"عم بيبعوا تيابهن"... جديدة الفضل تواجه الجوع وكورونا وحيدة

جديدة عرطوز الفضل
جديدة عرطوز الفضل

أخبار | 13 يوليو 2020 | إيمان حمراوي

بعد تفشي فيروس كورونا في سوريا منذ آذار الماضي، تدهورت الأوضاع المعيشية بسبب القيود، التي فرضتها حكومة النظام السوري على كافة المناطق الخاضعة لسيطرتها، في إطار مكافحة الفيروس، لكن المعاناة كانت في أوجها ضمن المناطق التي فُرض عليها الحجر الصحي، إذ أغلقت كافة منافذها، واضطر أهلها لمواجهة الظروف القاسية والغلاء، وكان "برنامج الأغذية العالمي" صرّح أن إجراءات العزل ضاعفت الأسعار بنسبة 200 في المئة في أقل من عام.


"بعض أهالي الجديدة وصل الحال بهم لبيع ملابسهم وملابس أطفالهم ومقتنياتهم الشخصية من أجل سد رمق العيش" يقول أبو محمد، 65 عاماً من أهالي جديدة الفضل بريف دمشق لـ"روزنة"، وذلك بعدما ساء الوضع المعيشي فيها نتيجة العزل، الذي فرضته حكومة النظام السوري على المنطقة جراء تفشي فيروس كورونا منتصف الشهر الفائت، إضافةً إلى تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا عموماً.

ويضيف أبو محمد، "منذ عزل المنطقة ارتفعت الأسعار بشكل مضاعف، دواء الضغط الذي كنت أشتريه بألف ليرة أصبح سعره الآن 4 آلاف،  الوضع كارثي والناس أصبح وضعها المعيشي على شفا حفرة، الكثير منهم لا يجدون ثمن لقمة الخبز".

في الـ 20 من شهر حزيران الفائت أعلنت  وزارة الصحة لدى حكومة النظام السوري فرض الحجر الصحي على منطقة جديدة الفضل التابعة لمحافظة القنيطرة، جراء تفشي الفيروس بعدما شهدت حالة وفاة لامرأة سبعينية قالت الوزارة إنها كانت تعاني من مشاكل قلبية وكلوية والضغط والسكري.

اقرأ أيضاً: عزل منطقة جديدة في سوريا بعد تسجيل 11 إصابة بكورونا

 سمر، 28 عاماً، تعرب لـ"روزنة" عن خوفها وخوف أهالي الجديدة بسبب انعدام الأمان "الجديدة ماعاد تنسكن، كلها سرقات وتشليح، صرنا نخاف نطلع عالشارع لحالنا"، وتردف "ما حدا مسترجي يطلع لحاله، الأمان لم يعد موجوداً، يضطر الشباب والبنات ومعظم الناس للخروج في مجموعات إن أرادوا قضاء حاجة ما، الوضع لا يُحتمل".

توضح سمر، "انعدام الأمان سببه الفقر والجوع والعزل الذي زاد من المعاناة، حيث تضرّر معظم الناس، لا سيما الأشخاص الذين يعملون في المياومة، والأشخاص العاملون خارج الجديدة، أما الموظفون لدى حكومة النظام والمتقاعدون لا يستطيعون استلام رواتبهم بسبب عدم وجود صرّاف في المنطقة كلها، الناس كلها في الهوا سوا". على حد قولها.
 

أبو محمد يقول وهو موظف متقاعد "أعيش حالياً مما ادخرته سابقاً، لكن إن استمر العزل لا أعرف كيف سأتدبر أموري، السرقات انتشرت مؤخراً بشكل كبير بسبب الجوع، فيما انتشر التسول أيضاً بشكل لم نشهده سابقاً".

أما ليلى 35 عاماً، متزوجة ولديها طفلين، تعيش حالياً وعائلتها من الحوالات،  تقول لـ"روزنة" "لولا إخوتي لمتنا من الجوع، يرسلون بين الحين والآخر حوالة من تركيا إلى أختي في العاصمة دمشق، لترسلها بدورها إلي، نستلمها من أحد العناصر على الحاجز في مدخل المنطقة".

وتشير ليلى إلى أن "ما يزيد الوضع سوءاً هو عدم التزام أهالي جديدة الفضل بالإجراءات الوقائية، الازدحام في كل مكان، لا أحد يتقيد بالمسافة الاجتماعية أو بلبس الكمامات، لكن يرجع البعض ذلك لتردي الوضع المعيشي".

"إحدى جاراتي قالت لي والدموع تنهمر من عينيها، لم يبق معنا ثمن الخبز لنشتري كمامات"، تقول ليلى لـ"روزنة"، وتضيف "فيما رأيت بعض الأهالي يعرضون حاجاتهم ومقتنياتهم المنزلية  للبيع على مجموعات فيسبوك من أجل إطعام أطفالهم".
 

قد يهمك: دمشق: وفاة شاب بفيروس كورونا والسبب مسبح عام

وأعلن محافظ القنيطرة، طارق كريشاتي، خلال لقاء مع صحيفة "الوطن" المحلية نشرته منذ يومين، عن رغبتهم بفك الحجر عن منطقة جديدة عرطوز الفضل بعد نتائج المسحات الأخيرة التي جاءت جميع نتائجها سلبية. مبيناً أنه لم تظهر أي إصابة بكورونا خلال شهر تموز بعد أخذ العينات العشوائية.

وأوضح كريشاتي أنه تمت مخاطبة وزارة الصحة بهذا الموضوع، وإمكانية ترحيل الحالات المصابة إلى مراكز العزل تخفيفاً من الأعباء على أبناء تجمع الفضل، وبخاصة أن كثيراً من السكان يعملون باليومية.

وأشار إلى أنه تم توزيع 5 آلاف سلة غذائية و4 آلاف صحية على الأسر الأكثر احتياجاً، علماً أن المحافظة طالبت بـ11 ألف سلة لجميع أبناء التجمع.

يقول أبو محمد نقلاً عن أصحاب المحال التجارية لـ"روزنة" إن ارتفاع الأسعار في جديدة الفضل بسبب الأتاوة المفروضة على البضاعة من قبل حاجز النظام عند مدخل المنطقة، حيث يأخذ الحاجز 25 ألف ليرة لإدخال البضاعة، فيما إذا احتاج أحد للخروج يستطيع ذلك بدفع 10 آلاف ليرة.
 

وتعتبر منطقة جديدة الفضل قبل فرض الحجر الصحي من المناطق العشوائية، وهي تجمع لنازحي القنيطرة، واستقبلت خلال السنوات الماضية نازحين من مناطق مختلفة مثل دير  الزور وحلب وغيرها. وهي رابع منطقة يفرض عليها الحجر الصحي من بعد بلدة رأس المعرة، وعين منين، والسيدة زينب.

اقرأ أيضاً: الدولار يحتجز السوريات في قفص فيروس الـ كورونا

وكان برنامج الأغذية العالمي، أشار إلى أن التراجع الاقتصادي وإجراءات العزل العام في إطار مكافحة فيروس كورونا، دفعت أسعار الغذاء للارتفاع بنسبة تفوق 200 في المئة في أقل من عام.
 
ووفق الأمم المتحدة، إن أكثر من 11 مليون شخص بحاجة للمساعدة داخل سوريا، و6.6 مليوناً آخرين في الدول المجاورة.

وأعلنت وزارة الصحة لدى حكومة النظام، اليوم الإثنين، تسجيل 23 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع عدد الإصابات المسجلة في البلاد إلى 417، كما تم تسجيل 3 حالات وفاة بفيروس كورونا، ليرتفع عدد الوفيات بالفيروس إلى 19.

وألغت حكومة النظام السوري، حظر التجول الليلي الذي كان مفروضاً من الساعة الـ 7 والنصف مساء حتى السادسة صباحاً في أواخر شهر أيار الماضي، تبع ذلك مجموعة قرارات ألغت خلالها معظم الإجراءات الاحترازية كاستئناف دوام الطلاب وإقامة الصلوات في المساجد بشروط، وغيرها من الأمور التي أعادت الحياة إلى مجراها الطبيعي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق