قالت مصادر محلية في بلدة القريا بمحافظة السويداء (جنوبي سوريا)، أن قوات ما يعرف بـ "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري عملت على تسليح المئات من سكان البلدة، تحت ذريعة الدفاع عن أراضيهم؛ بعد الهجوم الذي تعرضت له البلدة من قبل عناصر في اللواء الثامن بدرعا (التابع للفيلق الخامس المدعوم روسياً) في نيسان الماضي.
وذكرت المصادر لـ "روزنة" أن الدوافع الظاهرية من التسليح تأتي وسط إدعاءات الدفاع عن المنطقة ضد أي هجوم من قبل العناصر المدعومة من روسيا، غير أن الدوافع الخفية تبدو وكأن هذا التسليح يأتي في سياق إذكاء نار الفتنة بين أهالي المحافظتين المجاورتين (درعا والسويداء)، فضلا عن أن ذلك أيضاً ينساق في إطار الصراع الروسي الإيراني في الجنوب السوري، حيث أشارت المصادر إلى أن قوات الدفاع الوطني يتبع نفوذها ضمنياً لـ "حزب الله" اللبناني والنفوذ الإيراني في المنطقة.
وفي نهاية شهر نيسان الماضي، شهد الجنوب السوري اشتباكات بين فصيل من مدينة السويداء وعناصر تتبع "الفيلق الخامس"، في مدينة بصرى الشام بريف درعا. وأفادت المعلومات آنذاك أن اشتباكا حصل بين مجموعة مسلحة من السويداء وأخرى تابعة للفيلق، قبل تدخّل الروس وفضّه، حيث وراح ضحية ذلك الاشتباك 15 قتيلا، برصاص الفيلق، ومنذ ذلك الوقت تاريخه توغل مسلحي الفيلق في أراضي القريّا ما يقارب 3600 متر، مسيطرين على آلاف الدونمات المزروعة، ولم تنجح المفاوضات مع روسيا أو حكومة النظام بإعادته إلى حدود بصرى الشام.
مصادر "روزنة" أضافت بأن "الدفاع الوطني بعد توجيه من عناصر النفوذ الإيراني في الجنوب، جاء إلى البلدة وبدأ بتقديم السلاح لهم دون مقابل… تم تسليم أكثر من 500 بندقية و9 سيارات مركب عليها أسلحة رشاشة".
قد يهمك.. السويداء: اعتصام نسائي لإطلاق سراح معتقلي المظاهرات
وتابعت المصادر بالقول أن "عناصر النفوذ الإيراني تحاول فتح معابر عن طريق القريا وتشبيك علاقات مع المكون الدرزي لتوحيد الصف ضد اللواء الثامن الذي يقوده أحمد العودة، حيث وضعت كل الإمكانيات تحت تصرف فصائل القريا في حال موافقتها، إلا أن أهالي القريا ومقاتليها حتى اللحظة لم تتخذ القرار بالتحالف مع أي جهة، وتصرح بأنها ستعمل تحت راية العلم السوري وقوانين الدولة".
ولفتت المصادر إلى أنه و في حال استمرار حكومة النظام السوري بالمماطلة معهم، ولم تتخذ إجراءات جدية لحل أزمتهم، فإن مقاتلي القريّا وفق تعبيره سوف تأخذ السلاح من أي جهة كانت لاستعادة الحقوق.
يأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه تخريج دورة تضم أفراد تم تسليحهم وتدريبهم على السلاح من أبناء البلدة، بحضور المئات من أفراد الفصائل المحلية بالسويداء، إلى جانب حضور وجهاء المنطقة ورجال دين كذلك. متوعدين إشعال معركة في الفترة المقبلة تستهدف المنطقة الواقعة غربي بلدتي القريّا وبكا، لتوجيه ضربة إلى عناصر اللواء الثامن في الفيلق الخامس بقيادة أحمد العودة، مما يرفع من احتمالات تأجيج الفتنة بين السويداء ودرعا.
الكلمات المفتاحية