في الوقت الذي أشارت فيه دراسة غربية سلّطت فيه الضوء على إمكانية أن يشكل فيه مقاتلو تنظيم "داعش" الأوروبيون، تشكيل نواة جديدة للتنظيم الإرهابي، أكدت وزارة الدفاع الأميركية، مساء أمس بأن خطر "داعش" في سوريا تراجع بشكل كبير وبقاياه تتخذ من مناطق ريفية ملاذًا للتخفي وسط المدنيين.
وقالت الدفاع الأميركية إن وجود تنظيم "داعش" قد لا ينتهي بشكل كامل، مشيرة إلى عمل قواتها على مكافحة فكره المتطرف.
فيما لفتت الدراسة التي نشرها "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجي" بالتعاون مع كلية "كينغز" البحثية في لندن، إلى أن تخلي حكومات الغرب عن السعي في إعادة مواطنيها المنضمين إلى "داعش"، قد يدفع بهم دفع إلى التفكير جديا في إعادة إحياء "الخلافة" مجددا، بحسب توصيف الدراسة، محذرة من أن المقاتلين الأوروبيين يتدفقون إلى المناطق الأكثر سخونة هذه الفترة، وهي جنوب شرق آسيا (الفلبين)، ووسط وغرب أفريقيا، حيث ينشط التنظيم بشكل كبير.
كما بيّنت أن سقوط "الباغوز" (آخر معاقل داعش في شرق الفرات) بيد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أعلن عن دخول التنظيم في مرحلة جديدة قديمة بالنسبة له، وهي حرب العصابات، والعمليات المباغتة، دون وجود منطقة تحت سيطرته، وهو أسلوب اتبعه التنظيم قبل العام 2013.
قد يهمك: دعوة أممية لإعادة أسر داعش في سوريا إلى بلدانهم
وكانت قد تزايدت في فترة سابقة؛ التقارير الأمنية والبحثية التي تحذر من تصاعد العنف والإرهاب في إفريقيا، حيث ذهب بعض المراقبين إلى الإشارة بأن إفريقيا ستصبح الساحة الأكثر عنفا وجذبا لـ"الجهاديين".
وتشهد منطقة الساحل والصحراء الإفريقي اضطرابات أمنية متزايدة؛ وتؤكد دراسات وتحليلات عديدة على أن وتيرة العنف وحالة عدم الاستقرار الأمني بهذه المنطقة مرشحة لمزيد من التصعيد نظرا لتوافر جملة من الأسباب والشروط والظروف، مع تزايد حدة التنافس الدولي على ثروات القارة الإفريقية.
ماذا يعني اللجوء إلى إفريقيا؟
الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي؛ منير أديب، كان قد أشار في حديث لـ "روزنة" إلى إمكانية ظهور تنظيم إرهابي آخر أكثر قسوة مما كان عليه "داعش"، كما رجح بإمكانية أن ينشط التنظيم في مناطق من القارة الإفريقية؛ منها ليبيا التي تشهد صراع مسلح وتواجد تنظيم داعش؛ فضلاً عن النشاط في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية.
بينما رأى الباحث والخبير في شؤون الجماعات الجهادية؛ حسن أبوهنية خلال حديث لـ "روزنة" أن طبيعة تكتيكات تنظيم داعش اختلفت بعد هزيمتهم في الباغوز، "منذ لم يعد يسيطر على الأرض بات يعتمد على حرب العصابات".
واعتبر أبوهنية أن للتنظيم خطة وإعادة هيكلة تقوم على عدم قيام بعمليات تحتاج قوات كبيرة و إنما يتبع تكتيكات تعتمد على العبوات الناسفة والكمائن والقنص؛وفق تعبيره.
من جهته أشار الباحث عمرو فاروق إلى أن التنظيم الإرهابي لديه مصادر تمويل عدة، ومن بينها العملة الرقمية "البيتكوين" والذهب الخام، ما يمكنه من استعادة قوته خلال الفترة المقبلة.
قد يهمك: ما أسباب استهداف الولايات المتحدة لـ "حراس الدين" بعد "داعش"؟
وأوضح بأن "داعش" يجيد الاتجار بالعملة الرقمية "البيتكوين"، كما أن التنظيم كان استحوذ على كميات كبيرة من الذهب الخام التي استولى عليها من المناجم السورية والعراقية، فضلاً عن تمكنه من الاحتفاظ بكميات من الأموال التي حصل عليها نتيجة الاتجار في المواد النفطية، وقام بتحويل عائدها لبعض دول أوروبا، عبر وسطاء، وذلك بعيدا عن التجميد والمصادرة.
هذا وقد كشف تقرير صادر عن المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة، يوم أمس الأربعاء، بأن الجهود المبذولة لإلحاق هزيمة دائمة لـ "داعش" في خطر، بسبب الصعوبات في تقديم نساء التنظيم إلى المساءلة والمحاكمة.
وأكد التقرير أن "الوضع خطير"، محذرا من قلة عدد النساء من داعش اللاتي يتعرضن للمساءلة، حيث أن العديد من الدول مترددة في إعادتهن إلى أوطانهن، ووفقاً للتقرير، الذي شمل 80 دولة من أعضاء الأمم المتحدة، فإن هناك حاجة ملحة لتدريب وبناء القدرات القضائية على الأساليب التي تراعي الفروق بين الجنسين في التحقيقات والملاحقات القضائية، وأنه من الصعب تحديد عدد النساء من أعضاء داعش اللواتي حوكمن أو يمكن اتهامهن بارتكاب جرائم، وأن المعلومات الدقيقة عن مصير النساء العائدات إما غير متوفرة أو متاحة جزئيا فقط.
الكلمات المفتاحية