هل يعود الاقتتال بين "تحرير الشام" و "فاثبتوا" بعد التهدئة المؤقتة؟ 

هل يعود الاقتتال بين "تحرير الشام" و "فاثبتوا" بعد التهدئة المؤقتة؟ 
أخبار | 27 يونيو 2020

مالك الحافظ|| رغم اتفاقات وقف إطلاق النار المعلن يوم أمس الجمعة، بين "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) و جماعة "حراس الدين" التي تتزعم غرفة عمليات "فاثبتوا"، إلا أن ما يحيط بهذه "الاتفاقات الهشة" بين القوى المصنفة على لوائح الإرهاب الدولية، يشي بأن التهدئة بين الجانبين قد لن تصمد لأيام قليلة، بسبب عدة اعتبارات. 


تشير مصادر في إدلب لـ "روزنة" إلى حدوث توترات بين الجانبين سبقت الاقتتال، على خلفية استهداف نائب القائد العام للتنظيم الإرهابي "حراس الدين" (خالد العاروري) من قبل طيران التحالف الدولي، في الأسبوع قبل الماضي، وأعلن التنظيم عن وفاته منذ أيام قليلة. حيث يُرجع قياديين في "الحراس" بمسؤولية هذا الاستهداف لعناصر من "تحرير الشام" الذين كانوا وراء تحديد مكان العاروري.    
  
وعلى جانب مواز من ذلك تبدو الفترة المقبلة أنها مرحلة "تصفيات نهائية" بين القوى الجهادية المتطرفة في الشمال السوري، حيث تسعى الفصائل ذات الدعم الكبير إلى فرض سيطرتها كاملة على المنطقة حتى ولو تطلب الأمر إنهاء باقي الفصائل الأخرى "المتشابهة معها في المنهج". 

اللافت في الاتفاقات المعلنة مساء يوم أمس الجمعة، في مناطق من محافظة إدلب، أن الشروط العديدة التي وضعها كل طرف توحي بأن هذا الاتفاق لن يصمد طويلاً، بل ستعقبه صدامات ميدانية كبرى، لا سيما وأن "تحرير الشام" ترى في تشكيل غرفة عمليات "فتبينوا" إعلان تنافس واضح من قبل الفصائل الجهادية المُؤسّسة للغرفة.

وعقد مندوبون عن "تحرير الشام" و "الحراس" 3 اتفاقيات لوقف الاقتتال بين الطرفين يوم أمس، ونصت الاتفاقات، على وقف إطلاق النار ومنع "حراس الدين" من نشر الحواجز وإخلاء مقراتهم.

قد يهمك: ما أسباب استهداف الولايات المتحدة لـ "حراس الدين" بعد "داعش"؟

الاتفاق الأول كان في منطقة عرب سعيد وسهل الروج غربي إدلب، و نص على وقف إطلاق النار بين الطرفين تضمن أيضاً رفع الحواجز والاستنفار، وكان الاتفاق الثاني في مناطق الحمامة واليعقوبية والجديدة غربي إدلب أيضاً، تضمن إفراغاً فورياً لمقرات "حراس الدين" باستثناء مقر واحد، ومنع نشر الحواجز إلا من قبل إدارة المعابر، أما الاتفاق الثالث شمل مناطق حارم و أرمناز والشيخ بحر وكوكو شمال إدلب.

وسبق الاتفاق إعلان "فاثبتوا" قبولها دعوات وقف القتال ضد "تحرير الشام" لكن بضمانة كتيبتي "جنود الشام" و"أحفاد القوقاز"، لمدة 3 أيام فقط. ثم يجري التفاوض بخصوص المعتقلين واللجنة القضائية المتفق عليها "للنظر في القضايا المثارة"، وعلى رأسها قضيتا القياديين "أبو صلاح الأوزبكي" و "أبو مالك التلي".

ماذا بعد الاقتتال؟

الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن علمية اقتتال العناصر المتطرفة في سوريا هي جزء من الصراع المتواصل الذي كان بين من تنظيم "داعش" و "القاعدة"، وفرعهما داخل آسيا وأفريقيا، وفق قوله.

وأشار فاروق، إلى أن الخلاف المحتدم بين كل من "تحرير الشام القريبة بشدة مع النظام السياسي التركي والداعمة لتوجهاتها وبين تنظيم حراس الدين الموالي لتنظيم القاعدة، يأتي في إطار محاولة الهيمنة والسيطرة على الساحة الجهادية بعد انكماش تنظيم داعش مؤقتا داخل سوريا عقب مقتل الزعيم الروحي للتنظيم أبو بكر البغدادي؛ الذي كان يطمح أن يكون أيقونة الجهاد العالمي كبديل شرعي لأسامة بن لادن الذي قتل عام 2011".

وأوضح أن "عملية الاقتتال الدائرة بين التنظيمات المتطرفة ليست مقتصرة على سوريا فقط، لكنها متواجدة ومشتعلة على الحدود الأفغانية وداخل منطقة الساحل والصحراء بإفريقيا، وفِي نطاق منطقة القرن الافريقي التي أصبحت بيئة خصبة لنمو التنظيمات الإرهابية وفروعها المتعددة".

وأكد بأن الخلاف والصراع داخل الساحة السورية يدفع لبقاء واستمرار "داعش" تحديداً، لكونه يملك الكثير من المقومات  التي تجعله  قادرا على تطوير هيكله التنظيمي، وتجنيد الكثير من العناصر الجديدة في ظل تمركز عناصره داخل مناطق شمال ووسط سوريا.

قد يهمك: تعهدات تركيّة بمنع التصعيد في إدلب… هل تستجيب روسيا؟

ولفت إلى أن معسكرات القتال في سوريا العراق أصبحت بيئة ملهمة لتكوين بؤرة فكرية وتنظيمية جديدة أكثر تطرفا وتشدداً داخل المنطقة العربية. 

هذا وكانت "تحرير الشام" قد أبدت تخوفها بشكل واضح من التأثير على هيمنتها على ما تبقى من محافظة إدلب، عبر الإعلان الذي عممته يوم أمس أيضاً، والذي يتمثل بمنع تشكيل أي فصيل أو غرفة عمليات في مناطق سيطرتها وحصر الأعمال العسكرية في غرفة عمليات "الفتح المبين". 

ونص البيان أن كل من أراد المساهمة في المجال العسكري "فالأبواب مشرعة له ليقوم بذلك عبر غرفة عمليات الفتح المبين". وتضم غرفة عمليات "الفتح المبين" كل من "هيئة تحرير الشام" و "الجبهة الوطنية للتحرير" المنضوية ضمن "الجيش الوطني" المدعوم من أنقرة إلى جانب "جيش العزة".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق