تقميط الأطفال عادة متوارثة إليك مخاطرها على صحة الرضّع

تقميط الأطفال
تقميط الأطفال

صحة | 19 أكتوبر 2020 | إيمان حمراوي

تقميط الطفل "القنداق" عادة قديمة متوارثة، تتمثل في لف كامل جسد الطفل بقطعة من القماش منذ ولادته، وتلجأ العديد من الأمهات لتلك العادة لأسباب متعددة، فما هي صحة تلك العادة؟، وهل هناك طريقة محددة للتقميط؟


الطبيب والمعالج الفيزيائي، علي عبد اللطيف حسن، يقول لـ"روزنة": إنّ عملية التقميط  قد تخلق ضغطاً بسيطاً حول جسم الطفل، ما يمنح المواليد الجدد شعوراً بالأمان، لكونها تعكس الضغط الذي كانوا يشعرون به داخل رحم الأم.

ويفضل بعض الآباء عادة التقميط من أجل راحة الطفل، لكي يكون أقل عرضة للانزعاج بسبب حركات الارتعاش، التي يقوم بها أثناء نومه.

ونصح الطبيب الأهل بوقف تقميط الطفل عند بلوغه الشهر الثاني من العمر، حيث تبدأ في هذه المرحلة العمرية محاولات قلب نفسه من وضعية الاستلقاء على الظهر إلى البطن، ما قد يعرّض الطفل إلى خطر انقلابه على بطنه خلال نومه، والموت بفعل متلازمة "موت الرضيع المفاجئ".

ووفق "الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال" فإن تقميط الطفل يرفع من خطر إصابة الطفل بـ"موت الرضيع المفاجئ"، ولا سيما إن تم وضعه على بطنه خلال النوم، أو انقلب على بطنه خلال النوم.

اقرأ أيضاً: أربع شائعات عن موانع الحمل تعرفي إليها

وفي العاشر من شهر أيار نشر الموقع الأميركي "Newsmax Health" دراسة بقيادة أستاذة طب الأطفال في جامعة فيرجينيا، راشيل مون، وجدت أن الأطفال الذين كانوا ملفوفين بقطعة قماش 50 - 60 في المئة منهم أكثر عرضة للوفاة بمتلازمة الموت المفاجئ، مقارنة مع أولئك غير المقمطين.

وأشار الباحثون، إلى أنّ خطر الوفاة يزداد مع اقتراب الشهر السادس من العمر، لكونهم يصبحون قادرين على التدحرج من تلقاء أنفسهم، من الشهر الرابع.

وأشار حسن، إلى أنّه في حال تم شد القماط على منطقة الرجلين، والساقين قد يؤدي ذلك إلى إتلاف غضاريف الركبة والأوراك، وبالتالي إصابته بخلع الورك التطوري.

خبيرة الجمعية الألمانية للتصوير الطبي عبر الموجات فوق الصوتية، تمارا زايدل، حذّرت أن الضغط المتواصل الذي يولده التقميط يمكن أن يؤذي الطفل، ويسبب تشوهات، وفق تقرير نشره موقع "DW" في حزيران عام 2016.

ونصحت الطبيبة الأهالي، الذين يريدون تقميط الطفل، بتقميطه من نصفه العلوي فقط، مع إبقاء منطقة الساقين بدون شد، وبالتالي توفر تلك الحركة للطفل شعوراً بالأمان، ولا تؤدي منطقة الوركين، الأكثر عرضة للإصابة.

قد يهمك: شروط صحية لا بد منها قبل التفكير بالإنجاب

وفي سياق منفصل، يتعلّق بهز الرضيع من عدمه، قال الطبيب حسن إنّ كثير من الأهالي يفضلون عدم تحريك، أو هز الرضيع في الشهور الأولى بعد ولادته، لكي لا يتعود، معتبراً أن تلك العادة خاطئة.

وأوضح أن هز الرضيع أو حمله، يجعل الطفل يشعر بالنعاس والخلود للنوم، ويزيد من نشاط الجهاز الدهليزي في الأذن، وهو جهاز مسؤول عن التوازن، والإحساس بالاتجاه المكاني، لافتاً إلى أنّ الهز يجب أن يكون بشكل خفيف، ولطيف مع ضمان ثبات رقبة الطفل.

وحذّر من خطورة الهز السريع والعنيف، والذي قد ينتج عنه أضرار صحية مثل الإصابة بالدماغ، التي من أهم مضارها معاناة الطفل من صعوبات التعلم، واضطرابات سلوك الأطفال، ومشاكل في الرؤية، والشلل الدماغي، ومشاكل في النطق والسمع، إضافة إلى إصابات بالغة في الدماغ والإعاقة الدائمة، والوفاة في بعض الحالات.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق