قلة من الأشخاص من يجرؤون على إطلاق العنان لدموعهم بالانهمار أمام الآخرين، إذ ارتبط البكاء بالضعف والخجل في مجتمعاتنا، وهو ما ليس صحياً، حيث يعتبر البكاء وسيلة صحية للتنفيس عن المشاعر السلبية التي تعترينا، وله فوائد متعددة، لكن يجب علينا الحذر من كبته وحبسه.
المستشارة النفسية هلا هلال، تقول لـ"روزنة": إن البكاء وسيلة تنفيس انفعالي صحيّة، على عكس الوسائل الأخرى مثل الغضب.
عندما يتم كبت البكاء يحتفظ الإنسان بالمشاعر السلبية من قلق وتوتر وحزن أو ضغط، وهو ما لا تحمد عقباه، فهذه المشاعر، وفق هلا ستبحث بعد كبتها عن طريقة للخروج، فيصبح الشخص إما عصبياً أو هجومياً أو أكثر حزناً بسبب احتوائه على تلك المشاعر السلبية وعدم تنفيسها، فأي كلمة ممكن أن توتره، وبالتالي لن يستطيع التعامل مع محيطه بشكل سليم.
وعن أسباب كتم البكاء قالت هلال إنه غالبأ نتيجة التربية، ويرتبط بشكل خاص عند الرجال، فمجتمعاتنا تعيب على الرجل البكاء "كرمال ما تنهز كرامته" على حد قولها، كما ارتبط بالضعف، وهو ما يدفع البعض لعدم البكاء، مشيرة إلى أنه مؤخراً حتى النساء أصبحت تحاول تجنب البكاء لكونه مرتبط بالإنسان الضعيف غير القادر على مواجهة مشاكله.
اقرأ أيضاً: 6 أمور تدفعك لعشق القهوة لكن احذر أضرارها أيضاً
وأكدت هلال أن البكاء وسيلة صحية لتنفيس المشاعر ليبدأ بعد ذلك الإنسان بحل مشاكله والتركيز عليها وعلى واقعه، وأحياناً يكون البكاء ليس نتيجة مشاكل أو ضغوطات، فقد يكون نتيجة وفاة، هنا الشخص بحاجة أيضاً للبكاء للتركيز لاحقاً على واقع حياته. ومن فوائد البكاء ترطيب العين وطرد الجراثيم نتيجة ترطيبها.
وفيما يتعلّق بالآثار الصحية لكتم البكاء، أوضحت هلال أن كبت البكاء والاحتفاظ بمشاعر الضيق والتوتر يضعف الجهاز المناعي، ويضغط على القلب والأوعية الدموية، كما قد يؤدي إلى آلام في المعدة والبطن، أما الآثار النفسية فقد يصبح الشخص عدوانياً وهجومياً، والبعض قد يصبح منعزلاً نتيجة الاحتفاظ بالمشاعر السلبية.
ونشر موقع "step to health" الأميركي عام 2018 تقريراً تحدث فيه عن فوائد البكاء على الذهن، أولها أن البكاء يحسن المزاج، حيث يعتبر كمسكن للآلام للشخص الذي يمر بلحظات حزن شديد في حياته جراء الانفصال أو التعامل مع حالة وفاة شخص عزيز عليه كمثال.
قد يهمك: أسباب تجعلك تفكّر بأهمية إفطار طفلك قبل الدوام المدرسي
ومن فوائد البكاء أنه يخفف الشعور بالإجهاد، إذ لا يرتبط دائماً بالحزن، فقد يكون لشدة الإرهاق، أو بسبب مضايقات أو بسبب مواد يدرسها في الجامعة، وبالتالي مشاعر الإحباط أو الغضب والعجز تدفع الشخص للرغبة في البكاء.
البكاء يساعد في الحصول على رؤية أكثر وضوحاً اتجاه موقف ما، ويكون مصدراً للشعور بالراحة أيضاً، وتتعلق هذه الفائدة وفق الموقع الأميركي، بالأشخاص الذين تستحوذ عليهم الأفكار، والذين لا يستطيعون التوقف عن التخمين الأمر الذي يثقل كاهلهم، هنا في هذه الحالة يكون البكاء أشبه بصمام تنفيس يحرر التوتر في الجسم.
ومع ذلك تختلف آراء الناس حول البكاء، حيث ينصح البعض بالتوقف عن ذرف الدموع، وهنا من الأفضل عدم الأخذ بنصحيتهم وترك الدموع تنهمر كلما شعر الشخص أنه بحاجة لذلك، لأن البكاء أمر صحي وكبته يؤدي إلى الأذى النفسي والجسدي.
الكلمات المفتاحية