روزنة|| أنكر أنور رسلان (الضابط السابق في مخابرات النظام)، خلال جلسة محاكمته اليوم الاثنين في ألمانيا، جميع التهم المنسوبة إليه بتعذيب المعتقلين السوريين في فرع أمن الدولة بدمشق (فرع الخطيب -251) حينما كان رئيساً لقسم التحقيق فيه بين عامي 2011 و 2012.
ونفى رسلان التهم، التي يحاكم بسببها في محكمة كوبلنز الألمانية، بل وصل نكرانه حتى أنه نفى وجود أي تعذيب للمعتقلين جملة وتفصيلاً في الفرع 251.
مصادر "روزنة" قالت إن جلسة اليوم كانت للاستماع لإفادة الدفاع المسؤول عن الترافع لأنور رسلان، في حين ستقام جلسة أخرى غداً يستمع فيها إلى الشهود السوريين، الذين جرت عملية تعذيبهم في معتقل الفرع 251 خلال فترة تواجد رسلان.
وحول ذلك قال المحامي السوري ميشيل شماس إن إفادة رسلان يتبين أنها تأتي في سياق الدفاع عن النظام السوري والأجهزة الأمنية التابعة له، مشيراً إلى أن إنكار رسلان وجود التعذيب في الأفرع الأمنية وغياب وسائل التعذيب فيها، يتقاطع تماماً مع التصريحات، التي يكررها رئيس النظام السوري بشار الأسد حول نفي وجود تعذيب في الفروع الأمنية بسوريا.
وتابع "لقد شاهدت منذ آذار 2011 آثار التعذيب على معتقلين خرجوا من فرع 251، فمن عذّب هؤلاء المعتقلين يا ترى؟ ألم يكونوا محتجزين في فرع الخطيب؟ أم أن رسلان يرى أن المعتقلين قد عذبوا بعضهم ليلصقوا التهمة بالأمن زوراً وبهتاناً".
وكان المحامي أنور البني ذكر على صفحته على "فيسبوك" في وقت سابق اليوم، أن أنور رسلان في معرض رده على التهم الموجهة له، وإلى جانب نفيه المسؤولية عن قيامه بالتعذيب للمعتقلين، بل نفى أن يكون هناك تعذيب أساساً بالفرع 251.
اقرأ أيضاً: هل تُحقق محاكمة أنور رسلان العدالة لضحاياه؟
وأضاف في منشوره "بل ونفى أن يكون هناك شبح للمعتقلين بسبب أن سقف الفرع عال حسب قوله، وقال أنه لا يوجد لديهم سلاسل ولا أدوات لتعذيب المعتقلين، وكل ما يُذكر أن المعتقلين تعرضوا للتعذيب بالفرع هو كذب وافتراء، وأفاد كذلك بأن الفرع 251 قبل 2011 كان كمدرسة جميلة للتثقيف لا يمارس فيه أي تعذيب أو ضغط أو ترهيب".
وأكمل "هذا جزء من إفادة قدمها المحامين المكلفين بالدفاع عنه اليوم بالمحكمة مؤلفة من أكثر من أربعين صفحة، ومن الواضح جداً أن هذه الإفادة هدفها الدفاع عن نظام الإجرام والقتل، ولنفي أي جرائم تعذيب، أو قتل تجري بالأفرع الأمنية التابعة له".
و قد تتجاوز المسؤولية المباشرة للضابط في المخابرات العامة السورية أنور رسلان، مقتل ما لايقل عن 58 معتقلاً، وتعذيب أكثر من 4 آلاف معتقل، احتجزتهم جدران الفرع 251 أو ما يعرف بـ "فرع الخطيب" بمدينة دمشق، غير أن إجراءات محاكمة رسلان في مدينة كوبلنس الألمانية قد يترقبها آلاف من السوريين، الذين ذاقوا مرارة تلك التجربة، بنظرة تختلف عن باقي السوريين المنتظرين لتجريم رسلان كواحد من أدوات النظام التي ارتكبت جرائماً ضد الإنسانية بحق المعتقلين السوريين.
محاكمة رسلان، التي يعقد عليها الكثير من السوريين الآمال بأن تكون خطوة أولى لتطبيق العدالة بحق مرتكبي الجرائم والانتهاكات في سوريا، يُنظر إليها من زاوية أخرى بعض ممن واجه مآسي الاعتقال من تعنيف جسدي ونفسي بشيء من الغبن؛ بسبب شكل المحاكمة التي يلقاها رسلان وهو الذي كان في سوريا خلال عامي 2011-2012 يتسلم أحد أقسى الفروع الأمنية، التي تتولى تعنيف المعتقلين، وتوجه لهم التهديد بالتصفية، وكثير منهم ممن لم تكن عائلته تملك المال يلقى أغلظ الأيمان بأن يمضي بقية عمره في المعتقل بمقابل اختفاء مصيره بشكل تام عن ذويه.
الكلمات المفتاحية