"وول ستريت جورنال": مساعدات عربية بمليارات الدولارات للأسد مقابل شروط

بشار الأسد مع  محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي
بشار الأسد مع محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي

سياسي | 17 مارس 2023 | روزنة

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنّ دولاً عربية عرضت على الأسد مساعدات بمليارات الدولارات للمساهمة في إعمار سوريا، وتعهدت بالضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات على البلاد مقابل مجموعة من الشروط، وفق مسؤولين عرب وأوروبيين.


ويوضح المسؤولون، دون ذكر أسمائهم وصفاتهم، أنه ومقابل تلك المساعدات، سيشارك الأسد مع المعارضة السياسية السورية، ويقبل القوات العربية لحماية اللاجئين العائدين، ويقمع تهريب المخدرات غير المشروع، ويطلب من إيران التوقف عن توسيع وجودها في البلاد.

ووفق الصحيفة، لم يُظهر الأسد أي اهتمام بالإصلاح السياسي أو استعداد لاستقبال القوات العربية، إضافة لذلك لم تُظهر القوى الغربية أي ميل لإنهاء العقوبات الصارمة على انتهاكات سوريا لحقوق الإنسان.

أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا: لن نطبع ونرفع العقوبات عن نظام الأسد



سوريا على جدول أعمال القمة العربية 

وبحسب مسؤولين أوروبيين وعرب، ستكون إعادة الاندماج المحتملة لسوريا في المنطقة وإعادة إعمارها على جدول أعمال القمة العربية المقبلة في وقت لاحق من هذا العام في السعودية.

ويتابع التقرير، أن مسؤولاً إماراتياً رد على أسئلة وجهت إلى وزارة الخارجية الإماراتية، إن بلاده ترى "حاجة ملحة لتعزيز الدور العربي في سوريا (...) يجب تسريع البحث عن حل سياسي للأزمة في سوريا لتجنب عودة الإرهاب والتطرف اللذين انتشرا خلال الصراع المستمر في سوريا".

وفي 12 من شباط الفائت، طلب وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد من الأسد السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وفق ما قال مسؤولون أوروبيون وعرب ومستشارون لحكومة النظام، بحسب الصحيفة.

وقال مسؤولون أوروبيون ومستشارون لحكومة النظام السوري، إن الإماراتيين رأوا في هذه الخطوة وسيلة لتحسين مكانة بشار الأسد الدولية، و سمح الأخير بدخول المساعدات.

وفي الـ 20 من شباط الماضي زار الأسد عمان للقاء السلطان هيثم بن طارق،  وقال مسؤولون أوروبيون وخليجيون، لـ"وول ستريت جورنال"، إنه طلب من السلطان الضغط على الدول الغربية لرفع العقوبات مؤقتاً مقابل إبقاء المعابر في مناطق المعارضة مفتوحة.

وقال مسؤول أوروبي ومستشار لحكومة النظام،  إن الأسد طلب أيضاً من السلطان طارق التوسط بين السعودية وإيران من أجل التفاهم، على أن يكون للرياض وجود اقتصادي في سوريا.

يذكر أنّ الجامعة العربية علّقت عضوية سوريا في تشرين الثاني 2011، بعد أشهر من انطلاق الثورة السورية ضد النظام السوري، وفي قمة الدوحة 2013، جلس رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السابق، معاذ الخطيب، على مقعد سوريا.

قد يهمك: قيس سعيد: يجب اتّخاذ قرار بتعيين سفير تونسي لدى سوريا



ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين، أنّ الاتحاد الأوروبي لا يزال يشعر بالقلق حول بشار الأسد وعدم رغبته في إجراء انتخابات حرة، واستبعدوا دعوة حكومة النظام لعقد مؤتمر للمانحين المقرر في الأشهر المقبلة، لإعادة بناء المناطق التي ضربتها الكارثة.

وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان مشترك، أمس الخميس، أنها ليست في صدد تطبيع العلاقات مع النظام السوري ولا رفع العقوبات عنه، ما لم يحرز تقدم حقيقي ومستدام في سبيل التوصل إلى حل سياسي.

ماذا حدث بعد الزلزال؟

وفتحت كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا شهر شباط الماضي الباب أمام النظام السوري لإعادة التواصل مع المحيط العربي والعالم، حيث زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دمشق والتقى بالأسد منتصف شباط، وتلك أول زيارة لمسؤول أردني بهذا المستوى إلى دمشق منذ اندلاع الثورة.

كما برز اتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالأسد، وهذا الاتصال هو الأول من نوعه بين الرئيسين منذ تولي السيسي السلطة في مصر عام 2014، رغم محافظة البلدين على علاقات أمنية وتمثيل دبلوماسي محدود، إضافة إلى تلقي الأسد اتصالات من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وتعهّدت المملكة العربية السعودية بتقديم مساعدات إلى مناطق متضررة تتضمن مناطق تحت سيطرة النظام، وهي التي قطعت علاقاتها مع النظام السوري منذ عام 2012 وقدمت دعماً بارزاً للمعارضة السورية. 

وكان عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور جيم ريش، اعتبر أن محاولات بعض الدول العربية بالتواصل مع بشار الأسد لن تفيدهم، وأشار إلى أن الزلزال المأساوي الذي تعرضت له المنطقة "لا يبرئ جرائم الأسد ضد الشعب السوري".

ودعا إلى ضرورة ألا يكون هناك إعادة تأهيل للنظام السوري، أو إعادة دخول إلى جامعة الدول العربية. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق