تقارير وتحقيقات | 18 10 2024
إيمان حمراوي
أعلن فصيل "صقور الشمال" التابع لـ"الجبهة الشامية" في "الجيش الوطني السوري" حل نفسه، بعد يوم على هجوم فصيل "القوة المشتركة" على مقاره في ريف حلب الشمالي واشتباكات أسفرت عن إصابات ونزوح بين المدنيين.
وقال "صقور الشمال" في بيان نشر على تلغرام"، أمس الخميس، إنه "جرى حل فصيل الصقور وإعلان خروجه من الجبهة الشامية وتسليم إدارة الفصيل لوزارة الدفاع، وذلك بسبب المتطلبات الميدانية في الآونة الأخيرة، ومن أجل جعل القوة العسكرية للثورة أكثر كفاءة في محاربة الأعداء".
وأشار البيان، إلى أن ذلك يأتي في إطار "عملية إعادة هيكلة الجيش الوطني السوري المستمرة منذ عامين، ويجري الآن إعادة توزيع الأدوار والوظائف الموكلة لبعض التشكيلات".
اقرأ أيضاً: "ليلة مرعبة".. هدنة بريف حلب إثر اشتباكات بين الفصائل
ماذا حدث قبل حل الفصيل!
شنت "القوة المشتركة" التي تضم فرقة "السلطان سليمان شاه" المعروف بـ"العمشات" وفرقة "الحمزة"، مساء الأربعاء الفائت، هجوماً على مقر قيادة "لواء صقور الشمال" التابع لـ"الجبهة الشامية" في قرية حور كلس بريف أعزاز.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل سيدة وإصابة طفل، وبعد الاتفاق على هدنة لمدة 3 ساعات أمس الخميس، ساعد الدفاع المدني في إجلاء 300 عائلة من مناطق مريمين وكفرجنة وقطمة والمخيمات القريبة في ريف عفرين شمالي حلب، التي شهدت اشتباكات بين الفصيلين.
ومنذ منتصف شهر أيلول الفائت، تحاصر "القوة المشتركة" مقر "صقور الشمال" في ريف أعزاز وذلك على خلفية انضمام الأخير إلى فصيل "الجبهة الشامية"، بعدما وصلت أوامر من وزارة الدفاع في "الحكومة السورية المؤقتة" بحل الفصيل الأول بسبب "رغبة الأتراك في اختصار الفصائل الثورية" وفق بيان سابق لـ"صقور الشمال".
قد يهمك: بعد رفضه حل نفسه.. فصيل "صقور الشمال" يندمج مع "الجبهة الشامية"
وبررت "وزارة الدفاع" قرار حل الفصيل، آنذاك، بأنه يأتي ضمن خطة إصلاحية شاملة مستمرة منذ عامين، معتبرة أن ذلك يأتي ضمن إعادة توزيع المهام والوظائف الموكلة لبعض الوحدات العسكرية بحسب ما تقتضيه المتطلبات الميدانية خلال هذه المرحلة، ومن أجل جعل القوة العسكرية للثورة أكثر فعالية وكفاءة.
وتتهم منظمات حقوقية "صقور الشمال" بممارسة انتهاكات بحق المدنيين في ريف حلب الشمالي خلال الفترة الماضية.
وكانت "روزنة" قد نشرت تقريراً في تشرين الثاني الماضي عن وفاة سيدة ستينية في قرية علي جارو شمال مدينة عفرين بريف حلب، بجلطة دماغية، بعد تعرّضها للضرب والتهديد من قبل ملثّمين اقتحما مكان إقامتها، وسط اتّهام لفصيل "لواء صقور الشمال" بمسؤوليته عن وفاتها.
واتهمت منظمة "العفو الدولية" في تقرير لها عام 2021 فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من أنقرة، بممارسة انتهاكات بحق المدنيين في مدينتي عفرين و رأس العين، تضمنت الاعتقال التعسفي والنهب والسلب ومصادرة الممتلكات والاختطاف.
من هو "لواء صقور الشمال"؟
"لواء صقور الشمال" التابع لـ"الجيش الوطني السوري" في "الفيلق الثاني" من أحد أقدم الفصائل العسكرية في المعارضة السورية، تأسس في أيلول عام 2012، في جبل الزاوية بمحافظة إدلب شمالي سوريا، بحسب ما عرّف عن نفسه عبر الموقع الرسمي.
أسس اللواء أحمد حاج علي، المعروف بأحمد الخيرية الذي قتل خلال معارك الفصيل ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2016، ومن ثم تولى القيادة من بعده شقيقه، حسن حاج علي "حسن الخيرية" حتى لحظة حل الفصيل.
يتواجد اللواء في إدلب وحلب وحماة واللاذقية، بعدد مقاتلين يصل إلى 2500 شخص، وشارك في القتال إلى جانب تركيا في عمليتي "درع الفرات" عام 2016 ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"غصن الزيتون" عام 2018 ضد "قوات سوريا الديمقراطية"، إضافة إلى مشاركته في عمليات أخرى مثل هجوم شمال حلب عام 2016 ومعركة حلب عام 2012.
