أثار قرار افتتاح المدارس السورية في الأيام القليلة القادمة، موجة من الجدل بين السوريين، بشكل عام، تلتها سجالات بين وزير التربية الجديد لدى حكومة النظام السوري دارم الطباع، وعميد كلية الطب بجامعة دمشق، نبوغ العوا، حول صحة قرار افتتاح المدارس من عدمه.
الطباع، قال لإذاعة "شام إف إم" المحلية، أمس الأربعاء، تعليقاً على اقتراح عميد كلية الطب بتأجيل افتتاح المدارس، "إنه يحترم آراءه المطروحة بما يتعلق بتأجيل المدارس، لكنه لم يغلق المشافي ولا الجامعة المشرف عليها".
تصريح الطباع أثار موجة من السخرية لدى السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن كلام وزير التربية غير منطقي فيما ذهب إليه حول مطالبته إغلاق المشافي إذا ما كان لزاماً تمديد إغلاق المدارس لفترة قصيرة.
نيفين العش، وهي ناشطة على موقع "فيسبوك"، كتبت متسائلة حول تصريحات الطباع بالقول "ليش المفروض وقت الوباء والمرض تسكر المشافي ولا بالعكس"، بينما تندرت نيرمين يوسف على مطالبات وزير التربية "هلا متأكدين انو هاد وزير التربية ومسوؤل عن ولادنا وعم يقارن ولاد صغار مع مشافي وطلاب جامعة صرت متأكدة انو لا يفقه شي".
وأشار العوا إلى أنّ الهدف من اقتراحه بتأخير المدارس، كان لمراقبة منحنى الإصابات خلال الـ 15 يوماً المقبلة، وذلك للتأكد من إمكانية عودة الطلاب إلى المدارس دون الخوف على انتقال الفيروس إليهم، بحيث لا تتعرض جميع العائلات السورية للإصابة، ويتصاعد المنحنى.
اقرأ أيضاً: تأجيل بدء العام الدراسي في سوريا إلى منتصف أيلول
و ذكر أن الأطفال بعمر الـ ( 4 إلى 12 ) عاماً هم أكثر الأشخاص نقلاً لفيروس "كورونا المستجد"، لكن لا تظهر الأعراض عليهم، كما أنّ جميع المدارس السورية لا تستطيع الالتزام بالتعقيم واستخدام الصابون والمياه، وبالتالي لا يمكن ضمان الوقاية الصحية للطلاب، وفق العوا.
وفيما يتعلّق بإغلاق المستشفيات، قال العوا، إن إغلاقها لا يعادل تأخير المدارس، ففي حال تم إغلاق المستشفيات سيكون المرضى بلا أماكن لعلاجهم، و هو ما يعني بوقوع "كارثة صحية".
وكانت حكومة النظام السوري حددت موعد بدء العام الدراسي الجديد 2020 - 2021 ، في الأول من أيلول المقبل، قبل أن تعود وتصدر قراراً بتأجيل افتتاحها حتى الـ 13 من أيلول، الأمر الذي لاقى رفضاً من قبل أهالي التلاميذ مطالبين بإعادة النظر في القرار، بعد تفشي الفيروس، وارتفاع الإصابات بشكل يومي.
وطالب الأهالي في وقت سابق، خلال حملة على موقع "فيسبوك" بتأجيل افتتاح المدارس خوفاً على أبنائهم من الإصابة، ومنعاً لتفشي الفيروس، لا سيما أن المدارس أماكن مكتظة بالطلاب.
قد يهمك: كورونا يصيب أكثر من 200 موظف أممي في سوريا
فيما أصدرت وزارة التربية، بروتوكولاً صحياً لاتباعه في المدارس بهدف الحفاظ على صحة الطلاب والكوادر التعليمية في ظل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كورونا المستجد".
هذا وقد بلغ عدد الإصابات بالفيروس في مناطق النظام السوري 3351 بعد تسجيل 62 إصابة جديدة، بينها 143 حالة وفاة، و780 حالة شفاء.
في سياق متصل، أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أن النظام السوري خصص مقابر جماعية في ريف دمشق لدفن ضحايا فيروس "كورونا"، موضحة أنه جعل مقبرة "نجها" العامة في ريف دمشق الجنوبي؛ وجهة لدفن الأشخاص الذين فارقوا الحياة متأثرين بإصابتهم بالفيروس.
وأشارت وفق ما رصدته "روزنة" إلى التقاط شركة "ماكسار تكنولوجي" صوراً عبر الأقمار الصناعية تظهر نشاطاً ملحوظاً لعمليات دفن الموتى في المقبرة المذكورة خلال الفترة الممتدة بين 27 حزيران الماضي وحتى 4 آب الفائت، واستحداث صفوف جديدة من القبور وملئها بالجثث.
وأعربت الأمم المتحدة، عن قلقها في الـ 25 من آب الفائت، من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كورونا" في جميع أنحاء سوريا، معتبرة أن القدرة على الاختبار، والاستجابة لا تزال محدودة.
الكلمات المفتاحية