بعدما كان "البيض" المادة الرئيسة على وجبة الإفطار، فضلاً عن استخداماته المتعددة، تحوّل إلى حلم جديد من أحلام سوريين كثر، يضاف إلى قائمة الدجاج واللحوم وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، فيما أصبح شراؤه عند البعض بـ"القطارة" وفق الإمكانيات المادية بين الحين والآخر، لارتفاع ثمنه الذي تجاوز 5 آلاف ليرة سورية.
"والله اشتريت صحن من شهر ونصف، لا أستخدمه إلا عند الضرورة من أجل العجين او مفركة كوسا كجزء داعم للوجبة، عكس استخدامه سابقاً، كطبق رئيسي في الإفطار أو العشاء حتى"، بهذه الكلمات عبرت أم حمزة، 40 عاماً، مقيمة في ريف دمشق لـ"روزنة" عن أسفها لهذا الواقع المرير.
تقول أم حمزة، "شراء البيض أصبح خارج قدرة السوريين، كل شيء أصبح ثمنه مرتفعاً، العالم لا تعرف ماذا ستأكل، انحرمنا من العجة ومن الجظ مظ، وكل ما يصنع من البيض، وحتى من لمة العائلة على تلك الأكلات التي كنا نعتبرها بسيطة، الآن أصبحت حلماً".
"مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك" حددت منذ يومين سعر صحن البيض في ريف دمشق، بأوزانه المختلفة ما بين 3600 ليرة سورية إلى 4200 ليرة، وهو ما نفاه سوريون لـ"روزنة" موضحين بأن سعر صحن البيض لا يباع وفق النشرة التموينية، إذ يصل سعره في دمشق وريفها بين 5 و 6 آلاف ليرة.

وفي دمشق يباع صحن البيض بـ 6 آلاف ليرة، يقول وسام ، 32 عاماً لـ"روزنة": "من كم يوم كان بـ 5500 ليرة، أشتري حسب قدرتي بالبيضة الواحدة، ككثير من الناس، لم يعد باستطاعتنا شراء صحن كامل، الآن البيضة الواحدة يبلغ ثمنها 200 ليرة فقط".
ويشير إلى أنّ كثير ممن يعرفهم يشترون يومياً من أجل الإفطار صباحاً " بـ 200 ليرة زعتر، و 200 ليرة بيضة، و 200 ليرة سكر، و 200 ليرة شاي، و 200 ليرة لبنة"، أي ما يعادل ألف ليرة لإفطار عائلة ربما تكون مكونة من 5 أو 6 أفراد.
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار البيض دعا سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مقاطعته من أجل دفع التجار إلى تخفيض سعره، عامر العمر، ناشط على "فيسبوك" يرى بأن "المقاطعة هي الحل الوحيد و الأنجح، وبما أن الشعب ساكت التجار تتمادى بلا ضمير".
وفي أواخر عام 2018 وعام 2019 كان يبلغ ثمن صحن 1200 ليرة، وفق موقع "بيزنس 2 بيزنس".
اقرأ أيضاً:جحيم الغلاء يدفع السوريين بالعودة إلى الحفاضات القماشية

أسباب ارتفاع ثمن البيض
وعزا عضو لجنة مربي الدواجن في دمشق، حكمت حداد، أسباب ارتفاع ثمن صحن البيض إلى "ارتفاع أسعار الأعلاف بنسبة 30 في المئة مؤخراً، والتهريب وتدني الرواتب والأجور".
وبيّن حداد لصحيفة "الوطن" المحلية، في الـ 14 من الشهر الحالي، أنّ سعر مادة البيض يتأثر بالعرض والطلب، والمشكلة هي بأسعار الأعلاف وتتغير حسب سعر الصرف، إضافة إلى البورصة العالمية للأعلاف أيضاً".
ووصل سعر طن العلف لنحو 1.1 مليون ليرة، بعدما انخفض قبل فترة إلى 700 ألف ليرة.
وكشف عن وجود تهريب للبيض إلى دول الجوار وخصوصاً العراق، بنسبة 10 في المئة من الإنتاج المحلي، موضحاً أنّ سعر صندوق البيض، الذي يحوي 12 كرتونة في سوريا يبلغ ثمنه 55 ألف ليرة، فيما سعر صندوق البيض في العراق بحدود 150 ألف ليرة، وهو فارق كبير أسهم في تهريب البيض.
ولفت حداد إلى عدم وجود بوادر انخفاض سعر البيض خلال الأيام القادمة، معتبراً أنه لولا تهريب البيض لانخفاض سعره.
ورأى حداد بأن الحل الأساسي لمعالجة موضوع ارتفاع البيض، وغيرها من المواد، إما بتحسين دخل المواطن، او بتحسين سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية.
ويرجع مربو الدواجن سبب ارتفاع ثمن البيض إلى خروج معظم منشآت الدواجن عن العمل نتيجة بيع المادة بأقل من كلفتها، وفق تلفزيون "الخبر".
ويعمل قطاع الدواجن في سوريا حالياً بـ 20 في المئة من طاقته، بحسب تصريحات المستشار الفني في اتحاد الغرف الزراعية السورية، عبد الرحمن قرنفلة، وتعترضه معوقات أبرزها، "ارتفاع أسعار الأعلاف، والأدوية البيطرية، وأجور النقل، وأسعار أطباق الكرتون".
الكلمات المفتاحية