أكّد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أنّ الولايات المتحدة لا تسعى إلى انسحاب روسيا من سوريا.
وأوضح جيفري في مؤتمر صحافي، أمس الخميس، أنّ روسيا هناك منذ 30 عاماَ ولديها علاقات طويلة الأمد مع سوريا، "ونحن لا نعتقد أنّ هذا أمر جيد بالنسبة للمنطقة أو روسيا ذاتها، لكننا لا نتبع مثل هذه السياسات".
وأضاف جيفري أنّ الولايات المتحدة تسعى إلى عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحرب، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انسحاب كل القوات الأجنبية التي دخلت سوريا، مشيراً في ذات الوقت إلى أن تقديم تنازلات كبيرة لروسيا فيما يخص التسوية السورية أمر غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة.
وأردف أنهم يهتمون أكثر بانسحاب إيران والقوات التي تحت قيادتها في المنطقة.
اقرأ أيضاً: غليان وتهديد بالتصعيد... تورط إيراني في درعا
المحلل السياسي المتخصص بالشأن الروسي، الدكتور محمود الحمزة، قال لـ"روزنة" حول تصريح جيفري، إن هناك تفاهماً روسياً أميركياً عاماً حول مستقبل سوريا، وإن التدخل العسكري الروسي في البلاد كان منذ البداية بضوء أخضر أميركي، رغم الانتقادات المتبادلة على الإعلام بين الطرفين والتي تشوّه من الحقيقة.
وأشار الحمزة إلى أن إسرائيل أيضاً جزء من الاتفاق الروسي الأميركي، وما يثبت ذلك القمة الأمنية الثلاثية التي جرت بين إسرائيل وروسيا وأميركا منذ أكثر من عام في القدس، والتي كانت قبل انعقاد مؤتمر قمة العشرين في اليابان عندما التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويرى المحلل السياسي أنّ دور أميركا في سوريا كان من خلال إدارة الأزمة، وعدم سماحها لأحد بالانتصار، والحفاظ على وجود الحرب والقتال والتدمير بشكل دائم، وكانت روسيا وسيلة أميركا بتنفيذ تلك الجرائم، فهي باعتقاده متورطة في حربها بسوريا بدافع أميركي.
ويردف: "تلعب القيادة الروسية في سوريا دور المخدّم للمصالح الأميركية والإسرائيلية، وما يؤكد ذلك أن إسرائيل تقصف المواقع الإيرانية بكل حرية، ولا أحد يعترض، ويُعتبر هذا نقطة من نقاط التفاهم، وهي ضرب المواقع الإيرانية في سوريا، لأن هذا طلب إسرائيلي، تدعمه واشنطن علناً، بينما تدعمه موسكو ضمناً".
واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس ما قبل الماضي، وللمرة الرابعة خلال الشهر الفائت، مواقع لقوات النظام وإيران في سوريا.
كما استهدف القصف الإسرائيلي قبل ذلك بأيام مواقع ومقرات تابعة للقوات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني، ضمن المنطقة الممتدة من الكسوة حتى صحنايا في ريف دمشق الجنوبي الغربي، ما أسفر عن مقتل 4 إيرانيين و3 مدنيين بينهم طفل، وفق المرصد السوري.
الكلمات المفتاحية