تقارير | 3 02 2024

شنت الولايات المتحدة الأمريكية، الليلة الماضية، سلسلة من الغارات الجوية ضد مواقع للمليشيات التابعة لإيران في كل من سوريا والعراق، ضمن ما أسمته "الرد الانتقامي" على استهداف قاعدتها في الأردن، والذي تسبب بمقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين.
وجاء الرد الأمريكي "الانتقامي" بعد أسبوع من العملية التي استهدفت القاعدة الأمريكية في الأردن، ومناقشات وانقسامات داخل الكونغرس الأمريكي حول طبيعة ومكان الرد المفترض.
ووفق وكالة "رويترز" فقد استخدمت الولايات المتحدة في ضرباتها قاذفات بعيدة المدى من طراز B-1 والتي انطلقت من الولايات المتحدة.
"بدأ ردنا اليوم"
أعلن الرئيس الأمريكي البدء بالضربات الجوية ضد أهداف في سوريا والعراق تتمركز فيها المجموعات المسلحة التابعة لإيران، والتي تستهدف بشكل متكرر القواعد الأمريكية في منطقة شمالي شرقي سوريا، وبعض المناطق العراقية.
وصرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن تعليقاً على الغارات، مساء أمس الجمعة: "لقد بدأ ردنا اليوم (...) ستستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها"، مضيفاً: "ليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا: إذا قمت بإيذاء أمريكي، فسنرد".
اقرأ أيضاً: بعد هجوم "البرج 22": أمريكا تتوعد وإيران تنفي.. ما شكل الرد المحتمل؟
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في بيان، نشرته مساء أمس، إنه بناءً على توجيهات الرئيس بايدن، شنت القوات الأمريكية ضربات على سبع منشآت، تضمنت أكثر من 85 هدفاً في العراق وسوريا، والتي كان الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له يستخدمها لمهاجمة القوات الأمريكية، "وهذه بداية ردنا".
وبحسب البيان وجه بايدن "باتخاذ إجراءات إضافية لمحاسبة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له على هجماتهم على القوات الأمريكية وقوات التحالف". مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع في الشرق الأوسط إلا أنها لن تتسامح مع الهجمات ضد قواتها.
ما هي المواقع المستهدفة؟
نقلت وكالة "رويترز" عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي قوله إن الأهداف "تم اختيارها بعناية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وبناء على أدلة واضحة لا يمكن دحضها على أنها مرتبطة بهجمات على أفراد أمريكيين في المنطقة".
ووفق الوكالة فقد قال اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز، مدير هيئة الأركان المشتركة، إن الضربات استمرت مدة 30 دقيقة تقريباً، وكانت ثلاثة من المواقع التي تم ضربها في العراق وأربعة في سوريا.
وكشف موقع "الميادين" أن القصف استهدف كتيبة تابعة لقوات النظام السوري في بلدة عياش، ومحطة وقود ومستودعاً في مدينة دير الزور، وموقعاً عسكرياً في منطقة هرابش على أطراف مدينة دير الزور، ومواقع أخرى في حويجة صكر والجفرة بالقرب من المدينة.
كما امتد القصف الجوي الأمريكي إلى الحدود السورية العراقية، وفق الميادين، حيث استهدف مواقع في بلدة الهري ومعبر السكك والهجانة في مدينة البوكمال قرب الحدود، إضافة إلى حي الحمدانية وصوامع الحبوب ومحيط مزار "عين علي" في مدينة الميادين.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن سلسلة الاستهدافات الجوية الأمريكية العنيفة طالت 27 موقعاً، وأسفرت عن مقتل 18 عنصراً من الميليشيات الإيرانية كحصيلة غير نهائية.
وأشار إلى أن المواقع المستهدفة توزعت على عدة مناطق في مدينة دير الزور وريفها، حيث شمل القصف محيط المطبخ الإيراني في المدينة، ومنطقة كلية التربية السابقة، وحي طب هرابش، وجبل هرابش (لواء التأمين الإلكتروني الثالث رادار) واللواء 137 بالقرب من المطار، وحي الصناعة ومستودعات عياش وحويجة صكر، والبغيلية، والشميطية، وشارع بورسعيد.
وفي مدينة الميادين استهدف القصف حي التمو، وقاعدة "عين علي" بالقرب من قلعة الرحبة، ومنطقة الشبلي، والحيدرية، وصوامع الحبوب، ودوار البلعوم، والحمدانية، في حين استهدف في البوكمال، الهجانة والهري، وحي الصناعة، معبر السكك، ومنطقة الحزام، ومواقع في مدينة العشارة ومدينة القورية، ومنطقة التبني بريف دير الزور الغربي.
وقالت وكالة "سانا" إن الغارات الأمريكية على مواقع في دير الزور والميادين والبوكمال تسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن تلك المناطق.
ونشر حساب "الميادين" على منصة "x" مقطع فيديو يظهر انفجارات ضمن أحد المستودعات المستهدفة في بلدة "القائم" الحدودية، والتي قال متابعون على وسائل التواصل الاجتماعي إنها انفجارات ذخيرة داخل المستودع.
النظام السوري يدين
أدانت وزارة "الخارجية السورية" الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع في سوريا، واصفة تلك الضربات بأنها "انتهاكاتها بحق سيادة البلاد ووحدة أراضيها، وأنه يصب في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية".
وقالت الخارجية في بيان، نشرته وكالة "سانا": "وإذ تدين الجمهورية العربية السورية هذا الانتهاك الأمريكي السافر، فإنها ترفض رفضاً قاطعاً كل الذرائع والأكاذيب التي روجت لها الإدارة الأمريكية لتبرير هذا الاعتداء".
وأعلنت "وزارة الدفاع" التابعة للنظام السوري في بيان، أن القصف الأمريكي تسبب بمقتل عدد من المدنيين والعسكريين، معتبرة أن هدفه "إضعاف قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه في مجال محاربة الإرهاب".
"تأخر الرد"
انتقد مسؤولون أمريكيون ما وصفوه بتأخر الرد الأمريكي على استهداف قاعدة عسكرية في الأردن، من قبل مليشيات مسلحة تابعة لإيران في سوريا.
وانتقد كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي روجر ويكر، إدارة الرئيس بايدن لما وصفه "فشله" في فرض تكلفة عالية بما يكفي على إيران، إضافة إلى أنه استغرق وقتاً طويلا للرد، بحسب "رويترز".
وقال ويكر: "أمضت إدارة بايدن ما يقرب من أسبوع في إبلاغ خصومنا بنوايا الولايات المتحدة بحماقة، ما منحهم الوقت للانتقال والاختباء".
انتقادات ويكر أكدتها قناة "الميادين" التي كشفت نقلاً عن مصادرها أنّ معظم المواقع التي تمّ استهدافها مِن قِبل القوات الأمريكية كانت قد أُخليت بالكامل قبل شنّ تلك الغارات.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أطلقت سلسلة من التهديدات على لسان مسؤوليها بالرد الانتقامي على استهداف قاعدة "البرج 22" الأمريكية في الأردن، والذي أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين.