2750 طناً من مادة "نترات الأمونيوم" في مرفأ بيروت، كانت كافية لتحدث انفجاراً هائلاً بدا للوهلة الأولى وكأنه انفجار نووي، أدى حتى اللحظة إلى مقتل 100 شخص، كحصيلة قابلة للزيادة، وإصابة نحو 4 آلاف شخص، وأضرار مادية جسيمة، ما اضطر الرئيس اللبناني ميشال عون لإعلان حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين.
شحنة نترات الأمونيوم كانت موجودة منذ 6 سنوات في مستودع بمرفأ بيروت دون إجراءات وقائية، وفق الرئيس اللبناني ميشال عون، فما هي تلك المادة التي أدت إلى تلك الكارثة؟
هي مركب كيميائي صيغته (NH4NO3) تأتي على شكل بلورات عديمة اللون، متاحة تجارياَ، تتسيل بسهولة حينما تلامس الهواء، وتستخدم في عدة أغراض، بحسب "المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة".

وتحترق مادة نترات الصوديوم الكيميائية، بشكل أسهل في حال كانت ملوثة بمواد قابلة للاشتعال، وعند احتراق مادة "نترات الأمونيوم" فإنها تنتج أكاسيد النيتروجين السامة.
كما تستخدم أيضاً في تصنيع الأسمدة والمتفجرات، وإنتاج المضادات الحيوية والخميرة، و تدخل أيضاً في صناعة الألعاب النارية وأعواد الثقاب، والمتفجرات التي تستخدم في المناجم.
لماذا تنفجر نترات الأمونيوم؟
غابرييل دا سيلفيا، أستاذ الهندسة الكيميائية في جامعة "ملبورن" بأستراليا، قال إن نترات الأمونيوم ليس مادة متفجرة من تلقاء نفسها، بل مؤكسدة، تجذب الأكسجين إلى النار، وبالتالي تجعله أكثر كثافة، وفق صحيفة "الغارديان".
وأوضح دا سيلفيا أن مادة نترات الأمونيوم تشتعل فقط في ظل الظروف المناسبة، والتي يصعب تحقيقها، قائلاً: "أنت بحاجة إلى ظروف قاسية لإحداث انفجار"، وأشار إلى أنّ نترات الأمونيوم يمكنها إحداث الحريق في حال كانت نفسها ملوثة، على سبيل المثال بالزيت، فإنها تصبح شديدة الانفجار، وهو ما يعتقده.
ووفق الصحيفة، فإن المواد الكيميائية الموجودة في الهواء جراء الانفجار يجب أن تتبدد سريعاً إلى حد ما، إلا أنّ الملوثات العالقة يمكن أن يسبب مشاكل لاحقاً في حال تعرض إلى مطر كمثال.
اقرأ أيضاً: ضحايا سوريون بانفجار بيروت وسفير النظام ينتظر تكشف الحقائق
وفي حال كان الرقم 2750 طن من نترات الأمونيوم دقيقاً، فإنه يجعل من حادثة بيروت أكبر من حادثة مدينة تكساس عام 1947، حينما انفجرت شحنة في سفينة فرنسية تحتوي على 2300 طن من نترات الأمونيوم، كانت ترغب في الوقوف عند أحد أرصفة موانئ مدينة تكساس، ما أسفر عن مقتل نحو 500 شخص، حيث أحدث الانفجار موجة بطول 4.5 متر، أي مايعادل 15 قدماً. وفق "الغارديان".
كما أسفر الانفجار آنذاك عن أضرار مادية في الممتلكات بلغت حوالي 100 مليون دولار، فيما قدرت خسائر النفط المحترق ومشتقاته بحوالي 500 مليون دولار، إضافة إلى تدمير وهدم أكثر من 500 منزل، وتشريد مئات الأشخاص في الشوارع بدون مأوى، فضلاً عن الكثير من المفقودين، والأماكن المدمرة كالشركات ومحتوياتها.
الأعراض الصحية
من الآثار الصحية المحتملة لـ مادة نترات الأمونيوم، وفق موقع "قسم علوم الغلاف الجوي والمحيطات في جامعة ميريلاند"، فإن الشخص قد يصاب بـ تهيج في الجهاز التنفسي، وتشمل الأعراض السعال والتهاب الحلق، وضيق التنفس، وفي حال التعرض لمنتجات تحلل أكاسيد النيتروجين السامة بسرعة، قد يسبب مشاكل تنفسية حادة.
أما ابتلاع جرعات كبيرة من نترات الأمونيوم قد بسبب دوخة وآلام في البطن وقيء، وإسهال دموي، وتشنجات وانهيار، كما قد يتسبب بحدوث "ميتهيموغلوبينية الدم"، الذي ينتج عن نقص الأكسجين في الدم.
وفي حال ملامسة الجلد فقد يتسبب بتهيج الجلد وتشمل أعراضه الاحمرار والحكة والألم، كما يسبب التهيج والاحمرار والألم للعين.
ووقع انفجار ضخم في مستودعات ميناء بيروت، بالقرب من وسط المدينة، أمس الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 100 شخص، وإصابة نحو 4 آلاف شخص، فيما لا يزال الكثير من الضحايا تحت الأنقاض، وفق الصليب الأحمر اللبناني.
ألفان وسبعمائة وخمسون طناً من نترات الأمونيوم، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إنها كانت مخزنة منذ 6 سنوات في الميناء، دون اتخاذ أي من إجراءات السلامة في حفظها، والذي أدى بدوره إلى هذا الانفجار الهائل.
الكلمات المفتاحية