"حزب الله" بنسخة سورية وراء اغتيال قاسم سليماني!

"حزب الله" بنسخة سورية وراء اغتيال قاسم سليماني!
تحليل سياسي | 25 مايو 2020
مالك الحافظ - روزنة|| تشي التصريحات الإسرائيلية بأن عمليات قصفها للأراضي السورية التي تتمركز بها القواعد الإيرانية خلال الأيام القليلة الماضية، بأنها رسالة واضحة تدلل على أن تل أبيب عازمة أكثر من أي وقت مضى على إبعاد النفوذ الإيراني عن سوريا. 

آخر تلك التصريحات جاءت على لسان رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن قواته ستتصدى للمحاولات الإيرانية لنقل أسلحة إلى سوريا أو لتطوير أسلحة هناك، مؤكداً على أن أي محاولات لإيران من أجل التموضع في سوريا، ستقابل بحزم، وفق وصفه.

ويتصل ذلك التهديد بما كان وجهه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال زيارته إلى "إسرائيل" -مؤخراً- حيث اتهم إيران خلال الزيارة، بتحريك الإرهاب، في الوقت الذي يتفشى وباء فيروس "كورونا المستجد" حول العالم.

الكاتب والباحث السياسي عصام زيتون، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن الضربات الإسرائيلية ستستمر وتتكرر كلما دعت الحاجة الأمنية الإسرائيلية ذلك، مشيراً إلى أن أي موقف روسي متخبط تجاه الضربات الإسرائيلية ضد النفوذ الإيراني ينبع من عدة عوامل، يتمثل أولها في الرغبة بعدم الظهور بمظهر العاجز عن فعل شيئ تجاه هذه الغارات؛ لا سيما أن منظومة "إس 400" قد أثبتت فشلها وعجزها وقد تم اختراقها والتشويش عليها إسرائيلياً؛ وذلك في الهجوم الذي أدى إلى إسقاط أحدث طائرة استطلاع روسية في محيط مطار حميميم المحمي من قبل روسيا بواسطة منظومة "إس 400".

اقرأ أيضاً: تقليم أظافر إيران في سوريا مستمر… ما هو رد طهران؟

وتبقى احتمالات أي انسحاب إيراني سريع من سوريا -أمراً غير واضح المعالم حتى الآن-، رغم أن هناك ضغوطاً اقتصادية مباشرة على إيران من ناحية، و كذلك هناك ضغوط سياسية في مناطق نفوذها من ناحية ثانية، فضلاً عن الأزمات الجديدة المتلاحقة سواء الاقتصادية المتعلقة بـ "كورونا"، أو ازدياد الضربات الإسرائيلية المتوسع مداها في مناطق مختلفة من سوريا، و اقتراب تطبيق قانون "قيصر" من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيضيق الخناق كثيراً على إيران بحكم أنها حليفة الأسد والمؤثر السلبي الرئيسي على الاستقرار في سوريا. 

"حزب الله" بنسخة سورية؟

في سياق متصل، كان مسؤول عسكري إسرائيلي سابق، كشف يوم السبت الفائت عن إحباط حكومته خطة إيرانية لقائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني للسيطرة على مرتفعات الجولان السوري المحتل. 

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال غادي آيزنكوت، إن سليماني "كان يخطط لبناء قواعد جوية في سوريا، وجلب 100 ألف مقاتل شيعي من باكستان وأفغانستان إلى مرتفعات الجولان جنوب سوريا، لكنه لم ينجح بذلك".

و في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل هايوم"، ذكر آيزنكوت بأن "سليماني كان يخطط لأهداف رئيسية في الشرق الأوسط من بينها، الحفاظ على جعل حكم آيات الله قويا وتحقيق الهيمنة الإقليمية في الشرق الأوسط، والحصول على الأسلحة النووية"، لكنه ورغم مقتل سليماني لا يبدو أن "إسرائيل" نجحت تماماً في القضاء على هدف إيران في تشكيل نسخة سورية من "حزب الله" بالقرب من أراضي الجولان السورية المحتلة.

الكشف الإسرائيلي الأخير يتسق مع معلومات أولية كان نشرها تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية نهاية شباط الماضي، لفت إلى قلق يساور "الجيش الإسرائيلي" من نشاطات لـ"حزب الله" في الطرف السوري من هضبة الجولان المحتلة، يهدف إلى "تعزيز تأثير ونفوذ الحزب في تلك المنطقة"، حتى بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني (مطلع شهر كانون الثاني الماضي).

وبحسب التقرير، فإن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية" لا ترصد تغييرا في نوايا المحور الإيراني لتصعيد عمليات عسكرية ضد إسرائيل، لكن "الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية" يقدران أنه "من المحتمل أن تسعى إيران إلى تنفيذ محاولات للرد على القصف الإسرائيلي الأخير لمطار دمشق، من خلال إطلاق صواريخ وقذائف باتجاه إسرائيل".

اقرأ أيضاً: هل أصبحت روسيا في مأزق مع إسرائيل بسبب حزب الله؟

الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، حسن راضي، كان قال في حديث لـ "روزنة" أن إيران بإمكانها تكوين عدة نسخ من "حزب الله" اللبناني (أقدم أذرع إيران في المنطقة)؛ سواء كانت النسخة سورية أو في أي منطقة عربية يمتد إليها النفوذ الإيراني، على غرار الأحزاب و القوى التابعة لإيران في كل من العراق واليمن. 

وأشار راضي إلى أنه "في ظل عدم وجود مشروع عربي واضح لمواجهة النفوذ الإيراني ومشاريعه في المنطقة، فإن تشكيل نسخة جديدة من حزب الله اللبناني في سوريا هو أمر ممكن ما دام يرتبط هذا التشكيل بمشروعها التوسعي".

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها؛ في نهاية العام الماضي، اطلع عليه موقع راديو "روزنة" أن الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في سوريا نجحوا في إرساء الأساس لجبهة إيرانية ثانية مع إسرائيل بالقرب من مرتفعات الجولان السوري المحتل، و لتكون نسخة محدثة عن الجبهة الأولى في جنوب لبنان التي يتولاها "حزب الله".

في حين كان أفاد مصدر لبناني لـ "روزنة" -في وقت سابق- بأن مساعي تشكيل نسخة سورية من "حزب الله" سيكون لها تبعات عدة وتشير في الوقت ذاته إلى عدة معاني؛ يتمثل أولها بأن طهران ترسل رسائلها المباشرة والمتعددة الجهات والتي تؤكد فيها على صعوبة تحجيم نفوذ طهران في المنطقة خلال الفترة المقبلة، فضلا عن أن ذلك يعني بحال من الأحوال استعداد أذرعة إيران لرفع مستوى المواجهات لمرحلة أعلى ولكنها لن تكون على المدى القريب بالخطورة الشديدة. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق