتفع عدد المسرّحين قليلا إلى 182 في 2021.
وفي عام 2022 ارتفع عدد الأطفال المجندين إلى حده الأقصى حيث بلغ 637 حالة جرى التحقق منها، وفق الأمم المتحدة.
وفي حزيران 2022، اعترف مسؤول من "حركة الشبيبة الثورية" لـ "أسوشيتد برس" بأنهم يجندون الأطفال، لكنه نفى أي تجنيد إجباري، قائلاً إن الأطفال ينضمون طواعية ولا يتم إرسالهم إلى الخدمة المسلحة إلا إذا اختاروا ذلك بعد المشاركة في التدريب التعليمي.
وتعرف "حركة الشبيبة الثورية" بأنها حركة اشتراكية "ثورية" تهدف إلى تنظيم الشباب السوري على أسس قائمة على "مبادئ المجتمع الديمقراطي وحرية المرأة".
