تقارير | 23 07 2024
نور الدين الإسماعيل
اعتقلت قوات الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني السوري، رسام لوحات كفرنبل أحمد الجلل، والتي اشتهرت خلال السنوات الأولى من مظاهرات الثورة السورية، بعد توجيه تهمة بحقه تتعلق بـ"المشاركة في التهريب إلى تركيا".
وبحسب مصادر أهلية لـ"روزنة" فقد اعتقلت إدارة الشرطة العسكرية في كفرجنة، شمال حلب، الجلل، أمس الأول، إلا أن خبر الاعتقال انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مساء أمس الاثنين.
"تهمة باطلة"
قال لـ"روزنة" مصدر من عائلة الجلل إن الشرطة العسكرية ألصقت به تهمة "باطلة"، وصفها بـ"الكيدية"، تتعلق بتهريب الأشخاص إلى تركيا، وهو الأمر الذي نفاه المصدر.
اقرأ أيضاً: اشتباكات في عفرين بين مجموعات محلية تنتهي باتفاق.. ما التفاصيل؟
وأوضح قريب الجلل، بأن صديقاً يقيم في الخارج تواصل معه وطلب منه إيواء فتاة قريبة له (لصديقه) قادمة من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، ريثما تتمكن من دخول تركيا ومتابعة طريقها لتلتحق بأقاربها في أوروبا.
وبحسب المصدر، اعتقلت الشرطة العسكرية الفتاة مع دخولها إلى مناطق ريف حلب الشمالي، مدة ست ساعات، قبل أن يطلقوا سراحها.
بعد إطلاق سراحها، أقامت الفتاة في منزل عائلة أحمد الجلل، وبوجود زوجته، مدة يومين قبل دخولها إلى تركيا بطريقة غير شرعية، إثر ذلك، ألقت الشرطة العسكرية القبض عليه بتهمة "الاشتراك في التهريب"، وفق المصدر.
وأشار إلى أن عملية الاعتقال تمت يوم الأحد الماضي من مكان عمله في "الجامعة الدولية للعلوم والنهضة" الخاصة بمدينة أعزاز، حيث يلقي دروساً عملية أسبوعية، باختصاصه في التعويضات السنية.
وأضاف بأنهم تواصلوا مع إدارة الشرطة العسكرية في كفرجنة، والتي بدورها "تنصلت من المسؤولية، مدعيةً أن الأمر يرتبط بالجانب التركي، ولا علاقة لهم بالأمر".
وطالب قريبه، عبر "روزنة"، المنظمات الحقوقية بالتدخل والضغط لإطلاق سراح الجلل، مكرراً بأن الجلل "ليس بالشكل الذي صورته الشرطة العسكرية".
من هو أحمد الجلل؟
نسّق وشارك الناشط أحمد جلل، خريج معهد التعويضات السنية، لأول مظاهرة خرجت في مدينة كفرنبل مطلع نيسان عام 2011، ثم سجل حضوراَ دائماً في مظاهراتها.
وشارك في تأسيس مكتب كفرنبل الإعلامي إلى جانب كل من الناشطين الراحلين، رائد الفارس وحمود جنيد وخالد العيسى.
لاحقاً اشتهر الجلل برسومات الكاريكاتير عبر لوحات كفرنبل ولافتاتها، التي لقيت انتشاراً واسعاً، خلال السنوات الأولى من الثورة السورية، وهو الذي ينتمي لعائلة فنية، فأولاد عمه كل من رسام الكاريكاتير المقيم بالإمارات خالد الجلل، والفنان التشكيلي إبراهيم الجلل المقيم في فرنسا.
تعرض الجلل لملاحقات من قبل "هيئة تحرير الشام"، خلال فترة سابقة، نتيجة رسوماته التي مازال ينشرها في مجلة "المنطرة" المحلية، ما دفعه للإقامة في مدينة أعزاز.
وتتهم منظمات حقوقية فصائل "الجيش الوطني السوري" بممارسة انتهاكات بحق المدنيين وممارسة سياسة الترهيب ضدهم، وتهميش دور المؤسسات الرسمية والقضائية.
