غليان وتهديد بالتصعيد... تورط إيراني في درعا

غليان وتهديد بالتصعيد... تورط إيراني في درعا
أخبار | 07 مايو 2020
مالك الحافظ - روزنة|| تزداد مخاوف أهالي محافظة درعا، من عملية عسكرية مرتقبة تشنها قوات النظام السوري بحجة البحث عن قوائم مطلوبين كانوا يتبعون في غالبهم سابقاً للمعارضة المسلحة، و الذين أبرموا اتفاق تسوية برعاية روسية في تموز 2018، شارف موعد تمديده الأخير على الانتهاء. 

وفي الوقت الذي ارتفعت فيه وتيرة الأنباء القائلة بتوافد حشود كبيرة تقوم بها قوات النظام السوري خلال اليومين الماضيين للسيطرة على مناطق في ريف درعا الغربي -بالتحديد- ومناطق أخرى من المحافظة، تحت ذريعة ضبط الوضع الأمني، هاجم مسلحون في درعا، صباح اليوم الخميس، عناصر تابعة للفيلق الخامس المدعوم روسياً، على طريق بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، حينما كانوا يتجهزون لاقتحام بلدة المزيريب.

مصادر محلية أشارت مؤخراً إلى وصول تعزيزات عسكرية لمدينة إزرع بريف درعا، ضمت سيارات دفع رباعي وعناصر من "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد،  و عناصر تابعة لـ"حزب الله" اللبناني، وسيارات تحمل مضادات أرضية وأعداداً من المجندين في صفوف قوات النظام السوري.

وأشارت إلى أن تلك القوات عززت حواجزها ومقراتها المنتشرة في ريف درعا الغربي ومحيط مدينة طفس، وسط استنفار كبير منذ أيام، بينما وصلت تعزيزات أخرى إلى ريف درعا الشرقي وبالتحديد إلى اللواء "52" بالقرب من مدينة الحراك، وشملت آليات وناقلات جند.

تورط إيراني؟

الكاتب وأستاذ العلوم السياسية، د.نصر فروان (من محافظة درعا)، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن التحشيدات العسكرية  لقوات النظام السوري ليست هي الأولى خلال الفترة الحالية، مقللاً من شأن خطوة قوات النظام الأخيرة، على اعتبار أنهم هددوا بحملة عسكرية واسعة سابقاً، على خلفية مقتل ضابطين برتبة عقيد من عناصر اللواء 52 التابع لها في مدينة الحراك قبل أسابيع. 

وتابع حول ذلك "الوجهاء في المدينة عقدوا اجتماعاً لمناقشة التطورات الأخيرة، وقاموا بتوجيه تحذير لقوات النظام من الهجوم على المدينة، مؤكدين على أن الهجـ.وم سوف يقابله تصعيد شعبي وهـ.جمات مضادة". 

اقرأ أيضاً: مفاوضات بين المعارضة والروس في طفس 

وأردف "قبلها أيضاً شهدت مدينة الصنمين أحداث مماثلة وفي الريف الغربي أيضاً، إلا أن الشرطة العسكرية الروسية كانت تتدخل وتحتوي التوتر وتحافظ على الوضع الأمني". 

ورأى فروان أن الجنوب السوري في حالة غليان لأسباب عديدة؛ منها تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر والبطالة، وكذلك عدم الالتزام ببنود الاتفاقية الخاصة بعملية التسوية التي وقعت بإشراف وضمانة روسيا، بخاصة بما يتعلق بالوجود الإيراني وزيادة القبضة الأمنية والاعتقالات والاغتيالات. 

وختم بالقول "كل ذلك ولّد حالة من الغضب تنذر بتفجر الأوضاع، والسؤال هنا هل النظام يستوعب الدرس و ينكفأ، أم يتورط من جديد في حوران؛ حيث النتائج ستكون كارثية… باعتقادي النظام لن يتورط إلا إذا تم توريطه من قبل إيران التي تسعى إلى خلط الأوراق والهروب إلى الأمام، وهنا أؤكد بأنه إذا ما انفجرت الأوضاع في الجنوب سيكون هناك تداعيات كبيرة وتحولات حادة وربما تدخل دولي وإقليمي".

الوضع معقد للغاية!

من جانبه رأى الصحفي السوري، فراس اللباد، (من محافظة درعا) بأن الوضع في الجنوب السوري بات معقداً للغاية؛ في ظل عدم تواجد قوى عسكرية من المعارضة وقيادة واضحة لتلك القوى؛ بعد انهيار كامل للفصائل في درعا، منذ تسليم المنطقة باتفاق روسي، وفق تعبيره. 

وأضاف "لا نستبعد أبداً قيام النظام بأي عمل عسكري؛ لأن المنطقة فارغة من الجيش الحر ولم يبقى إلا بعض العناصر السابقين في الجيش الحر الذين رفضوا الخضوع لأي اتفاق أو أي تسوية في درعا، يقومون ببعض العمليات العسكرية البسيطة ضد النظام؛ وكل ذلك من أجل حماية الجنوب وأهله من انتهاكات النظام وعناصره تجاه المدنيين؛ من اعتقالات عشوائية وعمليات خطف وابتزاز".  

فيما استبعد اللباد أن يكون هناك أي موقف للروس حيال التهديدات الأخيرة لقوات النظام؛ على اعتبار أن الروس يطمحون إلى السيطرة الكاملة على المنطقة وعودة الهدوء إليها من أجل تحقيق مصالحها بكامل الأراضي السورية، بحسب رؤيته. 

قد يهمك: درعا و شرق الفرات… مناطق ساخنة خلال الشهور المقبلة؟

وأضاف بالقول أن "الجميع يعلم بأن روسيا تدافع عن المسمار الأخير لها في المنطقة وفي سوريا خاصة… لم يقدم الروس أي شيء مثلما وعدوا بضمان طرف النظام وحماية المدنيين، رأينا مافعله النظام في مدينة الصنمين مؤخرا لم يقدم الضامن الروسي أي حماية لأحد ابدا، النظام يفعل ما يريد في كامل الأراضي السورية والجميع يشاهد دون أن يحرك أحد أي ساكن، الجميع يبحث عن مصالحه على أكتاف ودم الشعب السوري".   

وحول موقف الفيلق الخامس في درعا وهو المدعوم من روسيا وقاتل لصالح قوات النظام في وقت سابق بمناطق الشمال، اعتبر اللباد أن الفيلق الخامس لن يكون له أي دور خلال التطورات الأخيرة بسبب أنه محكوم بجهة النظام والطرف الروسي، لافتاً إلى أن الفيلق يحمي النظام ولا يستطيع أن يقدم للمنطقة أي دفاع ولا أي حماية للمدنيين. 

وأكمل "الفيلق الخامس يدخل مع النظام في القتال واللعب على عملية التفاوض مع العناصر التي تقاتل في المنطقة؛ بحكم أن الفيلق ومن فيه يعرف الجهة التي تقاتل بشكل مباشر، ويعمل على التفاوض بدعم روسي وضمانات الخروج إلى إدلب أو أي منطقة أخرى كما فعلوا مع العناصر من الجيش الحر في الصنمين، لذلك الفيلق لا يعول عليه في أي أمر سوى تجنيد الشبان من أبناء المنطقة للقتال مع النظام في مناطق سورية أخرى".

و كان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رصد اليوم الخميس تحشيدات عسكرية ضخمة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف درعا لليوم الثاني على التوالي، حيث جرى استقدام تعزيزات عسكرية جديدة إلى تل الخضر وحاجز السرو وطريق عتمان واليادودة بريف درعا الغربي، في ظل استمرار التوتر داخل المزيريب وسط مخاوف من عملية عسكرية مرتقبة لقوات النظام بغية اعتقال قيادي سابق لدى الفصائل قتل 9 عناصر منهم قبل أيام.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق