قصفت قوات النظام السوري مناطق في ريف إدلب، بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، مساء يوم أمس الجمعة، في قصف هو الأعنف من نوعه منذ دخول وقف إطلاق النار (اتفاق موسكو) حيّز التنفيذ، في آذار الماضي.
وشنّت قوات النظام عبر مواقعها في ريفي إدلب وحماة، حملة قصف غير مسبوقة على مدينة أريحا والمناطق القريبة منها، قرب طريق "M4" (حلب - اللاذقية الدولي)، كما استهدف القصف أيضاً مدينة معرة مصرين شمال إدلب وبلدة كفريا وأطراف بلدة أورم الجوز على أطراف منطقة جبل الأربعين.
وتسبب القصف بموجة نزوح محدودة -حتى الآن- باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا، في الوقت الذي استهدف قصف لقوات النظام محيط بلدة كفريا، بالقرب من أوتستراد "إدلب - باب الهوى"، تزامناً مع وجود عدة آليات تركية على الطريق، دون وقوع أي أضرار بشرية أو مادية.
في حين قتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام، يوم الجمعة، خلال صد المعارضة المسلحة لمحاولة تسلل على محور حرش قرية بينين في ريف إدلب الجنوبي، حيث أجبرتها فصائل المعارضة على الانسحاب إلى مواقعها، بعد اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة؛ قُتل وجرح فيها عدد من القوات المهاجمة.
تخوفات من موجة نزوح ضخمة!
المحلل العسكري، العقيد عبد الرحمن حلاق، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن التصعيد العسكري بات معتادًا في إدلب بسبب عدم احترام الروس لتعهداتهم.
وتابع بأن "الروس تعودوا خرق الهدن بقصد القتل والدمار والتهجير لا أكثر... هذه الأفعال الإجرامية سوف تؤدي إلى نزوح الكثير من الأهالي الذين يقطنون في مناطقهم".
وفي سياق متصل استبعد حلاق إمكانية وصول الروس إلى مناطق جديدة، عازيًا ذلك إلى التفاهمات الروسية التركية، فضلًا عن "الحشودات التركية التي أصبحت واقعًا على الأرض السورية"، بالإضافة إلى خشية عرقلة تطوير العلاقات الثنائية، وإشعال الحرب فيما بينهم.
فيما رأى بأن استمرار التعزيزات العسكرية التركية، ما هو إلا رسالة تفيد بأن تركيا باقية في المنطقة حتى لو اضطرت للصدام مع الروس.
قد يهمك: الغموض يحيط بأسباب القصف الروسي على مقر "فيلق الشام"
وأردف قائلًا "الروس يفهمون هذه الرسائل من الطرف التركي، ولن يصل الأمر إلى الاشتباك، وسوف يتم التفاهم فيما بينهم بطريقة دبلوماسية، رغم بعض التراشقات النارية هنا وهناك".
فيما علّق مجمع “أريحا” التربوي التابع لمديرية التربية والتعليم بإدلب الدوام في ثماني مدارس، وحوّل الدوام من فيزيائي جزئي إلى تعليم عن بعد لمدة يومين قابلة للتمديد، بسبب أعمال التصعيد العسكري في المنطقة.
وجاء في بيان مديرية التربية أن التعليق سيكون ليومي السبت والأحد 31 من تشرين الأول و1 من تشرين الثاني المقبل.
وكان مندوب تركيا لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيزلي أوغلو، قال مؤخراً بأن بلاده مصرة على تأمين وقف إطلاق النار في إدلب، مشدداً على أنها ستتخذ كافة التدابير العسكرية اللازمة من أجل الحفاظ على التهدئة في الميدان، ودعا في الوقت ذاته إلى تجنب انتهاك وقف إطلاق النار، وتجنب الأنشطة الاستفزازية التي من شأنها إلحاق الضرر بالهدوء النسبي في إدلب.
فيما كان فريق "منسقو استجابة سوريا" حر من استمرار قوات النظام السوري وروسيا بخرق اتفاق وقف إطلاق النار شمال غربي سوريا، ما يتسبّب بوقوع ضحايا مدنيين وحركة نزوح جديدة.
و أدان الفريق عمليات التصعيد الأخيرة، وطالب كافة الجهات المعنية بالشأن السوري بالعمل على إيقافها، مؤكداً بأن المنطقة غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة، وسط تخوف كبير لدى المدنيين في بعض المناطق من عودة العمليات العسكرية وعدم القدرة على تحمل كلفة النزوح من جديد.
قد يهمك: حصيلة قتلى قصف إدلب ترتفع وفصائل المعارضة ترد
وكانت طائرات حربية روسية استهدفت، يوم الإثنين الفائت، معسكراً تابعاً لـ"فيلق الشام" التابع لـ"الجيش الوطني السوري"، في منطقة جبل الدويلة التابعة لحارم شمال غربي إدلب، ما أسفر عن مقتل 78 مقاتلاً من المعارضة على الأقل، و90 جريحاً بعضهم في حالة خطرة، إضافة إلى وجود مفقودين، وعالقين، وفق "المرصد السوري".
وذكرت تقارير إعلامية أن هناك قتلى مدنيين، حيث نعى أهالي مدينة كفرتخاريم 10 أشخاص من أبنائها جراء القصف، بينهم المصور والناشط الإعلامي رشيد البكر، إضافة إلى شابين من مدينة سلقين، وشاب من بلدة إسقاط في منطقة حارم، و5 آخرين من مناطق متفرقة بريف إدلب.
وفي الـ 21 من شهر تشرين الأول الجاري، أصيب 6 مدنيين، بينهم طفلان بقصف روسي على قرية الرامي، في جبل الزاوية جنوبي إدلب.
الكلمات المفتاحية