استمرار الفلتان الأمني في عفرين… ما مستقبل التفجيرات الإرهابية؟ 

استمرار الفلتان الأمني في عفرين… ما مستقبل التفجيرات الإرهابية؟ 
أخبار | 29 أبريل 2020
مالك الحافظ - روزنة|| اتهامات مختلفة الأوجه طالت جهات عدة منذ بعد ظهيرة الثلاثاء، إثر الهجوم الدموي الذي أودى بحياة أكثر من 40 مدني وأكثر من 60 جريحاً، إلى جانب مقتل عدة مقاتلين يتبعون الفصائل المدعومة من أنقرة. 

تضاربت التحليلات حول أسباب ودلالات التفجير الإرهابي الذي دوى في مدينة عفرين التي سيطرت عليها تركيا منذ عام 2018 ضمن إطار عملية عسكرية أطلقت عليها أنقرة -آنذاك- "غصن الزيتون"، حيث تتعدد أصول الفصائل المحلية المتواجدة في منطقة عفرين بالكامل، في الوقت الذي يسعى فيه فصيل "السلطان مراد" إلى فرض سيطرته على مدينة عفرين بشكل كامل خلال الآونة الأخيرة، بحسب ما أفادت به مصادر لـ "روزنة"، وهو الأمر الذي قد يفسر حالة التردي الأمني التي وصلت إليها المنطقة مقابل عمليات فرض النفوذ بين تلك الفصائل.

المحلل السياسي، قحطان عبد الجبار لم يستبعد خلال حديث لـ "روزنة" أن يكون النظام السوري و عبر عملائه المنتشرين في المنطقة؛ هو الذي قد يكون وراء التفجير الإرهابي، وأضاف "هذا التفجير لم يكن الأول ولن يكون الأخير طالما أن هناك تنظيمات إرهابية تعيث فسادا في المنطقة، بالاضافة إلى الدور الرئيسي للنظام في نشر الإرهاب في كافة المناطق الخارجة عن سيطرته في الشمال". 

عبد الجبار لفت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مشاريع سياسية؛ ما يدفع للاستدلال وفق رأيه بأن هذا التفجير يأتي للقول بأن هذه المناطق  ليست آمنة؛ "ويجب أن تكون هناك قوات تتبع لهذا المشروع أو ذاك". 

فيما اعتبر أن تشرذم الفصائل المحلية هناك وعدم وجود أجهزة أمنية حقيقية يتسبب بحالة من الفوضى والاستهتار في مناطق كثيرة تتبع لـ "غصن الزيتون" وغيرها. 

هل فعلا يستطيع "داعش" العودة بسبب عملية "نبع السلام"؟

وشدد عبد الجبار على وجوب إعادة الهيكلة للفصائل المنتشرة في المنطقة؛ و كذلك الأجهزة الأمنية، وضرورة جلب الضباط المختصين عسكرياً و أمنياً ووضعهم في موضع القرار و المسؤولية.

وختم بالقول "الواقع الآن مزري جداً فيما يتعلق بكل مفاصل الأمن والعسكر، سواء لدى الشرطة المدنية أو العسكرية أو الفصائل؛ لا يوجد هناك حقيقة أي مرجعية أو إدارة موحدة، فلكل فصيل قسم أمني خاص به وقسم قضائي".  

​تصعيد عسكري جديد؟ 

الصحفي آرين شيخموس، وفي معرض تعليقه على احتمالات نشوب عمل عسكري في محيط المنطقة صوب المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرقي سوريا، بعد التفجير الأخير الذي اتُهمت قوات "قسد" بالوقوف وراءه، رأى أن أنقرة إذا ما أرادت التحرك صوب الشرق من مناطق نفوذها فإنها لن "تحتاج للذرائع والمبررات"، مستذكراً العمليات العسكرية التركية في المنطقة سواء في عفرين، أو العملية الأخيرة المسماة تركياً "نبع السلام" (تشرين الأول 2019) حيث سيطرت تركيا على منطقتي رأس العين و تل أبيض. 
 
ورأى شيخموس أن تركيا تسعى لتعمق نفوذها أكثر في مناطق شرق الفرات، وتصل إلى أبعد ما وصلت إليه خلال حملتها العسكرية الأخيرة التي استهدفت فيها مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد". 

روسيا تعزز وجودها في القامشلي

وفي سياق مواز أشار الصحفي الكردي السوري إلى أن الوضع الكردي الداخلي يتجه نحو التصالح، ما يرجح وفق رأيه تغييرا في مواقف بعض الدول المتدخلة في الشأن السوري وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا تجاه النفوذ التركي في مناطق شرق الفرات. 

وكانت وزارة الدفاع التركية، وجهت يوم أمس أصابع الاتهام لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبر العمود الفقري لقوات "قسد"، بينما ردت الأخيرة في بيان لها اليوم الأربعاء بتحميل أنقرة مسؤولية التفجير الإرهابي، وكتب مظلوم عبدي قائد "قسد" على تويتر، يصف الانفجار الذي وقع في عفرين، أن هذا "العمل الإجرامي" هو نتاج سياسة الدمار التي انتهجها "الاحتلال التركي" وفصائله في عفرين، حسبما وصف القائد الكردي. 

هذا وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب؛ منظمة إرهابية على صلة مباشرة بحزب العمال الكردستاني التي تحاربهم أنقرة منذ سنوات وتصنفم على لوائح الإرهاب لديها.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق