تقارير | 7 11 2023

صرح مسؤولون عسكريون تابعون للنظام السوري وروسيا أن القوات العسكرية من كلا الجانبين نفذت أكثر من 230 غارة جوية روسية، وما يزيد عن 900 مهمة نارية بالمدفعية والصواريخ على محافظة إدلب، خلال شهر، رداً على استهداف الكلية الحربية بحمص في 5 تشرين الأول الماضي.
جاء ذلك في بيان مشترك، اليوم الثلاثاء، لمدير الإدارة السياسية في قوات النظام السوري اللواء حسن سليمان ورئيس مركز التنسيق الروسي في دمشق والمنطقة الوسطى اللواء فاديم كوليت.
وقال سليمان في المؤتمر الصحفي المشترك الذي نقلت نصه وكالة "سانا": "بالتنسيق مع القوات الروسية الصديقة العاملة في سوريا، أطلقت سلسلة من العمليات النوعية والضربات المركزة التي استهدفت التنظيمات الإرهابية المجرمة التي ارتكبت الاعتداء الإرهابي على الكلية الحربية بحمص، في الخامس من الشهر الماضي".
اقرأ أيضاً: إدلب: مقتل وإصابة كادر طبي بصاروخ موجه.. وقصف جوي مستمر
وزعم سليمان أن العمليات المشتركة للجانبين أدت إلى تدمير جميع المواقع والمقرات المستهدفة، "ومن ضمنها مستودعات الذخيرة والعتاد، والقضاء على مئات الإرهابيين".
وكشف ورئيس مركز التنسيق الروسي اللواء فاديم كوليت عن تنفيذ أكثر من 230 غارة جوية من قبل الطيران الروسي، إضافة إلى ما يزيد عن 900 مهمة نارية من قبل المدفعية الروسية والتابعة لقوات النظام السوري.
وادّعى كوليت أن تلك المهام استهدفت "مواقع للتنظيمات الإرهابية، تم خلالها القضاء على 200 إرهابي بينهم 34 من المتزعمين و15 خبيراً من جنسيات أجنبية وإصابة 450 آخرين وتدمير 1125 هدفاً".
استهدفت المدنيين
أعلنت منظمة "الدفاع المدني" (الخوذ البيضاء)، في الأول من شهر تشرين الثاني الجاري، أن قوات النظام السوري وروسيا شنت خلال شهر تشرين الأول الماضي 287 هجوماً مدفعياً وصاروخياً وجوياً على مناطق مختلفة من محافظة إدلب وريف حلب الغربي.
وأشار التقرير الصادر عن "الدفاع المدني" إلى أن حملة القصف التي استمرت شهراً تسببت بمقتل 66 "مدنياً"، بينهم 23 طفلاً و13 امرأةً، وإصابة أكثر من 270 شخصاً، بينهم 79 طفلاً و47 امرأة، و 3 متطوعين في الدفاع المدني السوري.
وذكر "الدفاع المدني" أن من بين تلك الهجمات 160 هجوماً مدفعياً، وأكثر من 70 هجوماً صاروخياً، استخدم فيها مئات القذائف المدفعية والصواريخ، إضافة إلى 30 هجوماً جوياً من الطائرات الحربية الروسية.
قد يهمّك: "ذاكرتنا مثقلة بالمآسي".. أهالٍ في إدلب يخشون على أطفالهم أثناء الدوام المدرسي
وأوضح التقرير أن 9 من تلك الهجمات كانت بالأسلحة الحارقة المحرمة دولياً، وهجوماً واحداً بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً أيضاً، وهجومين بصواريخ موجهة، وهجوماً بصاروخ أرض أرض بعيد المدى.
ووثقت منظمة "الدفاع المدني" في تقريرها استهداف أكثر من 13 مدرسة، خلال حملة القصف، إضافة إلى تعرض أكثر من 7 مرافق طبية للاستهداف المباشر ما أدى إلى أضرار مادية مباشرة، واستهداف 5 مساجد، و5 مخيمات و5 أسواق شعبية و4 مراكز للدفاع المدني السوري، بينها مركز لصحة النساء والأسرة، ومحطة كهرباء، و 3 محطات مياه، و3 مزارع لتربية الدواجن.
ووفق التقرير، ارتكبت قوات النظام السوري 3 مجازر، أولها الخميس 5 تشرين الأول، عبر قصف صاروخي استهدف منزلاً سكنياً لعائلة مهجرة، شمال بلدة كفرنوران في ريف حلب الغربي، تسبب بمقتل 5 مدنيين من عائلة واحدة (امرأة مسنة مقعدة وأبناءها الأربعة شابان وامرأتان) وإصابة امرأة.
وفي 22 تشرين الأول، استهدف قصف مدفعي لقوات النظام السوري خيمة في قرية القرقور بسهل الغاب، أوقع مجزرة راح ضحيتها 5 أطفال بينهم 3 أشقاء، وطفلة ابنة عمهم، إضافة لطفل آخر وفقدان شقيقته (كانت تلعب مع الأطفال الذين قتلوا ولم يعثر عليها).
ووقعت المجزرة الثالثة بعد يومين، في 24 تشرين الأول باستهداف الطائرات الحربية الروسية لـ"مخيم أهل سراقب" في قرية الحمامة بريف إدلب الغربي، والتي تسببت بمقتل 5 مدنيين، وهم امرأتان شقيقتان إحداهما حامل وجدتهما ورضيعان، وأصيب 5 مدنيين آخرين بينهم 3 أطفال أحدهم رضيع، ورجلان آخران مسنان.
واعتبر التقرير أن التصعيد على المنطقة يأتي "في سياق سياسة ممنهجة تهدف لضرب الاستقرار فيها، ونشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية"، مشيراً إلى أن تلك السياسة تعتبر انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان وهي جرائم حرب.