"وكأنها هزة أرضية"... سوريون ملأ الخوف قلوبهم ليلة القصف الأميركي

تقارير وتحقيقات | 3 02 2024

إيمان حمراوي

"رج البيت من القصف… فقنا مفزوعين من الصوت ومن الخوف صرنا نبكي" تقول هناء، سيدة سورية مقيمة في حي الجورة بمدينة دير الزور شرقي سوريا، التي تعرضت ليلة أمس الجمعة إلى قصف أميركي مكثّف.

عاش أهالي دير الزور ، مساء أمس الجمعة، ساعات "لا تشبه غيرها"، وصفها البعض بأنها "ليلة دموية"، دبّت الرعب في قلوبهم بعد عدد من الضربات الأميركية استهدفت 27 موقعاً في سوريا وفق "المرصد السوري"، لمدة تجاوزت الثلاثين دقيقة، على إثرها سيارات الإسعاف لم تهدأ في كامل المنطقة.

وشنت الولايات المتحدة الأمريكية، الليلة الماضية، سلسلة من الغارات الجوية ضد مواقع للمليشيات التابعة لإيران في كل من سوريا والعراق، ضمن ما أسمته "الرد الانتقامي" على استهداف قاعدتها في الأردن، والذي تسبب بمقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين.

"لا مفر لنا"

في تلك الليلة، فتحت هناء (34 عاماً ) النوافذ، الجو "صقيع"، أصوات الانفجارات والقصف في كل مكان يحيط بهم، والبيت يهتز، لقربه من المستودعات والمنشآت المستهدفة، لم تخرج من المنزل هي وابنها البالغ من العمر سبع سنوات رغم الخوف الكبير.

وتؤكد هناء بحزن وجود قتلى مدنيين بسبب القصف الأميركي، بينهم أقارب لها "لأن المستودعات المستهدفة قريبة من منازلهم (...) الإسعاف لم يهدأ ليلاً" تقول وتؤكد: "نريد أن نعيش بسلام لا أكثر، ربما هي أمنية صعبة".

إلا أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي قال إن الأهداف "تم اختيارها بعناية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وبناء على أدلة واضحة لا يمكن دحضها على أنها مرتبطة بهجمات على أفراد أمريكيين في المنطقة"، بحسب "رويترز".

الهجمات استهدفت كتيبة تابعة لقوات النظام السوري في بلدة عياش، ومحطة وقود ومستودعاً في مدينة دير الزور، وموقعاً عسكرياً في منطقة هرابش على أطراف مدينة دير الزور، ومواقع أخرى في حويجة صكر والجفرة بالقرب من المدينة، وفق موقع "الميادين".

اقرأ أيضاً: ضمن الرد الانتقامي.. ما المواقع التي استهدفتها الولايات المتحدة في سوريا؟

أين نذهب إن تكرر القصف؟

كفاية، شابة مقيمة في مدينة دير الزور تقول: "عشنا ليلة مرعبة، لم نستطع النوم من أصوات القصف ولم نعرف ما السبب (...) الخوف سيطر علينا من أن يصيب منزلنا صاروخ أو سلاح منفجر من المستودعات القريبة التي تعرّضت للقصف".

وتحدثت عن مخاوفها ومخاوف أهالي المنطقة من قصف جديد يهدّد حياتهم: "إلى أين سنذهب في حال تكرر القصف في هذا الجو البارد؟" تتساءل.

سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي، تحدثوا أيضاً عن الليلة التي عاشوها خلال القصف، أريج، شابة من دير الزور تقول: "البناء اهتز كله، ظننا أنها هزة أرضية".

فواز العطية، صحفي من مدينة دير الزور، قال لروزنة، إن العديد من المواقع العسكرية تعرضت للقصف في مدينة دير الزور والميادين والبوكمال، حوالي الساعة الـ 11 مساء أمس الجمعة، معظمها يقع ضمن أحياء سكنية مأهولة بالسكان المدنيين أو قرب أحياء سكنية، وهو ما يؤثر على المدنيين وقد يتسبب بموجات نزوح كما حدث في مدينة القائم على الحدود السورية العراقية، حيث نزحت الكثير من العائلات خوفاً من إصابتها بذخيرة المستودعات التي بدأت بالانفجار جراء القصف.

مخاوف السوريين من تكرار القصف لم تأت عن عبث، إذ صرّح لرئيس الأمريكي جو بايدن تعليقاً على الغارات، مساء أمس الجمعة: "لقد بدأ ردنا اليوم (...) ستستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها"، مضيفاً: "ليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا: إذا قمت بإيذاء أمريكي، فسنرد".

صفحة "الفرات شاهد" ذكرت على منصة "إكس" ( تويتر سابقاً ) أن القصف أدى إلى مقتل 16 مدنياً، إضافة إلى مقتل عائلة كاملة مكونة من ستة أفراد، وسط انقطاع الكهرباء عن كامل دير الزور.

وشنت القوات الأمريكية ضربات على سبع منشآت، تضمنت أكثر من 85 هدفاً في العراق وسوريا، والتي كان الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له يستخدمها لمهاجمة القوات الأمريكية، بحسب ما ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في بيانها.

الغارات الأمريكية على مواقع في دير الزور والميادين والبوكمال تسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن تلك المناطق، وفق وكالة "سانا".

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أطلقت سلسلة من التهديدات على لسان مسؤوليها بالرد الانتقامي على استهداف قاعدة "البرج 22" الأمريكية في الأردن، والذي أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض